ناشطة تونسية تندد بالصمت الدولي حيال جرائم الدولة التركية في إقليم شمال وشرق سوريا
أكدت رئيسة جمعية "حواء" النسوية جنات كداشي على أهمية وجود تنسيق بين المنظمات والجمعيات في تونس وإقليم شمال وشرق سوريا، وذلك من أجل فضح الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في تلك المناطق، منتقدة التعتيم الإعلامي الممنهج حول وضع النساء.
زهور المشرقي
تونس ـ بالرغم من مرور 13 عاماً على الثورة التونسية، إلا أن واقع النساء قد تعقد ولم تحصلن سوى على قانون مكافحة العنف عام 2017، وظلت كل طموحاتهن حبراً على ورق، كما تضاعف استخدام النساء كورقة انتخابية لتحقيق أهداف سياسية.
قالت رئيسة جمعية "حواء" النسوية جنات كداشي إن واقع النساء في مدينة سيدي بوزيد الواقعة في الوسط الغربي بتونس لم يتغير، بل ازداد مأساوية، برغم أنهن كن شريكات في الثورة وانتفضن برغم كل سياسات القمع التي جوبهت بها الاحتجاجات قبل سقوط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، مؤكدةً على أنه بعد 13عاماً من الثورة باتت أحلام نساء محافظة سيدي بوزيد بالحرية والمواطنة والمساواة مجرد شعارات "لم يتم الالتفات لمحافظة سيدي بوزيد ومناضلاتها اللواتي وقفن في وجه الظلم ونزعن الخوف ظناً منهن أن القادم سيكون أفضل".
وذكرت بخروج نساء سيدي بوزيد عام 2010 بمسيرة نسوية طالبن حينها بسقوط النظام وتوفير حصة المنطقة من الثروة الوطنية، لا سيما وأن المحافظة الواقعة في الوسط الغربي تعتبر أكثر المناطق تهميشاً وفقراً وترتفع فيها نسبة النساء العاطلات عن العمل ويقتصر عملهن على القطاع الفلاحي في ظروف هشة ودون تغطية اجتماعية ولا تأمين صحي، مشيرةً إلى أنهن حلمن بتشريكهن في الحياة السياسية ومراكز القرار، لكن ذلك لم يتحقق "لم تنل نساء محافظة سيدي بوزيد أية مناصب عليا في مناصب القرار، ولم يتم منحهن الفرصة لإيصال مآسيهن".
وأكدت "عدنا إلى النقطة صفر التي كنا فيها مع حكومة بن علي الذي كان رغم تشدقه بحرية النساء متاجراً بهن، مستغلاً صورتهن كديكور لا غير، واليوم نحن في وضع أتعس، فحريتنا ومكاسبنا مهددة، وكل العيون مسلطة عليها لتقييدها أو نسفها، وآخرها كان إقصاء انتخابي حرم النساء من الوجود بقوة في المجالس المحلية والبرلمان، وأيضاً استفتاء أبعد النساء عن المشاركة في الحياة العامة، نحن أمام وضع صعب جداً".
ولفتت جنات كداشي إلى التمييز الذي جوبهت به النساء في المناطق الداخلية، حيث ظلت أوضاعهن صعبة ولم تتحسن، بل تضاعف تفقيرهن، معتبرةً أن طموحاتهن وكأنها حلم من الصعب تحقيقه، علاوة على وجود نوع من الاستياء نتيجة هذا الوضعية وتراجع نسق الحريات ومساعي نسف الحقوق.
وأكدت بأن النسويات لن تتخلين عن طموحاتهن للعيش ضمن إطار ديمقراطي حر "سيواصلن النضال من أجل منع استهداف مكاسبهن التي جاءت نتيجة نضالات نسوية"، مشددة على صمود التونسيات في وجه كل المخططات التي تحاول ترهيبهن "لقد عشن محطات كثيرة وعراقيل واجهنها بالمقاومة والصوت الحر والتمسك بمكاسبنا، فرغم المآسي والصعوبات سيتواصل نضال نساء سيدي بوزيد من أجل مزيد من الحقوق والحريات، وفي اتجاه تحقيق فضاء آمن بعيد عن التقتيل والعنف والتمييز والإقصاء الممنهج، مستمرات من أجل حقوقنا".
وتطرقت إلى وضع النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، اللواتي تكابدن الحرب والعنف المزدوج من الفصائل المسلحة والمحتل، لافتةً إلى وجود تعتيم إعلامي لفضح الانتهاكات والتجاوزات بحق النساء في المناطق المحتلة "هناك تعتيم إعلامي بحق نساء إقليم شمال وشرق سوريا، قتل واغتصاب وخطف من قبل الاحتلال التركي الذي يدخل النساء في بوتقته ولعبته السياسية".
واعتبرت أن ما تعيشه النساء في إقليم شمال وشرق سوريا يرتقي لمستوى الجريمة ضد الإنسانية ويندرج ضمن لعبة أدمجت النساء واستغلتهن لاعتبارهن الحلقة الأضعف لتصفية حساباته السياسية في تلك المنطقة المحتلة.
ودعت إلى محاسبة الاحتلال التركي على جرائم الحرب بتلك المنطقة والتي أثرت بشكل مضاعف على حياة النساء، منددة بضعف الموقف الدولي الذي وجب أن يعمل لكبح جماح أي محتل.
وحول صمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في إقليم شمال وشرق سوريا قالت "من تونس نتضامن مع نساء إقليم شمال وشرق سوريا، ولا ننسى كذلك نساء فلسطين وغزة اللواتي تبدن جميعهن أمام مرأى العالم ومسمعه، تقتلن أمام عدسات الكاميرا دون أن يحرك الدم ساكناً للأطراف المسؤولة عن تلك الإبادة"، مؤكدةً على "استمرار مساندة التونسيات لمساعي النساء أينما كن من أجل حريتهن ومن أجل العيش بسلام وأمن".
وعن أهمية التنسيق النسوي، أوضحت الناشطة النسوية جنات كداشي على أهمية وجود تنسيق بين المنظمات والجمعيات في تونس وإقليم شمال وشرق سوريا "سيكون من الجيد إطلاع النسويات في تونس على الوضع في إقليم شمال وشرق سوريا، من أجل تحقيق التشبيك النسوي، الذي يجب أن يجتاز الحدود دون توقف، بهدف تحقيق السلام وإيصال صوت النساء في هذه المناطق، والذي تعمل أطراف مكشوفة على إسكاته".