مشروع غابة اصطناعية يساهم في التخفيف من آثار التغيير المناخي
أكدت المشاركات في مشروع غابة اصطناعية في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، على ضرورة الحفاظ على البيئة من التلوث للحد من انتشار الأمراض والتخلص من مكب النفايات والمساهمة في التخفيف من آثار التغير المناخي.
شيرين محمد
قامشلو ـ قامت مديرية البيئة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا وبمشاركة عدد من الجمعيات بتحويل مكب النفايات في قرية نافكر إلى غابة اصطناعية لزيادة المساحة الخضراء.
بهدف زيادة المساحة الخضراء قامت مديرية البيئة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا بالتنسيق مع هيئة التربية والتعليم وجامعة روج آفا وجمعية الأمل والسلام، بالبدء بمشروع غابة اصطناعية في قرية "نافكر" بمدينة قامشلو، والتي كانت عبارة عن مكب للنفايات سابقاً والذي كان يتسبب بأضرار صحية وبيئية لقربه من مدخل المدينة.
وركز المشاركون/ات في المشروع على زراعة الأشجار الحرجية التي تبقى خضراء على مدار العام كالسرو والصنوبر، كزوان، بلوط، زيتون، مظلة، بهدف للمساهمة في تعزيز وحماية البيئة.
وتقول المهندسة حلا الأحمد التي شاركت في إطلاق المشروع "كانت منطقة نافكر مجرد ساحة تستخدم كمكب للنفايات، لذا عملنا نحن كمديرية البيئة بدراسة المنطقة ونقل النفايات وتم العمل على تسوية التربة وتجهيزها للزراعة، وهي أولى خطوات إنشاء غابة اصطناعية في المنطقة".
وأشارت إلى أنه قبل البدء بالمشروع تقدمت جمعية الأمل والسلام بمبادرة، ومن جانبها قدمت مديرية البيئة دراسة حول هذا المشروع، ليتم فيما بعد تشكيل لجان مختصة لدراسة الموقع ومدى نجاحه، ودعمت كل من هيئة التربية وجامعة روج آفا مشروع الغابة الاصطناعية.
وأوضحت أنه تم خلال المشروع زراعة ما يقارب الـ 2000 شجرة في الأرض الذي قدرت مساحته بـ 800 دونم بعد أن كانت مكب نفايات لأعوام تسببت خلالها بانبعاثات ضارة بسبب حرق النفايات؛ لتصبح غابة اصطناعية بهدف زيادة الغطاء النباتي، مشيرةً إلى أن المشروع تطلب منهم الكثير من العمل كتنظيف المنطقةً من النفايات وحفر التربة وتأمين المياه.
ويتبع المشروع عدة مشاريع متنوعة كما تقول حلا الأحمد، كزراعة الأشجار في المدارس ومنصفات الطرق، وتوسيع غابات مزكفت للمرة الثالثة، بالإضافة إلى عدة مشاريع مستقبلية يتم الإعداد لها ليتم إنجازها خلال العام الجاري.
ونوهت إلى أن "مديرية البيئة تعمل بشكل مستمر على توعية الأطفال بخصوص الحفاظ على البيئة والنظافة من خلال إلقاء محاضرات في المدارس بالتنسيق مع هيئة التربية وجامعة روج آفا، كما نعمل على عقد محاضرات في الكومينات والمؤسسات في المنطقة"، لافتةً إلى أنه لزرعة الأشجار دور كبير في حماية البيئة ومنع التصحر وانجراف التربة والمساعدة على تنقية الهواء.
وعن مشاركتها في مشروع الغابة الاصطناعية في منطقة نافكر تقول الطالبة في جامعة روج أفا كلية الزراعة هيفي محمد أن هذه أول تجربة لها خاصة وأن المشروع كبير ويضم منطقة كاملة.
وأوضحت أن "المشروع عبارة عن خطوة جديدة ومميزة، الهدف منه زيادة الغطاء النباتي والقضاء على التصحر، والتقليل من نسبة انتشار الأمراض بين الأهالي في المنطقة، بالإضافة إلى أنه يساهم في معادلة درجات الحرارة"، لافتةً إلى أنهم قاموا بزراعة الأشجار الحراجية التي تبقى على مدار العام.
ومن جهتها قالت الطالبة في جامعة روج آفا روناهي تيسير "المشاريع الزراعية هي أساس تطور المجتمعات ولها فوائد كثيرةً، قمنا بزراعة الأشجار مع الأطفال من أجل حثهم على الاهتمام بالبيئة وبرأيي هذه المشاريع تساعد في بناء أطفال وأجيال تهتم بالبيئة أكثر".
وأضافت "قمنا بتحويل مكب النفايات إلى أرض خضراء، فمدينتنا هي مسؤوليتنا جميعاً إذا لم نتمكن من المحافظة عليها من التلوث فستنتشر الأمراض والفيروسات في الهواء والبيئة".