دراسة: معاناة لا توصف تنتظر الجنس البشري
حذرت دراسة جديدة من معاناة لا توصف تنتظر الجنس البشري، إذ لم يبدأ التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري
مركز الأخبار ـ .
بحسب دراسة جديدة وقع عليها حوالي 14 ألف عالم، وقادها باحثون من جامعة ولاية أوريغون الأمريكية، ونشرت أمس الأربعاء 28تموز/يوليو، قالوا فيها أن "قابلية أن يظل كوكبنا قابلاً للعيش سوف تعتمد على القيام بعمل فوري واسع النطاق"، وحذرت من "معاناة لا توصف تنتظر الجنس البشري إذا لم يبدأ التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري فوراً".
وتشير إلى أن العناصر الحيوية للأرض قد تدهورت خلال العامين الماضيين، بعد أن ظهرت 18 فئة من 31 فئة، من المتغيرات التي تم توثيقها ارتفاعات أو انخفاضات قياسية جديدة، ومن بين هذه المتغيرات وصول تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى 416 جزءاً من المليون، وهو أعلى متوسط تركيز عالمي شهري تم تسجيله على الاطلاق.
وأضافت الدراسة بأن عام 2020، هو ثاني أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، وعرضت الدراسة المفارقة بأن السماء أضحت أكثر تلوناً من أي وقت مضى (تقاس بتركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي).
وبحسب الدراسة لأول مرة ارتفعت أعداد الماشية المجترة في العالم لتتجاوز 4 مليارات، ومع ذلك، انخفض إنتاج اللحوم للفرد بنحو 5.7 في المئة (2.9 كيلو غرام للفرد) بين عامي 2018 و2020.
وتحدث مؤلفو الدراسة عن الزيادات المستمرة في الكوارث المرتبطة بالمناخ منذ عام 2019، مثل الفيضانات المدمرة في أميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا، وموجات الحرارة وحرائق الغابات في أستراليا وغرب الولايات المتحدة، وموسم أعاصير الأطلسي غير الاعتيادي، والأعاصير المدمرة في أفريقيا وجنوب آسيا وغرب المحيط الهادئ.
وأضافت الدراسة أن كوكبنا قد يكون على وشك تجاوز، أو تجاوز بالفعل "النقطة الحرجة" فيما يتعلق ببعض الظواهر، مثل الصفائح الجليدية في غرب أنتاركتيكا وغرينلاند، والشعاب المرجانية، وغابات الأمازون المطيرة التي أصبحت مصدراً للكربون بدلاً من أن تكون بالوعة الكربون، وذلك بعد تدمير 1.1 مليون هكتار بين عامي 2019 و2020، ليبلغ معدل فقدان الغابات في المنطقة أعلى مستوى له في 12 عاماً.
وفيما يتعلق بمتغير اقتصاديات المناخ، انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3.6 في المئة، في عام 2020 بسبب الجائحة، لكن من المتوقع أن يصبح عند أعلى مستوياته على الإطلاق.
وتشير الدراسة إلى تطور إيجابي هو زيادة سحب الاستثمارات في مجال الوقود الأحفوري بمقدار 6.5 تريليون دولار، بين عامي 2018 و2020، وانخفاض دعمه إلى مستوى قياسي بلغ 181 مليار دولار، في عام 2020، وذلك بمعدل 42 في المئة عن مستويات عام 2019، وسبب ذلك على الأرجح هو انخفاض استخدام الطاقة والأسعار جراء الجائحة.
وسجلت الغازات الدفيئة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز أرقاماً قياسية جديدة فيما يتعلق بتركيزاتها في الغلاف الجوي، بين عامي 2020 و2021.
ويقول مؤلفو الدراسة أن "الدرس الرئيسي من جائحة كوفيدـ 19 هو أن الانخفاض الهائل في النقل والاستهلاك لا يكفيان وأن هناك حاجة لتغييرات في النظام تتجاوز السياسية".
وتسبب التغيير المناخي في أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مدمرة في عدة مناطق أسفرت عن عشرات الضحايا، كما ارتفعت درجات الحرارة في بعض المناطق ونجم عنها حرائق تسبب ايضاً في وفاة العشرات من الأشخاص.