باحثات مغربيات تؤكدن على أهمية الطحالب في الحد من الاحتباس الحراري
سلط المؤتمر الدولي الثالث حول الطحالب الضوء على أهم التقنيات والأبحاث التي من شأنها أن تغير الكثير من المفاهيم حول أهمية الطحالب في التقليل من الاحتباس الحراري.
رجاء خيرات
مراكش ـ أكد المشاركون/ات خلال المؤتمر الدولي الثالث حول الطحالب والمقام في مراكش، على أن المغرب يحتوي على تنوع بيولوجي مهم في الطحالب، والتي تمثل مصدر80 % من الثروات الطبيعية البحرية لتحتل بذلك مكانة هامة في العالم.
تحت شعار "بيوتكنولوجيا الطحالب والاحتباس الحراري، إمكانيات لنموذج تنموي مستدام" افتتح المؤتمر الدولي الثالث حول الطحالب أعماله أمس الخميس 26 تشرين الأول/أكتوبر والذي سيستمر حتى يوم غد السبت، بمدينة مراكش والذي يضم تنوع بيولوجي مهم في الطحالب، مما يؤهله لكي يستثمر هذه الثروة في مجالات الطب والتجميل والتغذية وحتى تحقيق التوازن البيئي.
وحول هذا الموضوع قالت الباحثة والأستاذة في البيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات بجامعة القاضي عياض ومنسقة المؤتمر وفاء شريفي أن المشاركون/ات في هذا المؤتمر سوف يناقشون المستجدات في مجال البحث واستثمار التنوع البيولوجي للطحالب الذي يتوفر في المغرب وتأثيرها على الحد من الاحتباس الحراري.
وأضافت أن المشاركون/ات خلال هذا المؤتمر سيسلطون الضوء على أهم التقنيات والأبحاث التي من شأنها أن تغير الكثير من المفاهيم حول أهمية الطحالب في التقليل من الاحتباس الحراري الذي أصبح يميز المناخ في المغرب وعددا من المناطق حول العالم.
ولفتت إلى أن الباحثات المشاركات سوف تقدمن نتائج أبحاث عملهن لسنوات حول أهمية الطحالب وتأثيرها على المناخ والتوازن البيئي، موضحةً أن المغرب يعد غنياً بتنوعه البيولوجي، وهو ما يتيح إمكانية الاستفادة من الطحالب التي توجد في مياه المحيط والبحر الأبيض المتوسط أو حتى في المياه العذبة وفي التربة.
ومن جانبها أكدت الباحثة في علم البيولوجيا والبيئة حسناء صابر في مداخلتها حول موضوع "الطحالب الكبيرة ودورها في الكشف عن الملوثات"، "بفعل النشاط البشري الناتج عن عدة عوامل من بينها التطور الصناعي والسياحي، خاصةً مع النمو الديموغرافي المتزايد تم الاعتماد على الطحالب الكبيرة البحرية كتقنية بيولوجية من أجل الكشف عن وجود المناطق الملوثة وتقييم حجم هذا التلوث".
وأشارت إلى أن خلال هذه التقنية سوف يتمكنوا من استخراج هذه الطحالب من الأماكن الغير ملوثة، والتي يمكن استثمارها في صناعة الأدوية ومواد التجميل وتطوير المجال الفلاحي، مضيفةً أن هناك تقنيات فيزيائية وكيميائية للكشف عن المناطق الغير ملوثة، لكن تبقى التقنية البيولوجية التي تعتمد وسائل دقيقة هي الأكثر فعالية لاستغلال هذه الثروة النباتية المهمة.
ومن جهتها قالت الباحثة بمختبر الماء والتنوع البيولوجي والتغيرات المناخية بجامعة القاضي عياض زينب حاكوم أن مشاركتها في المؤتمر ترتكز على تقديم بحث حول تأثير الطحالب المجهرية الموجودة في التربة "الطحالب الزرقاء والخضراء" "cyanobacteries" على خصوبتها وعلى نمو النباتات وتحفيز المحاصيل الفلاحية "كالقمح".
وأوضحت أنه على الرغم من التنوع البيولوجي لهذه الطحالب المجهرية والذي بات معروفاً، فإنها عملت على تقييم هذه الطحالب وإبراز أهميتها في تخصيب التربة ونمو المحاصيل الفلاحية.
وأشارت إلى أن هذه الطحالب التي تشكل موضوع الأبحاث التي أجرتها معروفة بتوفرها بكثرة في المجال البحري وتأثيرها على النظام البيئي، ومن المعروف أنها ذات مفعول سام، لكنها موجودة داخل التربة "المجال الأرضي"، لدورها الفعال في خلق المادة العضوية ونمو النباتات والمحاصيل الزراعية، من خلال تخصيب التربة وتطوير المعايير البيوكيميائية والفيزيولوجية والمعدنية المتعلقة بالتربة.
وأضافت أن هذه الطحالب المجهرية من شأنها أن توفر تثبيت النتروجين azote""، وهو ما يمكن من الاستغناء عن المبيدات الكيميائية، من خلال استعمال مواد بيولوجية مثل الطحالب المجهرية.
وأكد المشاركون/ات في المؤتمر العلمي الهام خلال الجلسة الافتتاحية، أنه يشكل فرصة لكي يقدم الطلبة الباحثون في مجال الطحالب نتائج أبحاثهم القيمة، ويوضحون مدى أهمية هذه الطحالب في التغيرات المناخية، مع اقتراح نماذج مشاريع لتحقيق تنمية مستدامة، مشيرين إلى أن هذه الطحالب التي تمثل مصدر80 ٪ من الثروات الطبيعية البحرية يجعلها اليوم تحتل مكانة هامة على صعيد العالم، والتي ستحقق نمو اقتصادياً هاماً كما ستساهم في الحفاظ على البيئة.
وأوضحوا أنه بات معروفاً ما لهذه الثروة النباتية من أهمية في صناعة الأدوية والمكملات الغذائية ومواد التجميل، والتي تعد مسؤولة على تجديد نصف كمية الأكسجين في الأرض وتثبيت ثاني أكسيد الكربون وهو ما يحد من الاحتباس الحراري.