منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة تعمل على مناصرة النساء وحمايتهنَّ

منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات بشمال وشرق سوريا تسعى لحماية ومناصرة النساء المعنفات، وتوعيتهنَّ للحد من ظاهرة الانتحار المتزايدة في الآونة الأخيرة، عبر التواصل مع النساء

نورشان عبدي
كوباني ـ .
منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، نسائية اجتماعية مدنية تناهض العنف ضد المرأة بكافة أشكاله وتكافح جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتعمل على حماية ومناصرة النساء ضحايا العنف، وعلى توعية المرأة ورفع سويتها الفكرية لمناهضة العنف وتشجيعها على طرح مشاكلها، وإيجاد فرص عمل للمعنفات، وتطوير مهارتهنَّ المهنية ليحصلنَّ على دخل مناسب، وتقوم عبر وسائل الإعلام برصد حالات العنف لاستقطاب الرأي العام، وفضح الانتهاكات التي تتعرض لها النساء.
أشارت الإدارية في منظمة سارا بمقاطعة كوباني التي تأسست في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 نجاة مثلا إلى أن "النساء هنَّ الأكثر تعرضاً للعنف بجميع أشكاله وأساليبه، لذا وجب علينا كمنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة حمايتهنَّ وتخليصهنَّ من الذهنية الذكورية المتسلطة، وتأهيلهنَّ نفسياً واجتماعياً واقتصادياً". 
للمنظمة ثلاث مراكز، الرئيسي في مدينة قامشلو والفرعين الآخرين في مقاطعتي الحسكة وكوباني، وهناك مركز أيضاً في ناحية صرين ويتبع تنظيمياً لمقاطعة كوباني "أهم نشاطاتنا هي تدريب النساء بإعطاء المحاضرات التوعوية حول العنف الممارس ضدهنَّ من خلال قسم التدريب". 
وتتجه النساء إلى المنظمة في سبيل حل قضاياهنَّ "نستمع إليهنَّ، ونسعى لحل مشاكلهنَّ بالإصلاح بين الطرفين، وفي حال كانت المشكلة مستعصية نحولها إلى دار المرأة والنيابة العامة للتدخل قضائياً بين الزوج والزوجة أو بين المرأة وعائلتها، وبعد حلها تعمل دار المرأة على متابعتها بشكل مستمر أسبوعياً حتى فترة معينة، للتأكد من تجاوز المشكلة بشكل نهائي". 
وأما أقسام المنظمة هي "قسم الإدارة والأرشيف، وقسم التدريب والتوعية، إضافة لقسم المُعنفات الذي يتابع قضايا النساء اللواتي تتعرضنَّ للتعنيف، ولجنة متابعة الانتحار والقتل، وقسم الحماية، إضافة إلى اللجنة القانونية، والدعم النفسي". 
وأضافت "نحن مستعدات لتقديم المساعدة من كافة النواحي للمرأة التي تجبر على الانتحار، فعندما تنجو نتابع حالتها لمنع إقدامها مرة أخرى على ذلك، لكننا نواجه الصعوبات من تهديد وعدم تقبل العديد من العوائل".
وتتابع "نعاني نقص في أعداد العضوات في الأقسام، لكن على الرغم من ذلك نحاول مساعدة النساء بالوقوف إلى جانبهنَّ، ونقوم بزيارة المنازل لنتدخل في أي دعوة بشكل مباشر وفوري لحلها".
ودعت الإدارية في منظمة سارا لمقاطعة كوباني نجاة مثلا كل امرأة في شمال وشرق سوريا لتطوير نفسها وفكرها وتقوية إرادتها "على كل امرأة التحلي بالقوة والوعي والإيمان، وعدم اللجوء إلى الانتحار كوسيلة للتخلص من المشاكل التي تعترضها، والتوجه إلى أي منظمة نسائية لحلها وطلب المساعدة، وهذه المنظمات مستعدة لحمايتها وتقديم يد العون لها".
وبدورها قالت العضوة في قسم المعنفات بالمنظمة فوزية حنيفي أن الدعاوى والشكاوى التي استقبلتها المنظمة خلال العامين الماضيين كانت نسبتها أقل من الفترة الحالية، نتيجة تخوف النساء من العادات والتقاليد المجتمعية "اليوم تتوجه المرأة إلى المنظمة لمشاركة معاناتها مع العضوات للوصول إلى حل جذري وسليم".
وتكمل "في قسم المعنفات أولاً نستمع إلى معاناتهنَّ وندعمهنَّ نفسياً، ففي حال كانت المشكلة بين الزوجين نستدعي الطرف الأخر أي الزوج أو عائلة الزوج، لنتمكن من تحقيق حل مناسب للطرفين"، وتضيف "أغلب الحالات التي نستقبلها هي متعلقة بالعادات والتقاليد المجتمعية والعشائرية، نقوم بتوقيع تعهد من قبل الطرفين مع مواصلة زياراتنا وعقد جلسات معهم حتى تتحسن العلاقة بينهم".
ويستقبل قسم المعنفات في الشهر الواحد أكثر من خمسة عشر حالة من حالات العنف والانتحار "يقصدنا الرجال أيضاً لحل بعض المشاكل مع زوجاتهم، وهذا يدل على ثقة المجتمع بالمنظمات النسائية بأنها مصدر لإيجاد الحلول للمشاكل التي يعيشونها".
وتقول "هدفنا ليس الدفاع عن المرأة فحسب، إنما تحقيق المساواة بين الجنسين، لذا علينا جميعاً التكاتف ومساندة بعضنا والوقوف إلى جانب المعنفات".
وترتكز منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة على العديد من الأسس في نظامها الداخلي وأهمها "مناهضة كل ما من شأنه امتهان كرامة المرأة والنيل من كبريائها وثقتها بنفسها، والعمل على توعية المرأة ورفع سويتها الفكرية، ومناهضة العنف وتشجيعها على طرح مشاكلها وحلها، وتقديم الاستشارات القانونية لتوعية المرأة بحقوقها، وتوطيد العلاقات مع المنظمات النسائية المدنية المحلية والسورية والدولية لمناهضة العنف ضد المرأة".