الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة العمل على الطاقة المتجددة
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الطاقة المتجددة تعد بمثابة "طوق نجاة" تقود العالم للخروج من أزمة المناخ.
مركز الأخبار ـ أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تقريراً يتضمن ارتفاع مستوى سطح البحر، وحرارة المحيطات، وتركيزات غازات الدفيئة، وتحمض المحيطات.
أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها الذي صدر أمس الأربعاء 18 أيار/مايو، على ارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بأكثر من ضعف المعدل السابق، ويعزى ذلك إلى تسارع فقدان الكتلة الجليدية.
وعن حالة المناخ لعام 2021، أشار التقرير إلى أن الطقس القاسي تسبب في خسائر فادحة في الأرواح، وأثار صدمات للأمن الغذائي والمائي، وأدى إلى خسائر اقتصادية بمئات المليارات من الدولارات خلال العام الماضي.
وأوضح التقرير أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر دفئاً على الإطلاق، حيث بلغت درجة الحرارة العالمية في عام 2021 حوالي 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، وهو ما حذر منه مدير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس قائلاً أنها "مسألة وقت قبل أن نشهد عاماً آخر أحر على الإطلاق. مناخنا يتغير أمام أعيننا. الحرارة التي تحبسها الغازات الدفيئة التي يسببها الإنسان ستؤدي إلى تدفئة كوكب الأرض لأجيال عديدة قادمة. سيستمر ارتفاع مستوى سطح البحر وحرارة المحيطات وتحمضها لمئات السنين ما لم يتم اختراع وسائل لإزالة الكربون من الغلاف الجوي".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن "التقرير يجسد سلسلة كئيبة من إخفاقات البشرية في التصدي للاختلال المناخي، وبينما ينفد الوقت في سبيل منع أسوأ آثار أزمة المناخ، فإن طوق النجاة موجود أمام أعيننا مباشرة".
وأكد في رسالة مصورة "المستقبل المستدام الوحيد هو مستقبل قائم على الطاقة المتجددة. ويجب علينا إنهاء التلوث الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري، وتسريع التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، قبل أن نحرق بيتنا الذي ليس لنا سواه"، مشيراً إلى أن "تكنولوجيات الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية متوفرة بسهولة، كما أنها في معظم الحالات أقل تكلفة من الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى".
ولبدء التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، اقترح أنطونيو غوتيريش خمسة إجراءات حاسمة الأهمية، والتي سماها بـ "مشروع السلام في القرن الحادي والعشرين"، كان أولها أنه يجب التعامل مع تكنولوجيات الطاقة المتجددة، مثل تكنولوجيات تخزين الطاقة في البطاريات، باعتبارها منافع عامة عالمية أساسية ومتاحة بحرية.
وشدد أنطونيو غوتيريش على ضرورة تشكيل تحالف عالمي معني بتكنولوجيات تخزين الطاقة في البطاريات لتسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال، ووتيرة نشر هذه التكنولوجيات.
وأوضح أن الإجراء الثاني يدعوا إلى تأمين إمدادات المكونات الحيوية والمواد الخام اللازمة لتكنولوجيات الطاقة المتجددة، وكذلك توسيع نطاق هذه الإمدادات والمواد وتنويعها، فسلاسل الإمداد الحالية لتكنولوجيا الطاقة المتجددة وموادها الخام مركزة في حفنة من البلدان.
بينما الإجراء الثالث يشير إلى أنه يتعين على الحكومات أن تبني الأطر وتصلح البيروقراطيات من أجل تحقيق تكافؤ الفرص فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة.
ودعا أنطونيو غوتيريش الحكومات إلى تسريع وتبسيط الموافقات على المشاريع التي تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحديث الشبكات، ووضع أهداف طموحة في مجال الطاقة المتجددة تكون متوائمة مع هدف حصر ارتفاع درجة حرارة الكوكب في حدود 1.5 درجة مئوية، وتوفر اليقين للمستثمرين، والمقاولين، والمستهلكين، والمنتجين.
ويتعين على الحكومات أن تحول الدعم بعيداً عن الوقود الأحفوري لحماية الفقراء والناس والمجتمعات الأكثر هشاشة، ففي كل عام، تضخ الحكومات في جميع أنحاء العالم حوالي نصف تريليون دولار من أجل خفض أسعار الوقود الأحفوري بشكل مفتعل، أي أكثر بثلاثة أضعاف مما تتلقاه مصادر الطاقة المتجددة، وفق الإجراء الرابع.
فيما شدد الإجراء الخامس على ضرورة زيادة الاستثمارات الخاصة والعامة في الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف لتصل إلى 4 تريليونات دولار على الأقل سنوياً.
يكمل تقرير حالة المناخ أحدث تقييم للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي شمل فقط على بيانات حتى عام 2019، وسيستخدم كوثيقة تفاوض خلال مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ في مصر (COP 27) في وقت لاحق من هذا العام.
وأدت الآثار المعقدة للنزاع والظواهر الجوية المتطرفة والصدمات الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب جائحة كورونا إلى تقويض عقود من التقدم نحو تحسين الأمن الغذائي على مستوى العالم، كما أدى تفاقم الأزمات الإنسانية في عام 2021 إلى تزايد عدد البلدان المعرضة لخطر المجاعة.