"أسمع لها" مشروع يسلط الضوء على المهاجرات ضحايا العنف في الجزائر

أطلقت الجمعية الوطنية للمرأة والاتصالات بدعم من منظمة يكفي العنف ضد النساء مشروع "أسمع لها" لتسليط الضوء على قضايا العنف المسلط على النساء والفتيات المهاجرات.

نجوى راهم

الجزائر ـ يعيش حوالي 281 مليون شخص حالياً، أي 3.6% من سكان العالم تقريباً، خارج بلدانهم، ويهاجر العديد منهم بدرجات مختلفة من الاضطرار.  

بالرغم من أن العديد من المهاجرين يختارون مغادرة بلدانهم سنوياً، إلا أن عدداً متزايداً من المهاجرين يغادر دياره قسراً نتيجة مجموعة من الأسباب، بما في ذلك الفقر، وعدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والمياه والغذاء والسكن، والنتائج المترتبة على تردي البيئة والتغير المناخي، بالإضافة إلى المزيد من الأسباب التقليدية للتشريد القسري مثل الاضطهاد والنزاع والعنف حسبما أعلنت عنه منظمة الأمم المتحدة.

وقالت رئيسة مشروع "أسمع لها" راضية بوديسة أن هذا المشروع يهدف إلى توعية وتدريب الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني ومختلف الفاعلين والعاملين على موضوع الهجرة غير الشرعية والعنف المسلط على النساء والفتيات والمساهمة في الحد من العنف ضد المهاجرات في الجزائر.

وأوضحت أن المشروع جاء تحت شعار "يكفي تعنيفاً" و"مهاجرات على طريق الجحيم"، من أجل تسليط الضوء على المهاجرات ومنح الأولوية للمهاجرات ضحايا العنف لإسماع صوتهن.

وأضافت أن المشروع تم إطلاقه في تموز/يوليو ٢٠٢٢، من خلال تكوينات وورش عمل للصحفيين وفاعلين في المجتمع المدني في مجال حقوق الإنسان وقوانين الهجرة غير الشرعية والعنف ضد النساء مع حقوقيون ونشطاء ومختصون في قضايا الهجرة في الجزائر وأفريقيا، موضحةً أنه سيستمر لمدة عام كامل.

وحول نوع الدعم الذي سيقدمه المشروع، قالت إن أهداف المشروع بعيدة المدى وتؤسس لتدريب وتكوين مختلف الفئات في المجتمع الجزائري لتسليط الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية والعنف المسلط على النساء وضرورة البحث عن بدائل استراتيجية وحلول واقعية حقيقية للحد من هذه الآفة التي تسارعت وتيرتها وتفشت بكثرة بعد أن حصدت العديد من الأرواح، خاصةً بعد أن استهدفت فتيات ونساء وأطفال وشباب.

وحول المشروع تحدثت لوكالتنا بعض المهاجرات بطريقة غير قانونية، بدار ديوسيسين المتواجدة في بفال حيدرة بالجزائر، عن تجاربهن في الهجرة والعنف الذي تعرضن له خلال رحلة هروبهن من بلدانهن.

 

تعرضت للعنف لرفضها التحرش

تحدثت ماريا موكالا وهي إحدى المهاجرات، عن الظروف التي جعلتها تسلك طريق الجحيم، قائلةً "هربت من سوء الأحوال المعيشية وتدهورها بالكاميرون، فقررت الرحيل مع المهربين، بعد مدة ليست بالطويلة استطعت أن أدخل الجزائر مع مجموعة من الفتيات، وخرجت في رحلة البحث عن عمل، كنا نبيت في العراء وكل من يعترض طريقنا ينظر لنا بطريقة غير مرحب بها، إلا بعض الأشخاص الذين كانوا يقدمون لنا بعض المساعدات التي تساعدنا في البقاء على قيد الحياة".

وأوضحت "بعد فترة استطعت الحصول على عمل كعاملة في إحدى المؤسسات الخاصة ببرج الكيفان؛ لكسب المال، وبعد مرور أسابيع قليلة على بدئي بالعمل، حاول صاحب المؤسسة الاعتداء علي والتحرش بي وحين رفضت قام بتعنيفي وطردي وهددني برفع شكوى بتهمة السرقة، نجحت في الهروب منه دون أن يقوم بكل هذه الأشياء".

 

قوارب الموت... مواجهة العنف والموت

أما نور .ح جزائرية مقيمة حالياً بمركز نساء في شدة، تروي لنا قصتها وسبب عزوفها عن الهجرة "عائلتي لا تعرف عني شيء أبداً إن كنت على قيد الحياة أم لا، خاصة بعد أن قررت في صيف ٢٠١٧ الهجرة عبر قوارب الحراقة، وكل هذه المعاناة بدأت بعد أن تعرفت على شاب يعمل معي في نفس المحل، حيث كنت شبه مقتنعة أنه يجب علي الخروج من هذه البلاد وتغيير حياتي للأفضل وكان هو الداعم الوحيد في هذه المسألة، وجمعت بعض المال وقررنا الذهاب معاً، لكنه تركني في منتصف الطريق بعد ما جردني من كل شيء، ليتركني مع مجموعة من الشباب الذين يقومون بالاتجار بالفتيات في الدعارة فكنت إحدى الضحايا، إلا أني استطعت الهروب بعد محاولات عديدة والاستنجاد ببعض الجمعيات التي قدمت لي العون".