من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين... ناشطة تدعو للانخراط في النضال
تؤمن الناشطة الجمعوية والمساعدة الاجتماعية رجاء حمين، بأن الحقوق لا تعطى ولكن تنتزع، مؤكدةً أن حصول المرأة على حقوقها كاملة لن يتحقق إلا بمزيد من النضال.
حنان حارت
المغرب ـ انخرطت الناشطة الجمعوية والمساعدة الاجتماعية المغربية رجاء حمين، في العمل الجمعوي النسائي من أجل خدمة قضايا النساء، إذ اكتسبت تجربة كبيرة في مجال الاستماع للنساء ضحايا العنف وكذا اللواتي تعانين من مشاكل أسرية أو ظروف اجتماعية وعائلية صعبة.
قالت الناشطة الجمعوية والمساعدة الاجتماعية المغربية رجاء حمين إن ولوجها للعمل الجمعوي وعملها كمساعدة اجتماعية لم يكن وليد الصدفة "منذ صغري كان لدي شغف بالاستماع للناس وكانت تتملكني الرغبة في مواساتهم ومساعدتهم على تجاوز المشاكل التي تصادفهم"، لافتة إلى أن نشأتها في بيئة تؤمن بحقوق الإنسان والنساء، زادت من رغبتها في الدخول إلى العمل الجمعوي والانخراط في عملية النضال من أجل الدفاع عن حقوقها وحقوق باقي النساء.
وعن بداية مسارها في العمل الجمعوي أوضحت أنها التحقت بجمعية التحدي والمساواة والمواطنة، وتلقت عدة تكوينات في تقنيات الاستماع وفيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والنساء، كما خضعت لمجموعة من التكاوين التي قوت من قدراتها في مجال الاستماع للنساء ضحايا العنف، خاصةً وأن هذا الميدان الذي يتطلب الصبر والإنصات "أن النساء الوافدات على الجمعية خاصةً ضحايا العنف تحتجن لمن يستمع لهن دون إعطاء الأحكام".
وعن التحديات والصعوبات التي تواجه المساعدات الاجتماعيات، أشارت إلى أن "أول تحدي يمكن أن يواجه أي امرأة هو أنه يتعين عليها خلق ذلك التوازن بين حياتها الشخصية وحياتها المهنية، أما على مستوى العمل اليومي لا يوجد قانون يحمي النساء خاصة وأنه خلال العمل نكون ملزمات بإعداد تقارير وبحوث اجتماعية في العديد من القضايا مثل التسجيل في الحالة المدنية والوساطة الأسرية وفي إطار تنقلاتنا يمكن أن نتعرض للعديد من الصعوبات".
وأكدت أن عملية الاستماع للنساء ضحايا العنف والنساء في وضعية صعبة، تشكل ثقل نفسي على المستمعات "لحسن حظنا داخل الجمعية نستفيد من حصص الدعم النفسي من أجل طرد الطاقة السلبية وتخفيف العبء الذي نشعر به بعد كل عملية إنصات"، مضيفةً أن عدد النساء ضحايا العنف اللواتي تقصدن مركز الاستماع كبير مقارنة مع المساعدات الاجتماعيات لذلك يتعذر على المركز توفير المواكبة النفسية اللازمة لجميع الحالات.
وعن استراتيجية الجمعية في الحد من ظاهرة العنف الممارس ضد النساء المغربيات، أشارت إلى أنه منذ تأسيس الجمعية عام 2003 وهي تعمل على النهوض بوضعية المرأة والدفاع عن قضاياها بهدف تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين في المجتمع المغربي.
وبينت أن الجمعية تتوفر على مركزين للاستماع تقدم فيهما مجموعة من الخدمات بالمجان للنساء والفتيات ضحايا العنف كالدعم القانوني والإرشاد والدعم النفسي والمصاحبة والمرافقة والوساطة الأسرية، لافتةً إلى أنها تعمل على ثلاثة محاور رئيسية يتضمن المحور الأول التمكين الاقتصادي للنساء المغربيات الذي يعتبر بوابة لخروج النساء من نفق العنف والاتجاه نحو الاستقلال الذاتي، حتى لا تبقين خاضعات للعنف الزوجي.
ونوهت إلى المحور الثاني يتعلق بالنهوض بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء بشكل خاص، وتعزيز الحقوق الانسانية للنساء، فيما يركز المحور الثالث على تغيير العقليات والصور النمطية عن المرأة التي تحول دون وصولها لحقوقها وتحقيق المساواة بين الجنسين، مؤكدةً أن كل تلك المحاور مرتبطة فيما بينها وتنصب في هدف واحد هو محاربة العنف ضد النساء، وتحسين وضعية المغربيات داخل المجتمع.
وعن المستقبل الذي تتمنى أن تعيشه الأجيال المقبلة من النساء والفتيات في المنطقة قالت "نحن متفائلات ودائماً نقول إن الغد سيأتي بما هو أحسن وأفضل للنساء، أكيد ستكون هناك قوانين حمائية أكثر ومؤسسات تقدم خدمات في المستوى للنساء، وسيتم العمل على إخراج استراتيجيات واضحة يتم إنزالها بشكل صحيح على أرض الواقع"، مؤكدةً على المزيد من النضال من أجل انتزاع الحقوق لأنه ما لا يأتي بالنضال يؤخذ بمزيد من النضال".
وفي ختام حديثها تمنت رجاء حمين أن تعيش جميع النساء والفتيات في مجتمع يؤمن بالحقوق الإنسانية للنساء ويتم احترام كينونتهن، وأن تكون كل المجتمعات متشبعة بالقيم الانسانية التي تمارس بشكل يومي والتي تحفظ كرامة النساء، داعيةً الأجيال القادمة إلى المضي قدماً والانخراط في عملية النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين.