ربى عودة توضح مهام تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط
تسعى تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، لمنع تأنيث الفقر والجوع ونشر البطالة واستدامة الأمية والعنف ضد النساء، من خلال محاربة سياسات الأنظمة الرأسمالية.
رفيف اسليم
غزة ـ تعد محاربة السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة من قبل الأنظمة الرأسمالية والشركات العابرة للقارات وأنظمة الحكومات للانصياع إلى مراكز الرأسمال العالمي، هو الهدف الأساسي لحركة تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
أوضحت عضو منسقة المسيرة العالمية للنساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط من فلسطين ربى عودة لوكالتنا، أن تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط حركة عالمية فدرالية تضامنية وليست إغاثية، نشأت للضغط والمناصرة لرفع الظلم الاقتصادي عن النساء ودعم الشعوب المقهورة لنيل حقها في تقرير مصيرها بعيداً عن الأنظمة المستبدة لتحقيق العدل والمساواة، وهي مكونة من ما يقارب 53 دولة موزعين على 5 قارات حول العالم.
وبدأت التنسيقية مهامها كما أشارت ربى عودة في عام 1995 بعد مسيرة حاشدة للنساء بمدينة الكيبات في كندا ضد الفقر والعنف بمشاركة أكثر من 850 امرأة جابوا الشوارع والأزقة طوال عشرة أيام لتحقيق مطالبهن في تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة الحد الأدنى للأجور، لافتة إلى أن العدد ازداد في ذلك الوقت ليصل إلى 2000 امرأة وقد واصل بالزيادة إلى أن انتشر لعدد من القارات وأصبحت حركة عالمية تضم ملايين النساء.
وتركز الفدرالية النسائية على محاربة الأنظمة الفاشية والأبوية والضغط لتمكين النساء ووصولهن لموارد الأرض، مشيرةً إلى أن تلك المطالب تأتي لتوفير حياة كريمة للنساء في ظل استمرار الاستغلال المتجسد في تدني الأجور، وغياب التغطية الاجتماعية، وتفشي العنف في أماكن العمل، وتجاوز الساعات القانونية للعمل، ومحاربة العمل النقابي وتجريمه وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق العاملات.
ولفتت ربى عودة أن التنسيقية تنفذ أربعة أنشطة أساسية في كل عام، الأول هو نشاط تعبوي ينطلق بذكرى التأسيس المصادف ليوم المرأة، أي يبدأ في الثامن من آذار/مارس ويستمر حتى السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر لينادوا بالقضاء على العنف والفقر معاً، أما النشاط الثاني فينفذ تمجيداً للأرض في الخامس من آذار/مارس ويشمل حملة تثقيفية عن الحياة الطبيعة بمساندة النساء من 5 قارات وخاصة الفلسطينيات والكرديات الفلاحات اللواتي تربطهن علاقة وثيقة بأرضهن.
ولأن الهدف الأساسي من التنسيقية القضاء على الفقر فينفذ النشاط الثالث في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر لنبذ العديد من القضايا كالكراهية والإمبريالية والخصخصة والتنديد بالنزاعات المسلحة، بالمقابل توجه دعوى للشعوب بشكل عام والنساء بشكل خاص للعودة إلى النضال ولتغيير الأدوار التي تقوم بها النساء لتحقيق السيادة الغذائية والوصول للموارد والتأكيد على التضامن بين الشعوب كافة.
وأوضحت ربى عودة أن النشاط الأخير للتنسيقية ينفذ في الرابع والعشرين من نيسان/أبريل من كل عام، حيث تقوم النساء بمبادرة نضالية تستمر مدتها 24 ساعة نسوية ضد الرأسمالية واستغلالها البشع للعاملات، تكريماً لأكثر من ألف عاملة فقدت حياتها إثر سقوط سقف معمل للنسيج في بنغلاديش في نفس اليوم من عام 2013.
وأشارت إلى أنه في كل عام تنفذ به المبادرة يتم تجديد الإدانة والرفض لتلك الحادثة وهمجية النظام الرأسمالي وشركاته العابرة للقارات التي تجعل من الإنسان والنساء بشكل خاص، ومن ثروات الشعوب ومواردها الطبيعية غاية لاغتناء حفنة من أصحاب الرأسمال وللمزيد من تراكم الثروات بين أيديهم، وتفقير العمال والعاملات وتدمير البيئة الأمر الذي يهدد الحياة على وجه الأرض.
أما عن التواصل بين الدول الأعضاء لتنفيذ الأنشطة السابقة، توضح ربى عودة أن هناك هيئات وطنية تابعة لكل دولة تعمل وفق الأهداف الأساسية والتنظيم الهيكلي الموضوع منذ التأسيس ضمن الرؤية والأهداف، مشيرةً إلى أن تلك الهيئات وظيفتها ليس التنسيق فحسب بل متابعة كافة قضايا النساء والأحداث الدولية ورفعها للإقليم الذي بدوره يرسلها للسكرتارية الدولية التابعة للتنسيقية لدراستها والبدء بخطوات التنفيذ لتوجيه أنظار العالم نحوها.
وخلال حديثنا خصصت ربى عودة جزء عن تنسيقية فلسطين فأشارت إلى أنها ترفع "للإقليم كافة الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء الفلسطينيات والتي كان آخرها مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة"، لافتةً إلى أن آخر أنشطتها كان "الضغط على المجتمع الدولي ليصدر بيان يستنكر تلك الجريمة خاصةً أن التنسيقية في جميع بياناتها تركز على قضية تحرير فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال وممارسة حق تقرير المصير".
وأكدت ربى عودة أن "الفلسطينيات تحملن ثقل عنف مركب، عنف الاحتلال والأسر والتشريد من الأرض وسياسات الفصل العنصري وحصار قطاع غزة، إضافة لعنف المجتمع المحلي الناتج عن الهياكل الأبوية للمجتمع الفلسطيني والعنف الأسري والتحرش الجنسي وما يسمى بجرائم الشرف والحرمان من الموارد والزواج القسري وغيرها من القضايا".
وقالت عضوة تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط من فلسطين ربى عودة أن العاملات الفلسطينيات اللواتي تشكلن نسبة هامة تواصلن النضال من أجل المساواة والكرامة في مواجهة الواقع.