فيضانات تجتاح عدة دول وتسبب خسائر مادية وبشرية كبيرة

اجتاحت موجة غير مسبوقة من السيول والفيضانات عدداً من الدول نتيجة الأمطار الغزيرة، مما أسفر عن سقوط ضحايا وألحقت أضراراً بالغة في الطرق وبعض المباني السكنية والأراضي الزراعية

مركز الأخبار ـ شهدت العديد من الدول حول العالم منها اليمن وإيران والإمارات وأفغانستان وباكستان والصين وإندونيسيا وولاية كنتاكي الأمريكية، خلال شهر تموز/يوليو 2022، أمطاراً غزيرة وغير معهودة نتج عنها سيول جارفة تسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة اعتبرها محللون وخبراء نتيجة مباشرة للتغير المناخي.

 

فيضانات مدمرة في ولاية كنتاكي الأمريكية

أدت فياضات مدمرة في ولاية كنتاكي الأمريكية إلى مقتل 25 شخصاً حتى أمس السبت 30 تموز/يوليو، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا فيما واصل رجال الإنقاذ والسكان البحث عن ناجين.

وتعتبر هذه الفيضانات بالولايات المتحدة الأحدث في سلسلة من الأحداث المناخية القاسية التي يقول العلماء إنها علامة لا لبس فيها على تغير المناخ.

وتسببت الأمطار الغزيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع في فيضانات مفاجئة غير مسبوقة في 13 مقاطعة شرق كنتاكي، لقي على إثرها ما لا يقل عن 17 شخصاً مصرعهم في أعقاب هطول أمطار غزيرة.

وقال حاكم ولاية كنتاكي الأمريكية آندي بشير أن الفيضان الذي شهدته الولاية من "أسوأ الفيضانات في التاريخ"، مضيفاً أن عدد الضحايا بازدياد، وآخرين وجدوا أنفسهم محاصرين نتيجة ارتفاع منسوب المياه أو جرفتهم المياه وهم داخل سياراتهم، مؤكداً على أنه جرى تنفيذ حوالي 50 عملية إنقاذ جوي ومئات عمليات الإنقاذ بالقوارب.

وأوضح أن بعض الطرق تحولت إلى أنهار وأجبر السكان على اللجوء إلى أسطح منازلهم في أثناء انتظار المساعدة، لافتاً إلى أن "المئات فقدوا كل شيء وسيتطلب الأمر عاماً على الأقل لإعادة البناء".

وأكد على أنه في غضون 24 ساعة، تجمع في أجزاء من ولاية كنتاكي حوالي عشرون سنتمتراً من مياه الأمطار، ويتوقع هطول مزيد من الأمطار وسط استمرار حالة التأهب في مواجهة الفيضانات، وتم نشر أربع مروحيات تابعة للحرس الوطني، بالإضافة إلى قوارب مطاطية، للمساعدة في عمليات الإغاثة.

 

حصيلة ضحايا الفيضانات في إيران ترتفع إلى 59 شخصاً

بينما ارتفعت حصيلة عدد ضحايا الانهيارات الأرضية والفيضانات التي شهدتها إيران خلال هذا الأسبوع، إلى 59 شخصاً، بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.

وأوضح التلفزيون الإيراني الرسمي في تقرير، أن أكثر من 30 شخصاً فقدوا أرواحهم في قريتين، شمال غرب وشمال شرقي العاصمة طهران، بعد تسبب الرياح الموسمية في هطول أمطار غزيرة أدت لحدوث انهيارات أرضية.

وأعلن رئيس هيئة إغاثة الهلال الأحمر الإيراني مهدي ولي بور، الجمعة 29 تموز/يوليو، أن الفيضانات غمرت إجمالي 62 مدينة في 17 محافظة إيرانية، كما لقي أكثر من 24 شخصاً مصرعهم في ثماني محافظات أخرى، ولا يزال 16 شخصاً في عداد المفقودين، فيما قالت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الإيرانية يعقوب سليماني أمس السبت 30 تموز/يوليو، إن 60 مدينة و140 قضاء و516 قرية تواجه السيول، مشيراً إلى أن مؤسسته قامت بإغاثة أكثر من 100 ألف شخص خلال الفيضانات الأخيرة. 

وبحسب وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية، تم إنقاذ أكثر من 1300 شخص من حوادث مختلفة ونقلهم إلى أماكن آمنة، كما استفاد 17638 شخصاً من خدمات الإغاثة.

وقالت قيادة الجيش الإيراني إنها نشرت عناصرها في المدن التي اجتاحتها الفيضانات من بينها طهران ويزد ومركزي والبرز "بهدف تقديم المساعدات اللازمة للناجين وإنقاذ المحاصرين والعثور على المفقودين وجثث القتلى".

فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية حالة "الإنذار الأحمر" في العديد من مقاطعات إيران، وتعرضت شبكة الإنترنت في عدد من المحافظات، من بينها طهران وأصفهان ومشهد وتبريز، إلى انقطاع واسع النطاق جراء الفيضانات التي أضرت بمراكز البيانات الخاصة بالشركات مزودة خدمة الإنترنت.

كما تسببت الفيضانات بتوقف الرحلات الجوية في عدد من المحافظات فضلاً عن توقف الرحلات بالقطارات نتيجة تضرر السكك الحديدية، وأغلقت قوات الأمن الإيرانية الطرق الواقعة شمال البلاد ومنعت الأهالي من التوجه إلى مازندران نتيجة الفيضانات التي خلفت حتى الآن ثلاثة قتلى في هذه المحافظة.

وأشارت جمعية الهلال الأحمر إلى هطول أمطار غزيرة، في منطقة شميران شمال العاصمة طهران ومدينة باكدشت شرق طهران، ومنطقة ملارد الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي طهران والبرز، وتسببت في حدوث سيول، وفي مدينة زاهدان جنوب شرقي البلاد لقي طفلان مصرعهما جراء فيضانات اجتاحت المدينة فجر الخميس 28 تموز/يوليو.

وطالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السلطات المعنية بالإسراع في تقديم المساعدات للمنكوبين، فيما تشكلت خلية إدارة للأزمة في طهران للوقوف على آثار الفيضانات.

 

خسائر مادية وبشرية كبيرة في اليمن

بينما خلفت الفيضانات التي شهدتها مناطق عديدة في اليمن منها ذمار وشبوة وصنعاء وأبين والمحويت، إثر الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح، خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث تجاوز عدد الضحايا 34 شخصاً خلال فترة ما بين 22 ـ 24 تموز/يوليو.

وبحسب مصادر إعلامية، جرفت السيول في مدينة شبوة مركبة كانت تقل 11 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال ما أدى إلى وفاة ستة غرقاً، فيما نجا خمسة آخرون بعد تدخل دوريات أمنية في إنقاذهم.

وفي العاصمة صنعاء، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى عشرة أشخاص بين قتلى ومصابين، غالبيتهم أطفال إثر انهيارات طينية خلال يومين نتيجة المنخفض الجوي، كما شهدت بلدة مذبح في مديرية معين في صنعاء، يوم السبت 23 تموز/يوليو، انهيار منزلين مما أودى بحياة خمسة أطفال وإصابة اثنان أحدهما طفل لا يزال في العناية المركزة.  

ولقي ستة أشخاص مصرعهم في ذمار، إثر جرف سيول الأمطار سيارة كانوا يستقلونها أثناء عبورهم سائلة "بني أسعد" في مديرية جبل الشرق المحافظة الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب صنعاء، بينما أصيب ستة أشخاص بجروح بعد أن جرفت السيول سيارتهم في محافظة أبين.

وتوقع خبراء ومراكز الأرصاد استمرار هطول الأمطار الغزيرة على غالبية المناطق في اليمن خلال الأيام المقبلة وسط تحذيرات من كوارث سيول مرتقبة.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي إن "الأمطار الغزيرة والفيضانات قد ضربت عدة مناطق في جميع أنحاء اليمن خلال الأسبوعين الماضيين، مما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية العامة وملاجئ للنازحين وممتلكات خاصة أخرى".

وأضاف فرحان حق أنه في جميع أنحاء البلاد، تضرر ما يقارب 86 ألف شخصاً، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف أسرة في مأرب.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، هطلت أمطار غزيرة خلال فترة ما بين 13 ـ 15 تموز/يوليو، وهبت رياح شديدة على مأرب وجزء من محافظة الجوف، ودمرت الفيضانات الملاجئ في 54 موقعاً يأوي نازحين في مدينة مأرب ومنطقة صرواح، مما أثر على 10 آلاف أسرة نازحة على الأقل.

وتواصل هطول الأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث فيضانات واسعة النطاق، مما ألحق الأضرار في البنية التحتية والممتلكات الخاصة والملاجئ، وأثر بشكل رئيسي على صنعاء حيث تضرر 431 مأوى، وفي صعدة 322 مأوى، و172 مأوى في عمران، و137 في صنعاء، و99 في حجة.

وفي حزيران/يونيو الماضي، تأثرت أكثر من 6 آلاف و800 أسرة في اليمن من الأمطار الغزيرة والفيضانات بمحافظات الضالع والحديدة وحضرموت وحجة وتعز، بحسب تقرير أممي.

 

الإمارات... لقي 7 أشخاص حتفهم بسبب الفيضانات

وقد أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية الجمعة 29 تموز/يوليو، سقوط سبعة قتلى جراء سيول ضربت عدة مناطق في البلاد، وتواصل السلطات عمليات الإنقاذ وإجلاء مئات العالقين.

وقال المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية علي الطنيجي، في مقطع مصور نشرته الوزارة على تويتر "يؤسفنا أن نعلن أنه تم العثور على سبعة أشخاص من الجنسيات الآسيوية متوفين جراء السيول".

وبحسب وزارة الداخلية فإن 80% من الأفراد الذين تضررت مساكنهم جراء السيول "عادوا إلى منازلهم"، مضيفاً أنه "تمت إعادة فتح أغلب الطرق التي تأثرت بالسيول".

وأنقذت فرق الطوارئ الإماراتية أكثر من 800 شخص بعد سقوط أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات جارفة اجتاحت بعض المناطق في البلاد، ونقلت الحكومة حوالي أربعة آلاف شخص إلى ملاجئ مؤقتة في مناطق الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة.

وشهدت إمارات الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة منذ الأربعاء 27 تموز/يوليو، تساقط كمية كبيرة من الأمطار الغزيرة غير المسبوقة في هذا الوقت من العام، وتقول السلطات إن الأمطار التي ضربت الفجيرة هي الأغزر في تاريخ الفجيرة منذ ثلاثين عاماً.

 

مقتل 19 شخصاً بسبب الفيضانات في باكستان

من جانبها أعلنت السلطات الباكستانية، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت في ولايتي "بلوشستان" و"خيبر بختونخوا" تسببت في حدوث فيضانات كثيرة.

وأوضحت أن تلك الفيضانات تسببت بمقتل 9 أشخاص من نفس العائلة في بلوشستان، بينما قد تضررت 565 كيلومتراً من الطرق السريعة في جميع أنحاء الولاية، فقد غمرت المياه أيضاً العديد من الأراضي الزراعية، وقد تم إجلاء 17500 شخص تضرروا من الأمطار الغزيرة إلى أماكن آمنة.

وقد فقد 19 شخصاً حياتهم في اليومين الماضيين بسبب الأمطار الموسمية القوية التي شهدتها بلوشستان وكراتشي وهي أكبر مدينة جنوبية من حيث التعداد السكاني، حيث أغرقت الشوارع وسدت الطرقات وأجبرت الملايين على البحث عن أراضٍ جافة.

وما بين 7 و12 تموز/يوليو الجاري، شهدت مناطق مختلفة في إقليمي السند وبلوشستان، جنوبي باكستان، أمطاراً غزيرة أدت إلى مقتل 149 شخصاً على الأقل، ونفوق مئات من المواشي والحيوانات، وتدمير مئات من منازل المدنيين.

وقد لقي 10 أشخاص مصرعهم وفي ولاية "خيبر بختونخوا"، وأصيب 17 آخرين جراء انهيار أسطح المنازل والفيضانات، وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب هطول الأمطار الفعلي منذ 14 حزيران/يونيو في البلاد إلى 376 شخص.

وقالت الإدارة الوطنية لإدارة الكوارث إن حصيلة الوفيات من جراء أسابيع من الأمطار والفيضانات وصلت إلى 340 ومن المتوقع أن ترتفع.

ويعزو الخبراء الأمطار غير العادية والفيضانات إلى التغير المناخي، وأشار بعضهم إلى أن البلاد قد تواصل المعاناة إذا لم يتم اتخاذ أي تحرك ملموس.

وفي كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، توفي 40 شخصاً، في حين كانت الخسائر المادية والممتلكات أكبر منها في كراتشي وإقليم السند، إذ دمرت مئات من المنازل نتيجة الفيضانات، ونفقت مئات من المواشي التي كان التجار قد جلبوها من أفغانستان.

ويذكر أن باكستان تأتي في المرتبة الثامنة في قائمة البلدان الأكثر تعرضاً للطقس الحاد الناتج عن التغير المناخي، وفق منظمة "غيرووتش" البيئية غير الحكومية.

 

فيضانات في أفغانستان تودي بحياة العشرات وتدمر مئات المنازل

كما أودت الفيضانات التي شهدتها أفغانستان بحيات 18 شخصاً على الأقل جراء فيضانات عارمة تسببت بها الأمطار الغزيرة في مناطق مختلفة من أفغانستان، وفق ما أفادت تقارير محلية أمس السبت 30 تموز/يوليو.

ومن بين اللذين فقدوا حياتهم 8 أشخاص في ولاية قندهار، و10 أفراد من قوات الأمن في مقاطعة غزنة شرقي أفغانستان، وفقاً لما قاله فضل الدين عمر حقاني مدير هيئة إدارة الكوارث والشؤون الإنسانية.

وقد علقت سيارة تابعة لقوات الأمن وسط الأمطار الغزيرة والفيضانات في منطقة قره باغ بالمقاطعة مساء الخميس، ما أسفر عن مقتل 10 أفراد من قوات الأمن، وذكرت وكالة أنباء بختار الحكومية في تقريرها، أن ثلاثة آخرين أصيبوا في المقاطعة بسبب الفيضانات التي حدثت مساء الخميس.

وأسفرت الأمطار الموسمية والفيضانات التي وقعت مؤخراً عن مقتل أكثر من 39 شخصاً وإصابة آخرين في أفغانستان، وتدمير 2900 منزل.

وكانت قد أوضحت الأمم المتحدة أن 39 شخصاً لقوا حتفهم، من بينهم 9 أطفال، وتدمر أو تضرر 2900 منزل في خمس مقاطعات في أفغانستان، بسبب الفيضانات المستمرة منذ الخامس من تموز/يوليو.

وقد تضررت ثلاث مقاطعات جديدة في المنطقة الجنوبية، وهي قندهار وأوروزغان وزابول، بسبب الأمطار الغزيرة. وتشير التقارير الأولية إلى أن حوالي 600 أسرة تضررت في أوروزغان وزابول، بما في ذلك الأراضي الزراعية والماشية.

وعانت أفغانستان من الجفاف في السنوات الماضية والذي تفاقم بسبب تغير المناخ، وأثار انخفاض مردود المحاصيل مخاوف من نقص حاد في الغذاء، وأدى الطقس السيء إلى تفاقم مشاكل الفقر الناجمة عن عقود من الحرب ثم انخفاض المساعدات الخارجية وتجميد الأصول في الخارج بعد سيطرة طالبان في آب/أغسطس.

من جهة أخرى، أعلنت مصادر محلية في قندهار أنه نتيجة الفيضانات التي اجتاحت هذه الولاية، لقيت أم وأطفالها الخمسة حتفهم ودمر منزلهم.

 

تضرر 80 ألف شخص في الصين جراء الفيضانات

وفي الصين، قالت السلطات إن الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن الأمطار أثرت على ما يقارب 80 ألف شخص في مقاطعة لياونينج شمال شرقي البلاد.

وأشار "مقر لياونينج للسيطرة على الفيضانات"، إلى تضرر حوالي 1600 هكتار من المحاصيل، مع خسائر اقتصادية مباشرة بلغت 1.9 مليون دولار أمريكي، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.

وتخطت مستويات المياه في 13 من الخزانات متوسطة الحجم و17 من الخزانات الصغيرة مستويات التحذير من الفيضان. كما أنها تقوم بتصريف المياه في الوقت الحالي، ولمواجهة الأمطار الغزيرة التي تسقط منذ يوم الخميس قامت السلطات بإجلاء نحو 70 ألف شخص من جميع أنحاء المقاطعة.