'باختصار، أصبحت أفغانستان سجناً للنساء'

منذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، فقدت النساء والفتيات الكثير من حقوقهن وحرمن من المشاركة في العديد من المجالات وعلى رأسها التعليم.

بهاران لهيب

كابول ـ قيدت طالبان حرية النساء والفتيات في أفغانستان وسلبت حقوقهن، وعبرت بكافة الوسائل عن سياساتها الممنهجة للنيل منهن.

الجمعية الثورية لنساء أفغانستان (RAWA) منظمة نسائية تهدف إلى إشراك المرأة الأفغانية في كافة المجالات منها السياسية والاجتماعية، وتسعى المنظمة منذ تأسيسها عام 1977 في باكستان، جاهدة من أجل نزع السلاح متعدد الأطراف.

في إشارة إلى وضع المرأة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على البلاد، تقول إحدى عضوات الجمعية الثورية لنساء أفغانستان شيماء غفور في لقاء مع وكالتنا، "باختصار، أصبحت أفغانستان سجناً للنساء"، مؤكدةً على أن الجمعية تناضل دون مساومة ضد القوى الرجعية المتشددة وأسيادها الإمبرياليين والإقليميين لأكثر من أربعة عقود.

وأضافت "بعد هروب أشرف غني الذي يعد يد قوات الاحتلال الأمريكية وحلفائها في أفغانستان وكذلك وكالة المخابرات المركزية، سلموا مصير شعبنا للقوة الأصولية والدموية التي تتصف بطبيعتها الكارهة للنساء والمناهضة للحرية وهي واضحة لجميع شعب أفغانستان، هؤلاء مفكرو القرن المظلمون الذين يواصلون طريق إخوانهم الجهاديين وتقاليدهم، جُلبوا إلى المسرح بمزيد من الجهل، ومنذ الأيام الأولى لحكمهم رموا بسهامهم السامة على النساء والفتيات من خلال إغلاق أبواب المدارس والجامعات في وجوههن، وطردت النساء من عملهن في المؤسسات الحكومية لتقبعن خلف جدران منازلهن، ليتم فيما بعد سحب حق التوظيف منهن من المؤسسات غير الحكومية والخيرية مع تحذيرهن في حال تم انتهاك هذه القرارات فإنه سيتم حظرهن تماماً عن العمل، كما تم منعهن من ارتياد الأماكن الترفيهية".

وتابعت "أغلقت طالبان وزارة شؤون المرأة وسلمت مبناها لما يعرف بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على الرغم من أن وزارة شؤون المرأة التي أنشأها رجال كانت مجرد وزارة رمزية لنشر الأكاذيب ولم تفعل أي شيء لتحسين وضع المرأة في العقدين الماضيين، وبهذا الإجراء أثبتت طالبان أن سلطتها هي الأكثر معاداة للنسوية وقد نجحت في ذلك بل وأظهرت عداوة جنونية ضد النساء من خلال نشر وكتابة الشعارات على الجدران، على سبيل المثال في أحد شعاراتها "الحجاب كرامة المرأة!"، "إذا لم يكن هناك أمر للخير ونهي عن المنكر، فسيؤدي إلى فساد المجتمع!"، وفي المحافظات الغربية من البلاد مثل غور وفرح، لم يُسمح للنساء بمغادرة المنزل"، مشيرةً إلى أنه "بحكم الوزارة الجديدة يجب على المرأة في كل مدن أفغانستان أن تلتزم بلباس وسلوك معين حسب مزاج القائمين على هذه الوزارة وإذا لم يكن كذلك فإنها تتعرض للإهانة".

بالإضافة إلى حديثها عن جرائم طالبان بحق المرأة، تطرقت شيماء غفور لأعمال القمع التي تقوم بها الحركة ضد النساء المتظاهرات "منذ بداية حكم طالبان على أفغانستان، رأينا أن النساء من جميع مناحي الحياة رفعن أصواتهن احتجاجاً على الأحكام التعسفية والمجحفة بحقهن، وقد قوبلن بالنار والإذلال والشتائم والسجن والتعذيب والموت فقط لأنهن طالبن بحقوقهن الأساسية والمشروعة، وفي حال تم الإفراج عن بعضهن فأن ذلك يحدث بعد أن يتعهدن بالتزام الصمت وعدم الكشف عما عانينهن لوسائل الإعلام".

ووجهت شيماء غفور في نهاية حديثها رسالة قالت فيها "لن نسكت! الصمت يعني قبول موتنا، الطريقة الوحيدة للتخلص من الأصولية هي التضامن والنضال والشجاعة!"