"ماكش وحدك"... حملة لمساعدة النساء ضحايا العنف في الحجر الصحي

أطلقت جمعية "النساء التونسيات للبحث حول التنمية" حملة توعوية وتضامنية تحت شعار "ماكش وحدك"، لمساعدة النساء في الحجر الصحي

مركز الأخبار ـ باعتبارهن عرضة لخطري الإصابة بفيروس كورونا والعنف والتهميش من قبل الرجال.
ارتفعت معدلات العنف الأسري المسلط على المرأة في تونس بالتزامن مع الحجر الصحي الذي فرض من قبل السلطات منذ 17 آذار/مارس 2020، حالها حال العديد من البلدان حول العالم، كإجراء وقائي للحد من تفشي فيروس كورونا "كوفيد ـ 19".
إطلاق الحملة 
منذ الإعلان عن إجراءات الحجر الصحي المنزلي الشامل في تونس في 17 آذار/مارس، تتالت شهادات عن العنف ونداءات استغاثة من قبل النساء والمنظمات النسوية على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
أطلقت جمعية "النساء التونسيات للبحث حول التنمية" في 30 آذار/مارس، حملة توعوية وتضامنية، لمساعدة النساء في الحجر الصحي باعتبارهن عرضة لخطري الإصابة بفيروس كورونا والعنف المنزلي.
وقد أطلقت الجمعية الحملة تحت شعار "ماكش وحدك" "لست لوحدك"، لمساعدة النساء عن طريق توفير خدمات الانصات عن بعد، واستقبالهن في مراكز ليخضعن لإجراءات الوقاية المعمول بها تجنباً لانتشار عدوى الفيروس.
ولا تستهدف الحملة النساء اللواتي تتعرضن للعنف فقط، بل تستهدف كافة النساء المعرضات للتهميش بما فيهن السجينات والمهاجرات، والفئات الاجتماعية الهشة كالأطفال والنساء اللواتي تعانين من إعاقات جسدية.
وأكدت الجمعية أن الحملة أطلقت بالتعاون مع وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، بالتنسيق مع كافة شركائها من المؤسسات الرسمية المعنية ومن المجتمع المدني، إضافة إلى فريق من المتطوعين.
وتهدف إلى فضح كافة الانتهاكات الجسدية التي تتعرض لها النساء على أيدي أزواجهن، والتي شهدت منحى تصاعدياً مخيفاً خلال فترة الحجر الصحي. 
وتضمنت الحملة جملة من الإجراءات تتعلق بالتوعية والوقاية من الوباء المتفشي عبر التأكيد على أهمية الحجر الصحي الشامل، وتوعية النساء بشروط الوقاية وتبسيط الإجراءات للفئات الأكثر هشاشة وعرضة للخطر.
خط مجاني للتبليغ
تتضمن حملة "ماكش وحدك" رقماً أخضر (1899) خصص لتلقي شكاوى النساء ضحايا العنف الأسري خاصة، وتقديم الاستشارة النفسية والقانونية عامة لهن. كما تتضمن مجموعة من الأرقام الأخرى التي كان من المفترض الإعلان عنها للإنصات إلى النساء وتوجيههن عن بعد.
وبحسب ما أشارت إليه وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن في تونس أسماء السحيري لوسائل الإعلام المحلية يوم الأحد 29 آذار/مارس، إن عدد الإشعارات التي ترد من النساء اللواتي تتعرضن للعنف الأسري على الرقم الأخضر، بلغ 133 مكالمة خلال النصف الثاني من مارس/آذار، ليتضاعف خمس مرات مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
إن ارتفاع نسبة العنف الأسري ضد المرأة دفع الوزارة إلى تحويل الرقم الأخضر المخصص لتلقي الإشعارات وطلبات التدخل من النساء للعمل من التوقيت الإداري إلى العمل بنظام 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.
وأوضحت أسماء السحيري في تصريحات إعلامية محلية أنه تم التنسيق مع وزارة العدل من أجل تفعيل الفصل 26 من قانون 58 لعام 2017، المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة والذي يمكن النيابة من إجبار المعتدي على إخلاء المنزل لفائدة المرأة ضحية العنف وأبنائها.
وبالتنسيق مع مراكز وزارة الصحة، خصصت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أماكن عزل صحية مؤقتة للنساء الوافدات لمدة 14 يوميا، للتأكد من خلوهن من الإصابة بفيروس كورونا، ثم إيداعهن في مراكز إيواء خاصة بالنساء ضحايا العنف.
كورونا يضاعف معدلات العنف الأسري في تونس
تضاعف عدد البلاغات عن العنف المسلط على النساء خلال الحجر الصحي في تونس، وتسبب الحجر الصحي في خلق مشاكل في العائلات نتيجة الضغط النفسي ومزيداً من التوتر، وقد تحولت بعض من تلك الحالات إلى عنف مادي ولفظي ضد المرأة. 
كما أفادت جمعيات تعنى بقضايا المرأة العربية بأنهن تلقين رسائل من نساء يتعرضن للتهديد داخل الحجر المنزلي. ولا تقتصر المخاوف من انتشار العنف الأسري في زمن كورونا، على العالم العربي، بل يمتد القلق إلى أوروبا وآسيا والقارة الأمريكية.
وكانت رئيسة منظمة النساء الديمقراطيات في تونس، يسرى فراوس، قد أكدت منذ الأيام الأولى للحجر الصحي الشامل ارتفاع حالات العنف ضد النساء التونسيات.
وقد تفشت ظاهرة العنف الأسري والزوجي الذي يهدد حياة آلاف من النساء والأطفال في تونس، وباتت النساء الحلقة الأضعف والأكثر تضرراً نفسياً وجسدياً من إجراءات الحجر الصحي الذي فرضته السلطات للوقاية من انتشار وباء كورونا.
وظهر فيروس كورونا لأول مرة في 12 كانون الأول/ديسمبر 2019، بمدينة ووهان الصينية، إلا أن بكين كشفت عنه رسمياً منتصف كانون الثاني/يناير، ووفق آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية فأن عدد المصابين سيتجاوز المليون شخص خلال أيام، وقد عزل أكثر من نصف سكان الأرض في منازلهم.
وتتحمل العديد من النساء والفتيات المزاج السيء لأزواجهن وآبائهن وأخوتهن، ممن يجدون في العنف متنفساً للضغوط النفسية للحجر وتداعياته، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن العنف المسلط على المرأة يتضاعف في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية موضحة بأن واحدة من بين 3 نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي.
وبحسب الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، فإن البقاء لفترات طويلة داخل المنزل وحالة التوتر يؤثران بشكل كبير، على العلاقات بين الأشخاص، بما في ذلك العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، وهذا التوتر قد يصل إلى حد العنف اللفظي أو الجسدي ويمكن أن يتطور أيضا إلى حد القتل في بعض الأحيان.