ماري الدبس: النضال النسوي يجب أن يكون ضمن إطار حركة شعبية

شددت رئيسة "جمعية مساواة ـ وردة بطرس للعمل النسائي" ماري الدبس على أن النضال مستمر ولن يقتصر على يوم واحد.

كارولين بزي

بيروت ـ أكدت رئيسة "جمعية مساواة ـ وردة بطرس للعمل النسائي" ماري الدبس على أن النضال النسائي يجب أن يكون ضمن إطار حركة شعبية لتطوير المجتمع والحصول على حقوق النساء.

عن الشرارة الأولى التي أسست ليوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام، تقول رئيسة "جمعية مساواة ـ وردة بطرس للعمل النسائي" ماري ناصيف الدبس "يعود تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إلى تحركات واضرابات قامت بها النساء في الولايات المتحدة الأميركية في القرن التاسع عشر، هؤلاء النساء تم قمعهن على يد الشرطة، لمطالبتهن بتخفيض ساعات العمل والمساواة في الأجر، وإنشاء حضانات للأطفال بالقرب من المصانع والمؤسسات الإنتاجية".

وأوضحت أن "التحركات بدأت في ثمانينات وتسعينات القرن التاسع عشر من خلال حركة اشتراكية قادتها المناضلة كلارا زيتكن التي وجدت ضرورة لأن تتوحد النساء ولاسيما العاملات منهن، فالقضية ليست مواجهة بين المرأة والرجل بل مواجهة بين طبقة النساء المحرومات بشكل أساسي وبين الرأسمالية الناشئة في ذلك الوقت".

وأشارت إلى أنه كان دعوة إلى تحرك نسوي طبقي يناضل من أجل تحديد حقوق المرأة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وتحررها يبدأ من هنا، وثانياً دورها في مراكز صنع القرار. على هذا الأساس، عُقد في بداية القرن العشرين وقبل الحرب العالمية الأولى مؤتمر في كوبنهاغن عام 1910 الذي أسس لانطلاقة يوم عالمي للمرأة تجتمع فيه النساء في كافة أنحاء العالم، بحضور نحو مئة امرأة، ممثلات عن أكثر من 12 دولةً أوروبية وأميركية.

وأضافت "الاحتفال بيوم المرأة العالمي بدايةً كان في 19 آذار/مارس، وفي العام 1912 عُقد مؤتمر الأممية النسائية الاشتراكية في بال بسويسرا وتم تحديد الثامن من آذار/مارس يوماً عالمياً للمرأة، انطلاقاً من أن التظاهرات التي انطلقت في الولايات المتحدة والتي قمعت من قبل الشرطة في ذلك الوقت كانت في 8 آذار/مارس".

 

"إعادة الاعتبار لليوم العالمي للمرأة في 1945"

تعليقاً على إشارة البعض أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بدأ في العام 1945، تقول ماري الدبس "أعيد الاعتبار لهذه المناسبة في العام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، إذ عقد اجتماع لمجموعة من النساء وأطلق يومها الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، بدعوة من مجموعة من النساء المناضلات في ذلك الوقت وبالتحديد من العالمة الفرنسية في مجال الفيزياء أوجيني كوتون".

وأوضحت أن الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي تم تشكيله بعد الحرب العالمية الثانية، نادى بضرورة أن يعم السلام في عالم لا يوجد فيه استغلال من قبل الإنسان لأخيه الإنسان، يكون للمرأة فيه دور متساوي مع الرجل في كافة مجالات الحياة "لا يزال الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي نشطاً حتى اليوم، وجمعية مساواة وردة بطرس من بين أعضائها".

ويأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام بغياب المناضلة ليندا مطر وذلك بعد نحو شهر على وفاتها، تعليقاً على رحيلها تقول ماري الدبس "خسرت المرأة اللبنانية مع رحيل ليندا مطر المناضلة التي بحثت عن إنسانية جديدة، وساهمت في بناء دور أساسي للمرأة في لبنان مع رفيقاتها اللواتي أسسن لجنة حقوق المرأة التي ترأستها فيما بعد. وهي التي شددت على أهمية الجمع بين النضال الاقتصادي - الاجتماعي والنضال السياسي. أعطت ليندا مطر الكثير من وقتها وذاتها لقضية المرأة من دون كلل. كانت دائماً في الطليعة".

بعد مرور أكثر من قرن من الزمن على مطالب النساء اللاتي كن الشرارة الأولى في إطلاق اليوم العالمي للمرأة، لا تزال المرأة تسعى للحصول على المطالب نفسها، ورداً على هذا الواقع تقول "نحن في تراجع كبير على صعيد الحقوق بشكل عام، نحن محكومون من طبقة سياسية فاسدة أهدرت المال العام وكل الحقوق. ولكننا نصر على النضال من خلال ما تعلمناه من كلارا زيتكن وغيرها من المناضلات. النضال ليس فقط نضالاً نسوياً، النضال النسائي يجب أن يكون ضمن إطار حركة شعبية تدعم هذا النضال لكي نستطيع أن نصل إلى تحقيق ذواتنا وما نصبو إليه لمجتمعنا وشعبنا وأولادنا".

 

"لا يقتصر النضال على يوم واحد"

وحول ما إذا كانت المرأة اللبنانية قد تقاعست عن المطالبة بحقوقها توضح "تراجع دور المرأة في النضال بعد الحرب الأهلية، ثم عادت إلى نشاطها مع انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019. لكن قمع الانتفاضة وما جرى فيما بعد من التفاف عبر قانون الانتخابات الذي جاء بهذا البرلمان الذي لم يشهد تغييراً كبيراً، أحبط المرأة. فهي اليوم تتحمل أعباءً كثيرة، كما أن نصف النساء في سن العطاء أصبحن عاطلات عن العمل، انطلاقاً من ذلك نحن نلمس نوعاً من الإحباط ولكننا نحاول كسره من خلال حملات التوعية والتعبئة في مختلف المناطق، ونشاطنا لا يقتصر على الثامن من آذار، والنضال لا يقتصر على يوم واحد".

وأكدت على أن النضال مستمر "نطمح أن يصبح الثامن من آذار يوماً نلتقي فيه على كيفية البحث عن طريق لتطوير مجتمعاتنا واقتصاداتنا".