لينا علي: لم أحصل على حريتي على الرغم من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضت له

ظلم وتعسف وقوانين مخالفة للدستور الذي ينص على أن المواطنين متساوين بالحقوق بغض النظر عن الجنس، هذا ما تعيشه المرأة المتضررة من استمرار زواج سبب لها أذى نفسي وجسدي وقررت الانفصال

غفران الراضي 
بغداد ـ
لهذه القوانين مساندة ذكورية في المجتمع العراقي، كيف لا وأغلب حقوق المرأة مسلوبة من تعليم واختيار الزوج وحق الميراث، إلا أن لينا علي اختارت طريق المعركة للحصول على حريتها. 
لينا علي (٣١) عاماً، وأم لطفلين تحاول أن تكون أم مثالية لطفليها وتصارع من أجل الحصول على حريتها والطلاق من زوجها، تقول "تتم تربية الفتاة من صغرها في مجتمعنا على طاعة الزوج حتى لو كان فيه إيذاء لها مما جعل الرجل يستغل هذا ويتمادى في تجاوزاته ويجعل الزوجة ذليلة".
وفي خضم الحديث عن تأثير المجتمع والأسرة في تربية الفتاة على الطاعة، تجد أن القانون العراقي لا يستطيع أن يحمي المرأة لوجود ثغرات كثيرة تستغل في حياة المرأة وخياراتها، "المرأة في المجتمع مسيرة غير مخيرة إلى درجة حتى الدستور والقوانين التي كان يجب أن تحميها، وضعت ثغرات كثيرة للرجل للضغط على المرأة وأجبرتها على التنازل عن حقوقها". 
تجد لينا علي أن العصمة في يد الرجل جعلته يستغل الزوجة "العصمة في الزواج بيد الرجل جعلته يجبر زوجته في تحمل حياة زوجية تعيسة خوفاً من الخوض في صراع مع المجتمع من أجل الحصول على حياة طبيعية".
وعن فترة زواجها تقول لينا علي "فترة زواجي دامت سبع سنوات، كانت سنوات صعبة طويلة عشت بها كوسيلة للخدمة وآلة إنجاب فقط، كنت أعيش مع رجل يسعى لسلب كل حقوقي كإنسان ويريد أن يحولني لامرأة تتقبل الإهانة" .
وتضيف عن قرار انفصالها "لا أستطيع أن استمر بالحياة مع شخص يعتبرني آلة للإنجاب وأعمل لخدمته فقط، ولأني لا استطيع أن أعيش بدون كرامة قررت الانفصال". 
وعن حق المرأة في الطلاق تقول لينا علي "القانون لا يحترم رغبة المرأة ولا يعطيها الحق بالطلاق بل أعطاها حق التفريق وجعل الأسباب تعجيزية، وأعطى للرجل حق رفع دعوى بيت الطاعة أي إجبار الزوجة على الرجوع لبيت الزوجية، وأن لم ترجع سقطت كل حقوقها ولا تستطيع الحصول على الطلاق إلا بموافقة زوجها أو أن تأتي بأسباب يصعب إثباتها أمام القضاء".
بينما تجد لينا علي أن الوصاية الحكومية والثانوية على المرأة شيء مهين وعدم احترام رغبتها في تحديد مع من تعيش هو سلب لأبسط حقوقها الإنسانية.
وتضيف أن المرأة العراقية قادرة أن تدير حياتها لوحدها "تستطيع المرأة وخصوصاً العراقية أن تدير حياتها لوحدها بدون رجل، لأنها وبالرغم من وجود الرجل أحياناً تقوم بالأمرين، فمجتمعنا الذكوري يرى الرجل مكرس فقط لعمله خارج المنزل لكسب المال أما المرأة تستطيع العمل داخل وخارج المنزل بالإضافة لتربية الأطفال وباقي المسؤوليات".  
تعتقد لينا علي أن الذهنية الذكورية في تشريع وتصحيح القوانين تجعل المرأة تحت وصاية المجتمع والدولة "القانون العراقي يريد ظلم المرأة في الحياة الزوجية وبعد الانفصال وخاصة بعد المحاولات الأخيرة بسحب حضانة الأطفال دون النظر للضرر الذي قد يصيب الطفل، ولرغبته بالبقاء قرب والدته وكل هذا فقط لإرضاء الذكور واستمرار ظلم المرأة والضغط عليها". 
تجد لينا علي أن دعم أهلها وطبيعة مستواهم الثقافي والاجتماعي ومستوى وعيهم جعلها قوية تقف وترفض الظلم وترمم حياتها من جديد ليعيش أطفالها حياة أكثر استقراراً وهدوءً.
بينما هناك الآلاف وربما مئات الآلاف من النساء لا يستطعن القيام بخطوة مشابهة بسبب رفض الأهل لقرار الانفصال وعدم تمكنها مادياً "سمعت الكثير من القصص من نساء اضطروا للبقاء مع زوج ظالم ومعنف خوفاً من الأهل والمجتمع ومن أن يكون مصيرهن الشارع لعدم مساندة أهلهم لهم وخوفاً من نظرة المجتمع الدونية للمطلقة".
بينما تؤكد لينا علي على أن الطلاق هو حل للتحرر من الأمراض النفسية ومن اللجوء للانتحار وجرائم القتل عندما تصل العلاقة بين الزوجين لطريق مسدود "سادت في الفترات الاخيرة الكثير من جرائم العنف الأسري ونسبها كبيرة من قبل الزوج على زوجته وحالات انتحار الزوجات والأبناء بسبب الضغط عليهم من قبل رب الأسرة وعدم وجود قانون يحميهم من أب أو اخ أو زوج مما اضطرهم إلى الانتحار على البقاء معذبات". 
تدعو لينا علي كل امرأة أن تكون قوية وترفض الأذى الذي تتعرض له من الزوج وتقاتل في سبيل مستقبلها "ادعو كل امرأة تتعرض للتعنيف أن تكون قوية وتكون زمام أمورها بيدها وترفض حياة الذل وأن تقاتل من أجل مستقبلها ومستقبل أطفالها وتسعى إلى تثقف نفسها وأن تطور من نفسها وتعمل بجهد لتوفير قوتها وقوت أطفالها وهي قادرة على ذلك وستكون حياتها أفضل بكثير لأنها تستحق السعادة".