مزكين حسن: نريد تطوير الوعي بالقانون والحماية لدى المرأة
لقد وقعت العديد من النساء في جميع أنحاء سوريا وشمال وشرق سوريا ضحية لأوضاع مأساوية بسبب شدة الحرب
قيمت مديرة مركز البحوث وحماية حقوق المرأة مزكين حسن عمل المركز ومحتوى القضايا التي يتعاملون معها وقالت "هدفنا هو حماية وتعزيز حقوق المرأة. نريد أيضاً توثيق انتهاكات حقوق المرأة والتحقيق فيها وإرسالها إلى الجهات المعنية حتى يتم مقاضاة الجناة".
روج هوزان
قامشلو - لقد وقعت العديد من النساء في جميع أنحاء سوريا وشمال وشرق سوريا ضحية لأوضاع مأساوية بسبب شدة الحرب. ونتيجة لذلك فقدت بعض هؤلاء النسوة حياتهن، وتعرضت بعضهن للقتل والاغتصاب والعنف الشديد. لذا تم افتتاح مركز البحوث وحماية حقوق المرأة في شمال وشرق سوريا في الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019 بهدف توثيق الجرائم والعنف الممارس ضد المرأة. حيث يقوم هذا المركز بتوثيق التجاوزات والانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المرأة وإرسالها إلى الجهات المعنية في المحاكم الدولية. لقد كانت هناك حاجة ملحة لفتح مثل هذا المركز من أجل خلق مفهوم ووعي بحقوق المرأة وقوانينها وتمكين المرأة من المطالبة بحقوقها في جميع مجالات الحياة. وحول هذا الموضوع، قيمت مديرة مركز البحوث وحماية حقوق المرأة مزكين حسن أعمال وأنشطة هذا المركز ومحتوى القضايا التي يتعاملون معها.
"نحن نهتم بجميع الأعمال المتعلقة بقضايا المرأة"
أشارت مزكين حسن إلى الهدف من افتتاح مركز البحوث وحماية حقوق المرأة "تم افتتاح مركزنا في الأول من شهر تشرين الثاني عام 2019. كان افتتاح المركز يعد ضرورة في ذلك الوقت بسبب الحروب المستمرة في سوريا وشمال شرق سوريا، كما أن هجمات الدولة التركية التي أسفرت عن احتلال أجزاء كثيرة من المناطق جلبت معها الحاجة إلى وجود مثل هذا المركز الذي يهتم ويحمي حقوق النساء ضحايا الحرب. فقد رأينا أن وضع المرأة في كل من المناطق السورية والمحتلة آخذ في التدهور، لا سيما في مجالات الانتحار والقتل والعنف. لذا أردنا المساعدة واقتلاع هذه المشاكل من الجذور. في نفس الوقت أردنا أن نكون مكاناً مهماً لإجراء البحوث حول القضايا المتعلقة بحقوق المرأة. في البداية، تألفت لجنتنا التأسيسية من 20 شخصاً معظمهم من المحامين المتخصصين في قضايا حقوق المرأة. وبشكل عام، نحن منخرطون ونهتم بجميع الأعمال المتعلقة بقضايا المرأة".
"الملف الأول الذي تبناه مركزنا كان قضية هفرين خلف"
أوضحت مزكين حسن مضمون الأنشطة والأعمال والقضايا التي يتعاملون معها "مع إنشاء مركزنا، كانت القضية الأولى التي توليناها هي قضية السياسية هفرين خلف. فقد قُتلت هفرين خلف بوحشية لأنها كانت امرأة سياسية. لقد أعددنا ملفاً وسلمناه إلى مؤسسات قانونية دولية مثل حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات العليا وتلقينا رداً من بعض الجهات. كما عملنا على تعريف المرأة وتدريبها وتثقيفها في مجال حقوق المرأة والتحالفات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة. كما نقوم بتسجيل جميع الانتهاكات بحق النساء في المناطق المحتلة من سوريا، في إدلب وعفرين وسري كانيه وجرابلس والباب وإعزاز ونوثقها لنبين كيفية حدوث تلك الأحداث، ونسلمها كملف للجهات المعنية. كما بدأنا في الآونة الأخيرة العمل على وضع نساء داعش، حتى يتمكنوا من العودة إلى الحياة ويكونوا صالحين. كما أن الوضع القانوني للمرأة في محاكم الإدارية الذاتية هي قضية أخرى نقوم بمتابعتها، حيث نقوم بمتابعة وضع النساء وتقديم المساعدة لهن من خلال المحامين. في الواقع هناك بعض النساء اللواتي يجدن أنفسهن ضعيفات في العديد من الأماكن والمجالات، لذا نقوم بمساعدة هؤلاء النساء نفسياً واقتصادياً واجتماعياً، ليعرفن قيمتهن ويتعرفن على كيانهن والاعتراف بقيمهن ويعرفن أنهن أيضاً جزء مهم من الحياة. نريد بناء مجتمع قائم على حرية المرأة تكون فيه النساء رائدات".
"نريد خلق وعي في مجال حقوق وقوانين المرأة"
وعن العمل الجاري داخل المركز لإعداد الملفات، وخطتهم المستقبلية قالت "داخل مركزنا، يتم تنفيذ الكثير من الأعمال والأنشطة الرئيسية الخاصة بالأعضاء. فنحن نريد أن يعمل فريقنا في المركز بشكل احترافي، لذا نقوم بإعطاء دورات تدريبية في مجالات التحرير والتصوير والتوثيق والبحث. لدينا أيضاً بعض أوجه التعاون التي نريد تطويرها. بالإضافة إلى بعض الأنشطة التعليمية للنساء بشكل عام، ليس فقط في المنطقة ولكن في جميع أنحاء سوريا نريد خلق وعي ومعرفة عامة حول قوانين المرأة. لدينا بعض البرامج التدريبية التي تعمل على مستوى حماية جميع النساء. نعمل حالياً على مشروع حول كيفية تعزيز السلام الداخلي بين النساء، ونجري أبحاثاً حوله وسنضعه موضع التنفيذ في المستقبل القريب. أود أن أقول إن الوضع السياسي الحالي لا يسمح بمحاكمة مرتكبي الانتهاكات ضد المرأة لأن القوانين الحالية تجعل الأمر صعباً علينا بعض الشيء. على الرغم من أننا لا نرى استجابة سريعة، لكن لدينا أمل وسنقوم بإنجاز أعمالنا. فإذا تابع المرء قضيته، لن تضيع هذه القضية".
https://www.youtube.com/watch?v=A1C9nNq6p8s