نسرين الصائم تؤكد أن العمل في مجال تغير المناخ عالمي ويحتاج إلى تضافر الجهود
ضمن القائمة القصيرة لجائزة نوبل للعلوم هذا العام برز اسم نسرين الصائم الشابة السودانية التي عملت على مدى عقد من الزمن من أجل قضايا التغير المناخي.
ميساء القاضي
الخرطوم ـ على مدى عشرة أعوام عملت نسرين الصائم بجد من أجل قضايا التغير المناخي منذ إن كانت في بداية مشوارها الدراسي في كلية العلوم قسم الفيزياء بجامعة الخرطوم، وقالت "ما دفعني للعمل ما كنت أراه من آثار التغير المناخي في البيئة من حولي، الأمر الذي جعلني أدرك أهمية العمل من أجل هذه القضية".
درست نسرين الصائم (27) عاماً، الفيزياء وحصلت على درجة الماجستير في الطاقة المتجددة من جامعة الخرطوم وتشغل الآن منصب رئيس مجموعة الشباب الاستشارية لتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، عملت قبل ذلك في عدة منظمات محلية وإقليمية ودولية في مجال التغير المناخي إذ بدأت عملها في الجمعية السودانية لحماية البيئة، وبعدها انتقلت لمنظمة (الشباب السوداني من أجل تغير المناخ) وهي واحدة من مؤسسي المنظمة وكانت رئيستها لفترة ثلاثة سنوات، كما عملت ضمن التحالف الإفريقي للعدالة المناخية حتى وصلت إلى منصب رئيس مجموعة الشباب الاستشارية للأمين العام للأمم المتحدة لتغير المناخ.
وقالت نسرين الصائم لوكالتنا "سعدت لرؤية اسمي في القائمة القصيرة لجائزة نوبل وكنت أتمنى حقاً الفوز بالجائزة، ليس لغرض شخصي لكن بسبب الوضع الذي يعانيه بلدي السودان الآن، وعدم اهتمام المجتمع الدولي بمشكلة تغير المناخ خصوصاً في السودان لكون الوضع السياسي هو أولوية الآن، لكنني لا أرى أن ترتيب الأولويات هذا صحيح".
وأكدت أن السودان بلد يعاني من آثار تغير المناخ بصورة كبيرة فالمجموعات المحلية في البلاد وتحديداً الرعاة والمزارعين في القرى، هم الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي لأن الزراعة في السودان في الغالب تنتج عن القطاع المطري الذي يعتمد بصورة أساسية في ري المزروعات على الأمطار، لذلك يشكل تذبذب معدلات الأمطار مشكلة كبيرة سواء كانت قليلة جداً لمستوى الجفاف أو كثيرة جداً لمستوى الفيضان، ومنذ قرن من الزمن شهد السودان عام 2020 أسوأ فيضان، وهذا العام أيضاً عانى السودانيون من السيول والفيضانات التي ازدادت معدلاتها مؤخراً، كما أن العواصف الرملية أو ما تسمى بـ (الهبوب أو الكتاحة) واحدة من الآثار الكبيرة جداً للتغير المناخي في السودان.
وأوضحت "لا يوجد وعي كافي بقضايا المناخ في السودان وهو الأمر الذي دفعهم لتأسيس (منظمة الشباب السوداني من أجل تغير المناخ)، فرفع الوعي في مجال التغير المناخي كان أول أهداف المنظمة إلى جانب الضغط على الحكومات السودانية المتعاقبة لتبني سياسات تخفف من ضغط التغير المناخي على المواطن السوداني بالإضافة إلى إشراك الشباب في وضع هذه السياسات وإشراكهم في تنفيذها، كما تهدف المنظمة إلى بناء قدرات الشباب من خلال تدريبهم على تخطيط المشاريع وكيفية إدارتها والحصول على تمويل لها والتدريب المهني والحرفي ومهارات استخدام الكمبيوتر وهي أشياء غير حساسة مناخياً وتوفر مصادر دخل جيدة للشباب".
وعن دور الشباب فيما يتعلق بقضايا التغير المناخي بينت أن "دور الشباب كبير فيما يتعلق بقضايا التغير المناخي إذ أصبح الشباب يعملون من أجل الضغط على حكوماتهم للتوجه لطاقات نظيفة وخضراء بدلاً عن الوقود الأحفوري والضغط على الدول المنتجة للنفط للتقليل من انبعاث الغازات"، مشيرةً إلى أن عملهم كشباب في السودان في مجال تغير المناخ مستمر بشكل جاد وكثيف لكن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يجعل الجهود مشتتة.
وأشارت نسرين الصائم إلى أن العمل في مجال تغير المناخ عالمي فمهما عمل السودان لوحده ليس كافياً لذا لا بد من تضافر الجهود والعمل سوياً في سبيل حل مشاكل التغير المناخي، مشددةً على أن تقليل الانبعاثات خطوة مهمة مبدئياً وعلى الدول الصناعية الكبرى العمل على تقليل انبعاث الغازات مثل ثاني أوكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى.
ومع اقتراب موعد قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 في مصر, أكدت نسرين الصائم أن هناك الكثير من الخطوات لتحقيق اتفاق حقيقي في هذه القمة فالتحديات كبيرة، لكنها ترى إن الجميع يعملون بجد من أجل الوصول إلى اتفاق جيد وإن كان لم يتحقق بعد.
وتعد نسرين الصائم من المبادرات والفاعلات في مجال الحقوق في السودان فهي عضو في مبادرة الحارسات السودانية وهي إحدى الناشطات النسويات التي تنشط في مجال حقوق الإنسان.