"بيئتنا مستقبلنا"... نسويات يطلقن حملة للتوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن
أطلقت المؤسسات النسوية اليمنية حملة توعوية إلكترونية في مختلف المدن اليمنية للتوعية بخطورة التلوث البيئي وتغير المناخ تحت شعار "بيئتنا مستقبلنا"
نور سريب
اليمن ـ ، بعد أن جاءت اليمن بحسب مؤشر "نوتردام العالمي" للتكيف في المرتبة 172 من بين 182 بلداً الأكثر عرضة لخطر التغيّر المناخي، والأقل استعداداً للصدمات المناخية.
وعن حملة "بيئتا مستقبلنا" التي انطلقت من منتصف شباط/فبراير الجاري، قالت رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني مها عوض لوكالتنا أن الحملة بمثابة تنبيه، "قبل أن تجرفنا السيول أو تقتلنا الأعاصير يجب أن نتكاتف ونتعاون للتخطيط والتصدي لآثار التغير المناخي في بلادنا، فالدفاع المدني والبيئة والمجالس المحلية يجب أن يعملوا معاً لإنقاذ المستقبل".
وحول مشاركة المؤسسات النسوية بالحملة قالت المدير التنفيذي لمؤسسة أكون ليلى الشبيبي "شاركت الكثير من المؤسسات النسوية في هذه الحملة لأن المشقة كبيرة على النساء، الحرب والتغيير المناخي جعل معاناة النساء تزداد في الكثير من المناطق الريفية على سبيل المثال في بعض المدن التي تشهد الجفاف على المرأة أن تحمل على رأسها صفيحة سعة عشرون لتر أو عشرة لتر وتمشي مسافات طويلة للوصول إلى البئر أو السد لجلب المياه، وفي مناطق أخرى تتعرض مخيمات الأسر النازحة للغرق ويزداد العبء والأسى على النساء".
وأضافت "على الرغم من أن عدن تعتبر من المدن الأكثر تطور في مجال الخدمات إلا أن تغير المناخ لم يمر بسلام عليها فقد عانت من سيول مدمرة بسبب الأمطار تسببت بمقتل مدنين وتدمير ممتلكاتهم ومنازلهم، كل هذه المعاناة يقابلها غياب خطط الاستجابة للكوارث الطبيعية التي تراعي حق النساء واحتياجاتهن لذلك هذه الحملة تسعى للتذكير بأن هناك خطر يتزامن مع الحرب يجب أن لا يهمل ويجب على الجهات المعنية أن تضع الخطط للاستجابة والتصدي للكوارث".
وأوضحت التقارير الأممية أن معدل درجات الحرارة ترتفع في اليمن بسرعة أكبر من المتوسط العالمي وتشير التوقعات إلى أن البلاد ستتحمل فترات جفاف أطول وموجات حرارة عالية في السنوات القادمة.
وقالت رئيسة منتدى آفاق التغيير من محافظة تعز بلقيس العبدلي "شاركت في الحملة لأنها مهمة لرفع الوعي العام بمخاطر التغير المناخي والصراع وتأثيرهما على النساء ولفت نظر الجهات المختصة بأهمية تكامل الجهود لمواجهة تلك المخاطر ومعالجة آثارها".
ومن محافظة شبوة قالت الإعلامية والعضو المؤسس في مجموعة جنوبيات من أجل السلام صفاء عبد الله عن سبب مشاركتها في الحملة، أن "تغير المناخ أثار اهتمامي كإعلامية خاصة بعدما شهدت عدة مناطق تأثر كبير بالكوارث الطبيعية أو كوارث من صنع البشر، ولاحظت أن تأثيره السلبي يقع بوتيرة عالية على النساء حيث أنهن أكثر تأثر بسبب غياب الرعاية الصحية أثناء الكوارث، ولأنهن من يتحملن المسؤولية لذلك أحببت المشاركة في هذه الحملة لتوصيل مخاطر الكوارث الطبيعية للجهات المسؤولة حتى يكون هناك اهتمام لهذا الجانب المغيب عن خطط واستراتيجية الدولة، رغم أنه من أهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها ووضع خطط للحد من مخاطرها".
وأشارت رئيسة منظمة مدرسة السلام لمياء الأرياني المشاركة في الحملة من مدينة صنعاء أن التوعية ضرورة لأن التغيير تأثيره أصبح واقع وزاد معاناة النساء "النساء تعاني بسبب تغير المناخ وعدم الاهتمام بالبيئة وخاصة نحن اللواتي نعاني من الحرب والنزاعات حيث نعتبر نحن النساء الشريحة الأكثر تأثراً بالسلب من تغيرات المناخ وبالتالي زيادة معاناة النساء".
وطلبت رئيسة مؤسسة المرأة السقطرية للاستجابة والتنمية نجوى علي الاهتمام بجزيرة سقطرى "جزيرة سقطرى تعاني من سلبيات التغير المناخي فهي بحاجة إلى إنشاء هيئة محلية لحماية الجزيرة للتصدي للكوارث الطبيعية لكي لا تسقط من قائمة التراث العالمي، وقد عانينا من عدة أعاصير الحقت الضرر بالجزيرة وسكانها".
وأضافت "نيابة عن طاقم العمل بمؤسسة المرأة السقطرية للاستجابة والتنمية بمشاركتنا بهذه الحملة الخاصة بالمرأة مع مجموعة من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية ندعم تكاثف الجهود لبناء مجتمع قوي قادر على مواكبة التغيرات المستجدة لتغير المناخ والمرأة والسلام، حيث تعد هذه الحملة فريدة من نوعها ومن شأنها تعزيز مجالات ولوج المرأة اليمنية إقليمياً وعالمياً وفق أطار التنمية المستدامة ونشر الوعي بالرسائل الإعلامية المتجددة عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي".
وأكدت على أن "المرأة اليمنية سباقة ولها بصمة من قبل في الصفوف الأولى في الكثير من الاحتفالات كيوم المياه العالمي وكذلك يوم مكافحة التصحر والجفاف، والمشاركة بالمؤتمرات الدولية وتمثيل اليمن بالمجتمعات الدولية وصنع القرار لتوحيد الصوت كعامل أساسي وحيوي لإدراك الدولة والحكومات لأهمية تغير المناخ والمرأة والسلام، لتحقيق التغيير الإيجابي اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ودفع عجلة التنمية باليمن اقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من هذه الجهود تسعى مؤسسة المرأة السقطرية للتنمية والاستجابة جنباً إلى جنب في طريق واحد للاستمرار والمشاركة بالحملة والتي تعد اللبنة الأولى والباعثة لآمال المرأة".
وعن توقعات نتائج الحملة قالت رئيسة اتحاد نساء مأرب فندا المعماري "هذه الحملة ضرورية لذلك يجب أن نتعاون لحماية البيئة ورفع الوعي لدى المواطنين، وهذه الحملة التي تقودها النساء بادرة رائعة وأتوقع أنها ستحقق بصمة وعي لدى شريحة واسعة من المواطنين، ومع الاستمرار بالتوعية سيكون هناك اهتمام حكومي أيضاً".
ومن المقرر أن تستمر الحملة التوعوية حتى أواخر شباط/فبراير الجاري، وستتبعها عدة حملات للتحذير من التغير المناخي والكوارث المناخية المتكررة التي ستؤدي إلى إنعدام الأمن المائي وهشاشة الأغذية وتدهور الأراضي في حال لم يتم إعداد تدابير للحد من مخاطر الكوارث في الاستراتيجيات الوطنية اليمنية.