هبة سكيك تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية للنساء من خلال مركزها

وسط الظروف الاستثنائية التي مر بها قطاع غزة ما بين كورونا والعدوان، والذي تنامت إثرهما حالات العنف ضد النساء قررت هبة سكيك تأسيس مركز مريم الثقافي في بداية عام (2021)؛ ليهتم بالنسوة اللواتي تتعرضن للعنف ولا تعرفن أين تتجهن أو كيف تتصرفن

رفيف اسليم
غزة ـ ، ولتنمية الجانب الثقافي لهن الذي قد أهمل بالتزامن مع ظهور مشكلات جديدة خلقتها الأحداث الحالية المتتالية، لتتراكم مع قضايا سابقة لم يتم ايجاد حل لها حتى الآن.
 
مركز مريم الثقافي
تقول هبة سكيك مديرة مركز مريم الثقافي أنها اهتمت بقضايا العنف الموجه ضد المرأة في مرحلة مبكرة جداً قبل أن ينتبه لها الإعلام المحلي أو الدولي، فتذكر لنا أن أول قصة كتبتها كانت عن خادمة تتلقى العنف في عملها ثم طالبت الجريدة التي تتدرب معها أن تنشر لها تلك القصة وأن تسلط الضوء كذلك على قضايا النساء اللواتي لا يتلفت أحد لهن على أمل تخفيف الظلم الواقع عليهن.
وتكمل هبة سكيك أنها أجرت عدة دراسات عن واقع المرأة وحضرت أيضاً كافة الأنشطة التي تخصها إلى أن قررت بعد سنوات عديدة فتح المركز، واهتمت بأن يختص بالجانب الثقافي للفتيات والنساء في قطاع غزة الذي دمره الحجر المنزلي لفايروس كورونا إثر انقطاعهم عن الذهاب للمدارس والجامعات واستكمال الدراسة والأنشطة عبر الانترنت دون أي تفاعل، مشيرة أن مركزها يعنى بالمرأة والأسرة لأنهم أساس تكوين أي مجتمع.
ومن ضمن الركائز التي يقوم عليها المركز تشير هبة سكيك أن الثقافة التوعوية والبيئية والقانونية والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية للمرأة وفق القوانين هي أهم القواعد التي تحاول العمل عليها وتعريف النساء والفتيات الناشئات بها لأنهم الغرس الذي سيقوم على أساسه بناء مجتمع متين، لافتة أن تلك الأسس كانت عناوين لعدة دورات تثقيفية وجلسات للنساء مع ربطها بأهم القوانين المحلية كقانون الأسرة واتفاقية سيداو.
وتلفت هبة سكيك أن تنامي موجة القتل الحالية ضد النساء في قطاع غزة كان لها الحيز الأكبر من أنشطة مركز مريم الثقافي فعقدت عدة جلسات حوارية مع القضاء والمراكز المعنية بشؤن المرأة لدراسة تلك الحوادث والحد من تكرارها خاصة في ظل الظروف الاستثنائية كفايروس كورونا والعدوان على غزة، مضيفة أن جميع تلك الخطوات تأتي للحفاظ على المجتمع والمورث الثقافي كالعادات والتقاليد الحسنة التي يحاول الآخرين تشويهها.
وتقول هبة سكيك أن الإعلام قديماً كان موجه ليغطي قضايا محددة في قطاع غزة تفرضها بعض الجهات المسيطرة فلم يكن يهتم بقضايا العنف ضد المرأة سوى في الأيام القليلة الماضية، لافتة أن الاتجاه الحالي لغالبية المؤسسات والمراكز هو المطالبة بسن قوانين جديدة تحمي المرأة، بينما ترى هي أن كل ما على أفراد المجتمع فعله وخاصة النساء المطالبة بتعديل بعض نصوص القانون التي تكفل للمرأة العيش بحرية وكرامة مع نيل كافة حقوقها المسلوبة منها.
وعن الفئة التي يخدمها مركز مريم الثقافي توضح هبة سكيك أن "المركز يبدأ بتقديم خدماته للفتيات من سن (12) عام لأنهن النشأ الذي يجب أن يعي جميع ما حوله بدءً من قضايا المرأة وحتى قضايا الاحتلال الإسرائيلي واستيلائه على الأرض واقترافه جرائم التهويد والتهجير المتتالية بحق السكان"، لافتة أن تلك القضايا سيكون لها تأثير فيما بعد على نتاجهم الأدبي وأيضاً سيشكل بصمة فارقة في حياتهن.
 
مخيم شاعرات القدس اليافعات
واهتم المركز بالنشاط الثقافي لأن هناك تقصير في الاهتمام بالأدب بصفة عامة والمواهب اليافعة والشابة بصفة خاصة لذلك تم العمل على إنشاء مخيم شاعرات القدس ليكون للفتيات مكان يصقلن موهبتهن ويقدم لهن الدعم المناسب حسبما أفادت هبة سكيك، موضحة أن تلك الأنشطة لاقت قبولاً رسمياً، فدعم المخيم الهيئة العامة للشباب والرياضية كما تم تقديم جلسات توعوية أخرى بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة.
وتكمل هبة سكيك أنها قد راعت الظروف الاقتصادية للأهالي فسعت إلى أن تغطي تلك المخيمات التكلفة المادية للفتيات المشاركات بالتدريب، وأن يكون للمخيم مخرج كي يشعرن بمدى الفائدة التي حققنها، لافتة أنه سيتم عقد برنامج شعري لهن وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي كمرحلة أولى لتتشكل شخصيات تلك الفتيات فيما بعد ويستطعن الانطلاق من نقاط أخرى أكثر قوة وتأثيراً في مجتمعهن.
فيما أفادت المدربة والشاعرة سمية وادي أن الكثير من الفتيات الواعدات يرغبن بكتابة الشعر وإلقاءه لكنهن لا يعرفن كيف يبدأن أو ما هي القواعد التي يجب عليهن اتباعها لتنظيم نص متكامل، فجاء هذا المخيم ليعطي تلك الفتيات الإشارات الأساسية لنظم الشعر خاصة الطالبات الناشئات، لافتة أنها سعيدة بلقاء فتيات يستطعن كتابة الخواطر ولديهم حس أدبي جميل لكنهن يحتجن لتصويب بعض النقاط كي يكون لهن فرصة على مستوى فلسطين والمنطقة مستقبلاً.
وقد سعت أفنان لافي طالبة طب مخبري في السنة الثانية من الجامعة وأحد الملتحقات في مخيم شاعرات القدس اليافعات أن تنضم للمخيم رغم عدم تجاوزها السن المحدد في اللوحة الإعلانية، فتقول أنها شاركت في التدريب كي تتعلم كيفية نظم الشعر الموزون وتنمي موهبتها الأدبية ولتلتقي بشابات يمتلكون ذات الاهتمامات الأدبية ويشاركون أيضاً سوياً حبهم للأدب.