منتدى التحولات الإيكولوجية... جمعيات تونسية تناقش القضايا البيئية

ناقش منتدى التحولات الإيكولوجية الذي أقيم بمدينة العلوم بالعاصمة التونسية. العديد من القضايا البيئية المطروحة بحضور خبراء وممثلي الجمعيات المعنية بالشأن البيئي.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ نظمت شبكة تونس الخضراء بالتعاون مع مؤسسة هاينريش بول الألمانية منتدى "التحولات الايكولوجية"، بحضور خبراء وناشطين في المجتمع المدني المهتم بالبيئة.

على هامش المنتدى الذي نظم أمس السبت 29 تشرين الأول/أكتوبر بمدينة العلوم بتونس العاصمة، قالت المختصة في القانون الدولي للمياه والعضو في شبكة تونس الخضراء حكمة عاشور لوكالتنا "ناقش المنتدى التحولات الإيكولوجية وليس الانتقال الإيكولوجي لأن هذا الأخير يهم البلدان الأخرى التي تهتم بالبيئة ووضعت سياسات بيئية تسمح بذلك، ولكن نحن في تونس نتحدث عن تحولات لأنه ليست لدينا سياسة بيئية ومنذ سنة ونحن ننادي باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين سياسة الدولة البيئية ولكن دون نتيجة".

وترى أن العمل على أي تطور اقتصادي يجب أن يتم وفقاً لهذه التحولات لأن جميع القطاعات مرتبطة بالبيئة، مشيرةً إلى أهمية دور كل شخص في هذا المجال.

وأكدت أن الاهتمام البيئي في تونس مشتت بين الوزارات والإدارات ويصعب التنسيق فيما بينها، مما أدى إلى صعوبة تطبيق الاستراتيجيات لتظل حبراً على ورق، كما أن التمويل موجود من صناديق أجنبية ولكن الحصول عليه يتطلب استراتيجية بيئية وإرادة قوية في تونس.

 

 

تعاون جمعياتي

فيما أفادت العضو في جمعيتي "تونس نظيفة" و""soli green سوار محمود أن الجمعيتين تعملان بالتعاون مع جمعية tunisie recyclage على تحسين الوضع البيئي في تونس، موضحةً أن جمعية soli green تهتم بغرس الأشجار بالغابات التي احترقت، وذلك بالتنسيق مع وزارة الفلاحة "كل أسبوع نجمع 100 شخص متطوع لزراعة الأشجار وسوف تنطلق هذه العملية خلال شهر القادم".

وأشارت إلى أن جمعية Tunisie recyclage تعمل على فرز النفايات ورسكلة البلور وتحويله الى أدوات أخرى. كما تعمل الجمعيات الثلاث على تنظيم تظاهرة eco school حيث يتم الاتجاه إلى المدارس وخاصة بالمناطق الريفية والمدارس الداخلية "نتحدث معهم حول فوائد إعادة غرس الأشجار وأهمية التنظيف وتجنب مضار البلاستيك كما حاولنا إدخال مواد بيئية مدرسية داخل كل مدرسة وغرس أشجار لتعلم الغراسة وتطبيق ما تحدثنا عنه نظرياً".

وعما دفعها للاهتمام بالبيئة قالت "عندما كنت صغيرة علمتني والدتي عدم رمي الفضلات في الشارع والمحافظة على نظافته كما أحافظ على نظافة المنزل، ودرست بالجامعة اختصاص علم الأحياء في حماية البيئة فأدركت أن البيئة ليست فقط عدم إلقاء الفضلات في الشارع ولكن هي ضرورة التخفيض من النفايات وكيفية الاستفادة منها".  

وبينت أن العمل الجمعياتي مكنها من التعرف أكثر على البيئة ومشاكلها "أصبحت حريصة على الانخراط في الأنشطة حتى وإن كانت تأخذ وقتا من دراستي لأنني أصبحت أرغب في القيام بأشياء جيدة تبقى للأجيال القادمة".

 

 

العدالة المناخية

من جهتها قالت آسيا القزي منسقة برنامج أصوات من أجل عمل مناخي عادل وعضو في "هيبوس" وهي منظمة هولندية تعمل على العدالة المناخية وحرية التعبير "من المهم جداً الحديث عن التحولات الإيكولوجية في ظل وضع بيئي خطير، وضع بيئي يحتاج إلى تضافر جهود الجميع خاصة المجتمع المدني والدولة وكافة الفاعلين في هذا المجال.

وأضافت "قدمت اليوم مداخلة حول موضوع العدالة المناخية واستشهدت بالارتفاع المهول لدرجات الحرارة بتونس منذ أسبوعين وكأننا في شهر يوليو بينما نحن في أواخر تشرين الأول وهو دليل واضح على آثار التغيرات المناخية بشكل واضح".

وأشارت إلى أن الفلاحة في تونس مهددة وكذلك السكان الأكثر هشاشة وأكثر ضعفاً بالأرياف وصغار الفلاحين هم الفئة المتضررة بينما الاستراتيجية الوطنية لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصية وهشاشة هذه الأطراف.

واعتبرت أن "موضوع العدالة المناخية يتجاوز البعد البيئي والآثار المائية للتغيرات المناخية بل يتجه أكثر نحو الجانب الأخلاقي والجانب السياسي بالأساس والمسؤولية التاريخية لبلدان الشمال في أزمة المناخ وكذلك العدالة في العمل المناخي وتمويل المناخ واتخاذ القرارات والأخذ بعين الاعتبار هشاشة دول الجنوب وخاصة تونس وهي من أكثر الدول المهددة بالتغيرات المناخية وقدرتها الاقتصادية ضعيفة وخاصة عندما نتحدث عن فئات هشة ومهمشة وضعيفة اقتصادياً".

 

 

 

تصاميم ايكولوجية

كذلك ذكرت ليلى شمام أستاذة جامعية في تصميم منتوج بالمعهد العالي للموضة بالمنستير أنها تدرس الطلبة كيفية الاستفادة من المواد الطبيعية في التصاميم والابتكارات الجديدة وتحثهم على التوجه نحو بعث المشاريع الإيكولوجية واستعمال الأشياء الطبيعية مثلاً الصبار لإعداد الحقائب النسائية أو الأحذية أو أدوات للزينة والديكور بالمنزل.

 

 

وأضافت "هذه المواد ترتكز على الخلق والابتكار وتتطلب وقت أطول لصناعتها باليد فكل قطعة لا تكرر مرتين ويتم تلوينها بملونات طبيعية". مشيرةً إلى أنه تم جلب منتوجات الطلبة التي قاموا بها في إطار مشاريع بحث بالمعهد والتعريف بهذه التصاميم.