ناشطة نسوية: نخشى استمرار تفقير النساء وتهميشهن
لا تزال الريفيات في تونس تتعرضن للعنف والاستغلال على الرغم من وجود قانون يكافح العنف ضدهن منذ أكثر من ستة أعوام، في ظل الأعمال الشاقة التي تقمن بها في سبيل إعالة أسرهن.
زهور المشرقي
تونس ـ تخشى الناشطة النسوية هاجر القاسمي، من تفقير النساء التونسيات وتهميشهن، مؤكدةً على أن ظلمهن يتعارض مع التشريعات التي جاءت بهدف إنصافهن.
أعلنت الناشطة النسوية ورئيسة الفرع المحلي للاتحاد الوطني بمعتمدية سجنان التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس هاجر القاسمي، عن تضامنها اللامشروط مع كل المضطهدات سواءً في تونس أو العالم، مساندةً أي تحرر نسوي يهدف إلى النهوض بواقع النساء، معتقدةً أن عملية تحريرهن تحتاج وقفة نسوية وتضامن واسع.
وعبرت عن غضبها من مواصلة معاناة النساء في الأرياف وكذلك في المناطق الحضرية من أجل لقمة العيش "وضع النساء في تونس سيبقى سيئاً ما دمن يتسلقن الجبال ويعملن في ظروفٍ صعبة ومأساوية في كل الفصول لتوفير قوتهن وضمان كرامتهن".
وأفادت بأنها شهدت مختلف الفترات الصعبة للتونسيات منذ التسعينات عندما كان مقر الاتحاد مفتوحاً أمام كل النساء بالجهة الأكثر تهميشاً وفقراً رغم موقعها الاستراتيجي وثروتها الطبيعية، مذكرةً بنهب المقر أثناء أحداث الثورة ما حرم نساء الجهة من عدة حوافز "قبل الثورة، تمكنت مئات النساء من تعلم الكتابة والقراءة، ومن ثم تعلم صنعة يدوية تمكن فيما بعد عبرها من العمل في المنزل، ولكن للأسف تم نهب مقر الاتحاد ومن حينها غاب صوت النساء في المعتمدية، وبقينا وحيدات دون سند محلي، نحاول عبر الاتحاد مساعدتهن، ونحن نعرف جيداً معاناتهن وظروفهن الصعبة".
وأكدت على أن المحاولات مستمرة لإعادة فتح مقر اتحاد المرأة بالجهة المذكورة، لاعتبار دوره المحوري في تغيير واقع نساء سجنان، اللواتي يعانين العنف ولا أحد يسمع أصواتهن، لأنها منطقة ريفية يغلب عليها التفكير الذكوري، مما تجعل النساء يخشين من التبليغ والافصاح عما يعشنه.
وأشارت إلى أن أغلبهن يعلن أسرهن "يقضين اليوم في المصنع ويعملن بأجر زهيد في ظروف تنقل صعبة، وساعات عمل متعبة، هذا إن كان حظهن جيد، حيث أن المئات من نساء الجهة يعملن في المزارع كعاملات فلاحة بأجر يومي لا يتجاوز خمس دولارات، إضافة إلى أن العشرات منهن يعملن في الجبال، بجمع الريحان والقاضوم من غابات وعرة وغير آمنة، وبأجرٍ زهيد لا يكفي لإعالة أسرة ليوم واحد".
ولفتت إلى أن هذه الظروف تسبب لهن بأمراض مزمنة وأحياناً قاتلة، نتيجة الأدوية الكيميائية وتعرضهن للشمس وللبرد لساعات طويلة، إضافةً إلى أنهن يعملن دون تغطية اجتماعية وصحية ودون عقود تحفظ حصولهن على راتب تقاعد في سن معين "سترون أن هذا عادياً لكنه يفسر مأساة حقيقة لنساء في الجهة المنسية التي يعيش نسائها مقاومة حقيقية من أجل البقاء، ويحاربن من أجل العيش بكرامة، وبرغم كل التشريعات لازال الواقع سوداوياً ومؤلماً".
وأضافت "نحمل حملاً كبيراً لنساء يكابدن من أجل الاستمرار، منذ التسعينات يحاولن مساعدتهن، لا يمكن أن نكون بسلام والريفيات في الجبال يجمعن الريحان للعيش"، وتأمل في تحسين وضع الريفيات والتفات السلطات لهن لدعمهن مادياً ولوجستياً.
وقالت هاجر القاسمي إن النساء في منطقتها يُحرمن حتى من حقهن في الصحة، سيما مع غياب ما تحتجنه "نخشى عليهن من توصل تنقلهن للجبل للعمل وعلى صحتهن من المواد الكيميائية، أثناء عملهن الفلاحي ومن استمرار تعنيفهن خاصة وأنهن لا يبلغن، برغم وجود قانون لمكافحة العنف ضدهن منذ 2017، نخاف من استمرار غياب ضمانات تحسين الوضع الصعب".