لأول مرة في قطاع غزة فتاة تصنع تربة كومبست "فطر عيش الغراب"
شابة فلسطينية قررت ذات يوم أن تخرج عن المألوف تبعاً للظروف المتدهورة في غزة لتبدع في مجال آخر بعيداً عن دراستها لتصبح أول فتاة في قطاع غزة تعمل في زراعة الفطر المحاري دون أن تلتفت لتعليقات المجتمع أو البقاء رهينة للأوضاع الصعبة في القطاع
نغم كراجة
غزة ـ .
آلاء المصري 27 عاماً شابة فلسطينية تقطن في قطاع غزة خريجة ثلاثة تخصصات اللغة العربية، الصحافة والإعلام، ماجستير في إدارة الأعمال.
تقول آلاء المصري عن بداية عملها في صناعة تربة كومبست "تدربت في وزارة الاقتصاد الفلسطيني لمدة عام وأحببت الفكرة، لذلك اتجهت إلى زراعة الفطر بعد زيارتي لأحد المعارض الزراعية في غزة الذي مولته منظمة الإغاثة الزراعية وكان في إحدى الزوايا فتاة تبيع الفطر واشتريت منه علبة سعرها 6 شواقل وقمت بطهيها في المنزل وأدهشني مذاقه، فاتجهت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 إلى زارعة الفطر في حديقة المنزل بعد أن حصلت على طريقة زراعته من النت، لكنها فشلت في البداية".
وأضافت "بسبب إصراري على نجاح فكرة زراعة الفطر اتجهت إلى وزارة الزراعة وساعدني مدير مبنى الفطر في وزارة الزراعة الفلسطينية في المشتل عندما رأى الحماس والشغف الذي يحتويني، ومنحني البذور وقال لي لماذا لا تصنعي مشروعاً خاص بالفطر المحاري حيث هنالك الكثير يرغبونه؟ وبدأ بتعليمي كيفية زراعة بذور الفطر في التربة ووضع القش والتعقيم، وأنشأت مزرعة صغيرة في منزلي ونجحت فكرة الزراعة بجدارة، خرج الإنجاز عبر الوكالات الإعلامية وكان هناك أقبال كبير من الناس على طلب الفطر المحاري" .
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت "عانيت في البداية من عدة تحديات أولها التسويق فكنت أدفع مبالغ كبيرة لأتمكن من ترويج منتجاتي في الأماكن التجارية، ثانياً قلة المواد الخام اللازم غير إنها باهظة الثمن، وفي بعض الأحيان يفضل الناس المنتج المستورد وليس المحلي، ثالثاً العجز المالي الذي منعني من تطوير المعدات والأدوات الخاصة فقدمت طلب المساعدة من بعض المؤسسات الحكومية والاتحاد ولم ألقى أي استجابة، فاضطررت أن أصرف من أرباحي والعمل بمعدات وأجهزة بسيطة رغم احتياجي لأجهزة تعقيم ومعدات حديثة، لأتمكن من تلبية طلبيات كبيرة للمصنع بسبب قلة المعدات والأجهزة المطلوبة" .
وأضافت "الفطر المحاري يمر بعدة مراحل حيث هناك فطريات تنمو تحت الشجر، أقوم باستيرادها من دول عربية وأعمل على أخذ أنسجة الفطر وتنميتها عبر أجهزة الحواضن ومن ثم أضعها في جهاز التعقيم لخلق بيئة للتكاثر وتمريرها عبر مراحل أخرى للحفاظ عليها، كما اهتم بالمزرعة طيلة ساعات النهار لمراقبة الأكياس المعلقة لأرويها بالمياه، إضافة إلى إنني انتبه لدرجة حرارة الغرفة والرطوبة المناسبتين، خوفاً من موت النبتة وبعد إنهاء مراحل تجهيز الفطر المحاري أقوم بتعبئته في صناديق مناسبة لبيعها في المولات التجارية وتسليمها للزبائن حسب الطلب، حيث تنتج المزرعة 150 كيلو شهرياً".
وعن صناعة تربة الكومبست أوضحت آلاء المصري "لقد قمت بصناعة تربة الكومبست (فطر عيش الغراب) الذي يستورده الناس من الدول في مختبري واستغرقت العملية شهر بعد دراسة أربع سنوات عن التربة، وبحث طويل عن المواد البديلة في غزة والتواصل مع الأجانب المختصين، كما جربت فطر البلورتوس والشيتاكي والأجاركيس" وتم انتاج بذورها بنجاح في مختبر آلاء المصري.
واختتمت حديثها قائلة "أطمح إلى تطوير مختبري بمعدات وأجهزة حديثة أتمكن من خلالها من بيع منتجاتي على نطاق أوسع في كافة محافظات قطاع غزة وتوريدها للمصانع والشركات بكميات كبيرة".