"نقص شعرنا من أجل حقوق نصف المجتمع"... مبادرة مغربية للتضامن مع الإيرانيات

تحاول الحقوقيات المغربيات إيصال دعمهن وتضامنهن مع الإيرانيات ضحايا المنظومة السياسية والدينية والنظرة الدونية، الساعية إلى فرض رقابة شديدة في وصاية مفرطة وغير مقبولة على النساء.

حنان حارت

المغرب ـ أطلقت مغربيات تنتمين لعالم الفن والسياسة والثقافة، مبادرة "نقص شعرنا... من أجل نصف المجتمع"؛ وذلك لإيصال صوتهن، مؤكدات على أن ما يحصل داخل إيران لا ترتضيه المنظومة الحقوقية العالمية.

قالت السياسية المغربية نعيمة فرح التي شاركت في "مبادرة نقص شعرنا من أجل حقوق نصف المجتمع"، إنها مبادرة رمزية، وأن من ظهرن في شريط الفيديو هن نساء مغربيات تنتمين لعالم السياسة والفن والثقافة، وأن مبادرتهن تأتي تضامناً مع ما حصل للفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني التي قتلت على يد شرطة الأخلاق، نظراً لأن جزءاً يسيراً من شعرها قد ظهر.

وأوضحت "مبادرتنا جاءت كرد فعل لما يحصل داخل إيران من انتهاك لحقوق النساء، لكي نوجه رسالة لكل نساء العالم بأن تتضامن مع النساء في إيران والدفع إلى الاعتراف بحقوق المرأة القانونية والإنسانية".

وأشارت إلى أن المبادرة المغربية هي أيضاً من أجل تعبئة أكبر عدد من المغاربة للتضامن مع حقوق المغربيات وإيصال صوتهن للعالم أجمع، والتأكيد على إن ما يحصل داخل إيران، لا ترتضيه المنظومة الحقوقية العالمية، ولا يقبله أي شخص داعم للحقوق وإلى كل ما هو قانوني.   

وأكدت على أن "المبادرة عبارة عن رسالة موجهة للضمير العالمي، للالتفات لما يحصل في إيران، فما يقع في هذا البلد لا يعلمه إلا الإيرانيون/ات أنفسهم من احتجاز، وقتل وتقتيل للنساء ولكل من انتفض، وهو أمر مرفوض".

وأضافت "للأسف منطقتنا تعرف ردة في مجموعة من الحقوق التي نالتها المرأة في فترة ما، فما يمارس على النساء اليوم من عنف وحيف وتمييز يجعلنا نرى بالملموس أن هناك تراجعاً في هذه الحقوق".

وعن إمكانية أن يكون التضامن النسوي العالمي أداة ضغط للتصدي لمختلف التجاوزات التي تمس النساء تقول "وفاة مهسا أميني كانت هي النقطة التي أفاضت الكأس، وبالفعل جل الحقوقيات والمدافعات عن حقوق النساء في العالم، انتفضن وكتبن ونشرن تدوينات، وبعثن ببيانات تضامنية، احتجاجاً على ما تعرضت له مهسا أميني"، متسائلةً "هل ستكون انتفاضة النساء بمثابة آلة ضغط؟ نتمنى ذلك ونتمنى أن يتحرك ضمير العالم، وينظر لما تتعرض له الإيرانيات في ظل نظام الخميني".

وحول ما إذا كانت هناك إمكانية جمع أصوات النساء في العالم من أجل وضع حد لكل الانتهاكات والتجاوزات المستهدفة للنساء والتي عادة ما تكون عبر قوانين على غرار إيران التي تتحوز على قانون يجبر النساء على ارتداء حجاب في المدرسة في الكلية في العمل في الشارع، تقول "إنه سؤال يصعب الإجابة عنه، كيف يمكن جميع صوت النساء، الأمر صعب لأننا ننتمي لتيارات وأيديولوجيات مختلفة، هناك فوارق في القوانين وطبيعة الحياة، ولكن نتمنى أن تجمعنا هذه الرسائل الاحتجاجية، أن تجمعنا هذه الأصوات التضامنية من أجل الوصول للحقوق الأدنى المشتركة بين نساء العالم، فهي خطوة وبداية، نتمناها أن تتطور لنحصل على ما نطمح له كنساء من حقوق وواجبات".  

وأشارت نعيمة فرح إلى أن هناك تعتيم إعلامي "ما يصل لنا وما يتم تداوله، هو فقط ما يرسله البعض لأهاليهم الذين يتواجدون خارج إيران، لهذا ينبغي على الضمير العالمي أن يلتفت لما يحصل داخل البلاد وأن يتم التحرك من أجل وضع حد لكل الانتهاكات التي تمارس بحق النساء".

وشددت على ضرورة أن يتحرك العالم وعدم الاقتصار على فرض العقوبات التي تكون في حالة الخلافات السياسية من حظر وعقوبات اقتصادية، بل يجب أن يكون التحرك عبر عقوبات قانونية زجرية "إذا لم يتحرك الضمير العالمي، فإننا سنشهد غداً وبعد غد قتل النساء، وسيستمر التمييز ضدهن".