"الشاشة ما بتحمي"... حملة لوقف التنمر والابتزاز الإلكتروني ضد النساء

أطلقت منظمة "في ـ مايل" اللبنانية حملة "الشاشة ما بتحمي"، على إثر ارتفاع نسبة العنف والابتزاز الإلكتروني الذي يمارس ضد النساء والفتيات اللواتي لا يمتلكن أي أدوات أو آلية للمواجهة

مركز الأخبارـ وردع هذه الظاهرة في ظل ارتفاع نسب العنف الأسري.
 
للمرأة الحق في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
في ظل إجراءات الحجر المنزلي التي فرضت من قبل العديد من دول العالم للحد من انتشار وباء كورونا، حوصرت النساء والفتيات وطوقن داخل مساحة واحدة تبرزن فيها نشاطاتهن وإبداعاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الرجال قد استخدموها بشكل خاطئ لترتفع في الآونة الأخيرة نسب العنف والتنمر الإلكتروني ضد النساء والفتيات.
حملة "الشاشة ما بتحمي" حملة لبنانية نسوية توعوية أطلقتها منظمة في ـ مايل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في 8 أيار/مايو 2020، لحماية النساء اللواتي يتعرضن للتنمر والعنف والابتزاز الإلكتروني، والتأكيد على أنه لهن الحق في الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامه بحرية وأمان، من دون أي تهديد أو ضغوطات سلبية.
ولاقت الحملة تفاعلاً كبيراً من قبل العديد من اللبنانيين والمنظمات والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبروا عن غضبهم ورغبتهم في وضع حد لهذه الجرائم، لتصبح خلال وقت قصير من المواضيع الأكثر رواجاً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". 
 
الأهداف
تهدف حملة "الشاشة ما بتحمي" إلى إعلام النساء والفتيات بحقهن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واطلاعهن على كافة التهديدات التي ترافق استخداماتها بشكل يؤمن سلامتهن، وتسليحهن ببعض التقنيات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل ضمان الأمان والحرص، إضافة إلى محاسبة المعتدي وفضحه والتبليغ عنه، بحيث لا يمكنه الهروب أو الإفلات من العقاب.
 
العنف الإلكتروني ضد النساء والفتيات
وفق إحصائيات عام 2020، بلغت نسبة الجرائم الالكترونية ضد الفتيات البالغات من العمر "12 ـ 26 عاماً" بنسبة 41%، بينما بلغت النسبة ضد النساء البالغات من العمر 26 سنة وما فوق بنسبة 27%، حيث ارتفعت نسبة شكاوي جرائم الابتزاز والتحرش الجنسي إلكترونياً في لبنان بنسبة 184%.
ومن أكثر أنواع العنف الإلكتروني شيوعاً وانتشاراً "التحرش (اللفظي، المرئي والمسموع)، التنمر، الابتزاز الجنسي والمادي، التهديد بالتشهير، القدح والذم"، بالإضافة إلى سرقة حسابات إلكترونية.
وفي ظل إطلاق حملة "الشاشة ما بتحمي" أعلن مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في وحدة الشرطة القضائية نجاحه في توقيف متحرش عمد إلى تهديد امرأة لبنانية بنشر صور ومقاطع وفيديوهات لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وابتزازها جنسياً ومادياً.
وقد بلغ عدد الشكاوي في الفترة الممتدة بين شهري شباط/فبراير ونيسان/أبريل لعام 2020 بمعدل حوالي 3 شكاوي يومياً، بينما بلغ عدد الشكاوي 47 في شهر تموز/يوليو من ذات العام ليرتفع في شهر آب/أغسطس  إلى 96 شكوى، كما كشفت الأرقام أنه يتم الإبلاغ عن حوالي مئة جريمة إلكترونية ضد النساء والفتيات في لبنان شهرياً، مع العلم أن عدد هائل من الجرائم التي ترتكب بحق النساء لا يتم التبليغ عنها تعود لعدة أسباب منها الخوف من الإشاعات وبعضها مرتبطة بالنظام الأبوي والذهنية المرتبطة بالعائلة القائمة على لوم النساء والاجحاف بحقهن، وعدم معرفة آليات الحماية خاصة أن النسبة الأكبر من المبلغات عن العنف هن قاصرات.