فيضانات درنة تتسبب في انجراف التربة وتلوث المياه الجوفية ومياه الآبار
تسبب إعصار دانيال في ليبيا بتساقط أمطار غزيرة مما أدى إلى انهيار سدين قرب درنة لتنطلق مياه هادرة دمرت في طريقها نحو البحر مناطق واسعة وجرفت بنايات سكنية مخلفة آلاف القتلى والمفقودين.
هندية العشيبي
بنغازي ـ تعتبر السيول من الكوارث الطبيعية التي تتسبب في تدمير المنشآت وتعريض حياة المواطنين للخطر، وقد عانت مدن ومناطق الشرق الليبي من الآثار المدمرة للسيول والفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال والتي تسبب في غرق وجرف مدن ومناطق بأكملها إلى البحر، وسقوط عشرات الآلاف من القتلى وتضرر آلاف البيوت والأبنية.
تسببت الفيضانات في تغيير كبير في البيئة البرية والزراعية والبحرية في مناطق ومدن الجبل الأخضر، حيث تلوثت المياه الجوفية وانجرفت التربة في عدد من المناطق، كما أن البيئة البحرية تعرضت للتلوث نتيجة للمواد والمعادن والكيماويات التي جرفها الفيضان إلى ساحل درنة المطل على البحر الأبيض المتوسط.
تقول مديرة إدارة التغيرات المناخية في وزارة البيئة بالحكومة الليبية منى إبراهيم إن السيول التي تعرضت لها مدن الجبل الأخضر ومناطقه في شرق ليبيا، تسببت في إزالة التربة وإزالة أنواع نادرة من الأشجار كانت تعيش منذ مئات السنين في تلك المنطقة.
وأوضحت أن وزارة البيئة أجرت دراسات مبدئية على تلك المنطقة بينت انجراف أكثر من 200 شجرة من أشجار الزيتون المثمرة بالإضافة لـ250 شجرة من أشجار البلوط بسبب الفيضان في درنة وضواحيها.
وعن أثر السيول والفيضانات على البيئة البرية والبحرية أوضحت أن السيول تتسبب في انجراف الطبقة السطحية للأرض والتي تصلح للزراعة أو الرعي.
وأضافت "الفيضانات تتسبب في تلوث المياه الجوفية بشكل كبير، خاصة عند اندماج مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية ومياه الآبار، ما يتسبب في تلوث المياه الصالحة للاستهلاك البشري، وهذا ما حدث في درنة وعدد من مدن الشرق الليبي نتيجة للفيضانات".
وأوضحت أشكال التلوث البيئي الناجم عن الفيضانات، والتي من بينها تلوث البيئة البحرية بسبب انجراف مدن ومناطق بكاملها للبحر وما تحويه من أبنية وانشاءات ومعادن وسيارات ومواد تنظيف ومواد كيميائية، كلها تتسبب في خلل للبيئة البحرية الموجودة على الساحل البحري والتي تعيش بالقرب منه، كالشعب المرجانية والأسماك.
وبينت أن الفترة المقبلة تتطلب إجراء فحص ومسح ميداني كامل للضرر البيئي الناجم عن الفيضانات في مدن الشرق الليبي ومناطقه، فقد تضررت الحياة البحرية والمياه الجوفية والغطاء النباتي والمزروعات بشكل كبير في تلك المناطق، خاصة مع وجود تغيرات كبيرة في البيئة حدثت في تلك المنطقة نتيجة لقوة الفيضان وشدته.
وعن أثر التغير المناخي في ليبيا وعلاقته بالسيول والفيضانات وشدتها في درنة قالت مدير إدارة الطوارئ البيئية بوزارة البيئة انتصار المجبري إن التغير المناخي يؤثر على كامل عوامل الحياة وخاصة البيئية، فخصائص الأرض تتغير وتختلف وفقاً للمناخ وتغيراته، فقد ظهرت عيون مائية جديدة في مدن الشرق الليبي التي تعرضت للفيضان، فيما اختفت العيون السابقة التي كانت معلومة المكان، خاصة في منطقة وادي الناقة بدرنة.
وبينت أن مثل هذه العيون الجديدة تتطلب دراسة علمية حديثة وأدوات متطورة غير متوفرة في ليبيا، مؤكدة أن هذا يتطلب جهود دولية للعمل عليه ومسحه بشكل دقيق، خاصة بالتزامن مع مؤتمر إعمار درنة والذي يهدف لاختيارهم الشركات العالمية لإعادة إعمار درنة وفقاً للمواصفات العالمية والبيئية.