لزراعة الأشجار الغير محلية تأثيرات على التنوع البيولوجي والنظام البيئي
توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الغابات تزيد من إمكانية حمايتها وإحيائها، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي كما أنه يساهم في التنمية المستدامة.
نسيم محمد خواه
سردشت ـ زراعة الأشجار الغير محلية يخل بالتوازن البيئي والطبيعي للمنطقة التي يتم زرعها فيها، ويمكن لهذه التغيرات أن تحد من التنوع البيولوجي، وبالتالي تؤثر بدرجة كبيرة على الدورات البيئية والموارد المائية.
إن زراعة الأنواع غير المحلية مثل الصنوبر في غابات زاغروس، والتي تعتبر تقليدياً موطناً للتنوع النباتي مثل أشجار البلوط واللوز الجبلي وأشجار الصنوبر، وبالتالي يؤثر سلباً على النظام البيئي في تلك المناطق، وهو ما يعتبره نشطاء بيئيون أنها ناتجة عن السياسات الوسطية والمعادية للبيئة التي تنتهجها إيران.
وحول التأثير السلبي لزراعة الأشجار الغير محلية في غابات زاغروس، تقول الخبيرة البيئية شيوا .م "تميل السلطات الإيرانية إلى إدارة القرارات الكبيرة المتعلقة بزراعة الأشجار من وجهة نظرها فقط، وغالباً ما يتم تنفيذ هذه القرارات على شكل مشاريع كبيرة وواسعة تأثر على المصالح الاقتصادية وتشمل زراعة الشتلات الغير محلية، في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ المشاريع البيئية ذات النهج المحلي النادر بينما تولي البرامج والقضايا الأخرى اهتماماً أقل".
وفيما يتعلق بغابات زاغروس وخاصةً في مناطق شرق كردستان وإيران أشارت إلى أن السلطات الإيرانية تعتمد نهجاً أمنياً، حيث تعتبر أن غابات البلوط في تلك المناطق تهديد أمني محتمل، لذا اعتمدت استراتيجيات تهدف إلى الحد من قابلية السكن وتغيير بيئة المنطقة، بما يؤثر على دورة الحياة الطبيعية، مضيفةً "إن السلطات تعمل على تسهيل أنشطة الاستيلاء على الأراضي وقطع الغابات بشكل غير قانوني، فالحرائق المتعمدة تعتبر جزء من هذه الاستراتيجيات، كما أن بعض الخطط المعلنة باسم استعادة الغطاء الحرجي تساعد بالفعل في تسريع عملية التدمير البيئي للمنطقة".
وأوضحت أن زراعة الأشجار غير المحلية مثل الصنوبر، يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي لغابات زاغروس، حيث تتنافس هذه الأشجار مع الأنواع المحلية على الموارد البيئية مثل الماء ومغذيات التربة، مما قد يؤدي إلى انخفاض التنوع النباتي والحيواني، لافتةً إلى أن الأشجار غير المحلية مثل الصنوبر تنمو بشكل سريع ولها قدرة عالية على التكيف، مما قد يجعلها من الأنواع الغازية للغابات فمن خلال إنتاج عدد كبير من البذور ونموها بسرعة، يمكنها أن تشغل مساحة وموارد من الأنواع المحلية، وبالتالي تضر بالتنوع البيولوجي.
وعن تأثير الأشجار الغير ملحية على النظام البيئي في غابات زاغروس قالت "يمكن أن يكون لأنواع الأشجار غير المحلية مثل الصنوبر تأثير كبير على دورات المياه وتغذية التربة في النظم البيئية فهذه الأشجار وبسبب نظام جذورها العميقة وأوراقها الإبرية تتميز بمستوى عالي من التبخر، عادةً ما تحتاج إلى مياه أكثر من الأشجار المحلية مثل البلوط، ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة في استهلاك المياه إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية وتغييرات في بنية التربة وخصوبتها، كما أن عمليتي التنفس والنتح في أشجار الصنوبر عادةً ما تكون أعلى منها في أشجار البلوط، مما يؤدي أيضاً إلى ارتفاع استهلاك المياه، مما يترك آثاراً بيئية هامة على هذه الغابات".
ونوهت إلى أن للمجتمع المحلي دور مهم جداً في الحفاظ على النظام البيئي للغابات التي يظهر بوضوح في مشروع "Poish Zagrosane" وتأتي هذه الخطة البيئية التي تم تصميمها بهدف إحياء غابات زاغروس وزيادة وعي الناس بأهمية الحفاظ على هذه الغابات، استجابة لمشاكل مثل الحرائق الكبيرة والتدمير والقطع الغير قانوني لأشجار البلوط والتهديدات الناجمة عن الاستيلاء على الأراضي، لكن بمشاركة المجتمع المحلي في هذه المشاريع تزداد إمكانية حماية وإحياء غابات زاغروس، الأمر الذي لا يساعد فقط في الحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي لهذه المنطقة، بل يمكن أن يساهم في التنمية المستدامة في المناطق، وتظهر هذه جهود أهمية غابات زاغروس باعتبارها جزءا حيوياً من التراث الطبيعي والبيئي لهذه المناطق".