لماذا حرمت نساء الشرطة من الرتب الرفيعة؟

شهد اليمن مؤخراً مشاركة فاعلة للنساء في الجانب الأمني حيث تجاوز عدد النساء في وزارة الداخلية اليمنية الـ 3000 امرأة بينهن ما يقارب 40 امرأة فقط يحملن رتبة عقيد وهي تعد من الرتب العليا في الجانب الأمني

نور سريب 
اليمن - .
وكانت بداية إشراك النساء في العاصمة المؤقتة عدن في ستينات القرن الماضي عندما كان نهج المساواة بين الجنسين جزء من سياسة الدولة مما جعل تواجد النساء في السلك الأمني والعسكري لا يحتاج إلى مدرسة خاصة بهن، ومع تغير النظام السياسي وتوقف تجنيد النساء لسنوات حتى تم تأسيس مدرسة الشرطة النسائية في اليمن عام 2001 في صنعاء وتخرجت منها أول دفعة بعد عام من الدراسة في تخصصات أمنية متنوعة. 
 
يحرمن النساء من الرتب الرفيعة
على الرغم من وجود كوادر في الشرطة والجيش من النساء اللاتي بلغت سنوات خدمتهنَّ الأربعين سنة وهنَّ حاملات للشهادات العليا من جامعات مرموقة داخلياً وخارجياً، إلا أنهنَّ لا يزلنَّ محرومات من حقهنَّ في نيل الرتب العسكرية الرفيعة، وللتعليق على ذلك قالت العميد عليا صالح مدير عام إدارة حماية الأسرة في وزارة الداخلية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا "يعود حرمان النساء إلى سبب ربط الرتبة العليا بمنصب مدير عام وهذا بحد ذاته ظلم فثمة العديد من الكوادر تستحق نيل رتبة عميد وحتى رتبة لواء ولكن هذا لا يحدث وعليه نلاحظ أن هناك حرمان للنساء من الرتب العسكرية الرفيعة مهما بلغت خدمتهنَّ ومهما قدمنَّ لخدمة الوطن".
وبحسب قانون رقم 15 لعام 2000 بشأن هيئة الشرطة يجب أن تتساوى الإجراءات بين منتسبي الأمن، ولم يشير القانون ومواده إلى أي تمييز جندري ولكن ما يجري على أرض الواقع مختلف بعض الشيء.
ومن جانبها قالت العقيد ندية ميفعي "أرى أن سبب هذا الحرمان أولاً يعود للمجتمع الذكوري ونظرة القيادات الأمنية إلى المرأة بأنها غير قادرة على تحمل المسؤولية، ولا تستحق رتبة أعلى من رتبة عقيد، إضافة الى عدم اهتمام القيادات الأمنية بالقرارات الدولية مثل اتفاقية سيداو والقرار 1325".
وكانت دولة اليمن الجنوبي من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على اتفاقية سيداو المناهضة لجميع أشكال التمييز ضد المرأة، فقد انضمت إليها في 18 شباط/فبراير 1979 وصادقت عليها في 30 أيار/مايو 1984، وانضم الشمال بعد الوحدة عام 1990 تلقائياً إلى المعاهدات التي وقع عليها الجنوب. 
وكان للرائد صمود اليافعي وهي من خريجات أول دفعة من الشرطة النسائية عام 2001 رأي مماثل حيث قالت "لا يستطيع أحد التقليل من أهمية المرأة في السلك الأمني وقد ساهمت النساء في تخفيف العبء على رجال الأمن من خلال تولي المهمات التي تتورط بها نساء مطلوبات أمنياً، وعلى الرغم من تفاني النساء في العمل الأمني إلا أننا لا نحصل على الترقيات التي تجب، ويوجد المئات من النساء اللاتي لم يحصلنَّ على الرتب المستحقة".
ورغم حرمان النساء من الوصول للرتب العليا إلا أن عمل الشرطيات لم يقتصر على العمل الإداري بل أنهنَّ ساهمنَّ في مكافحة الجرائم الجسيمة والتصدي للعمليات الإرهابية.