"ويتن art" أول مؤسسة تدريبية للمشاريع النسائية الصغيرة في بنغازي

نجحت تغريد المنفي في مشروعها الخاص الذي بدأته منذ أكثر من عامين واستطاعت استقطاب النساء ومساعدتهنَّ للعمل من المنزل على الأشغال اليدوية

ابتسام اغفير
 
بنغازي ـ ، مجنبة إياهنَّ عناء المجيء إلى المركز ومراعية ظروفهنَّ الاجتماعية على اختلافها. 
النساء في ليبيا وخلال السنوات الأربع الأخيرة نشطنَّ في مجال المشروعات الصغيرة والصناعات المنزلية البسيطة المتمثلة في صنع الموالح والحلويات وتجهيز الأطعمة للمناسبات، وانتشرت هذه الصناعات البسيطة بين مختلف النساء الليبيات الأكاديميات وربات البيوت على حد سواء، وعلى "السمعة الطيبة والنظافة" تكسب المرأة زبوناتها. 
تغريد المنفي من مدينة بنغازي خرجت بمشروع جديد مختلف عن المشاريع المتعارف عليها في ليبيا وهو التدريب على الاشغال اليدوية المختلفة من العمل بعجينة السراميك الحراري، إلى الديكوباج وهو استخدام الورق القديم لصنع لوحات فنية، وطباعة استكيرات المناسبات، كروت الزفاف، رود الحائط والمناديل، وعمل بونبيرات المناسبات أو ما يعرف بأواني للضيافة، وأطلقت مشروعها لتدريب النساء ذوات الدخل المحدود للعمل من بيوتهنَّ دون الحاجة إلى الخروج من المنزل، خاصة وأن بعضهنَّ أرامل يمنع عليهنَّ الخروج من البيت.
 
أول مؤسسة في المنطقة الشرقية
تقول تغريد المنفي ذات (33) عاماً التي تخرجت من معهد صقر للحاسبات في مدينة بنغازي، أنها لم تعمل في هذا المجال أبداً، وإنما توجهت إلى تنمية موهبتها في الأشغال اليدوية، وبدأت العمل على مشروعها منذ ست سنوات في مجال الصنع والبيع، ثم توجهت إلى تعليم، وتدريب صديقاتها هذه الفنون، كي تتأكد أنها تستطيع تعليم وتدريب نساء أخريات، وأن تكون على "قد المسؤولية في ذلك"، ومنذ عامين ونصف افتتحت مشروعها الخاص بتدريب النساء وأطلقت عليه اسم "وتين art" ويعد أول مشروع في المنطقة الشرقية، يُعنى بتدريب النساء على الاشغال اليدوية البسيطة.
 
التفكير خارج الصندوق
تعلمت تغريد المنفي بعض الأعمال اليدوية في الكشافة عندما كانت صغيرة، ثم توجهت إلى منصات أخرى كاليوتيوب والكتالوجات.
تقول إنها اختارت "ويتن art" من أجل الخروج بمشروع خاص بها تظهر فيه بصمتها؛ ولأنها كانت تفكر خارج الصندوق وتبحث عن التميز والابتعاد عن المشاريع التقليدية التي تعمل عليها معظم النساء في ليبيا.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهتها عند انطلاق مشروعها تقول "عدم توفر المواد الخام من أجل التدريب كان من أكبر الصعوبات التي كانت ولا زالت تواجهني؛ أقوم بإحضارها من مصر أو تركيا وهي بذلك تكلفني كثيراً، وإذا ما تم توفيرها في ليبيا فسوف تكون بأسعار خيالية". 
وتستهدف تغريد المنفي من خلال مشروعها كل فتاة أو امرأة طموحة، تحتاج للعمل ولكن من منزلها، وترغب في الاعتماد على نفسها ومساعدة أسرتها بمشروع ذا ربح جيد ورأس مال بسيط جداً، تقول "الأسعار للاشتراك في الدورات بسيطة جداً وقد تبدو رمزية، إنني بالدرجة الأولى أريد أن تستفيد الفتيات من مثل هذه الدورات، هدفي ليس الربح فقط".
  
عمل خطة تسويقية لهنَّ بعد التدريب
عن المساعدة التي تقدمها مؤسسة "ويتن art" للنساء المتدربات اللاتي تخرجنَّ منها خاصة الأرامل والمطلقات تقول تغريد المنفي "نقوم بالترويج لعملهنَّ من خلال صفحتنا على الفيس بوك، حيث نقوم بتصوير منتجاتهنَّ، وعرضها للبيع، وأقوم بوضع خطة تسويقية يسرنَّ عليها حتى يستطعنَّ فهم العمل وكسب الزبائن، ولا يعتمدنَّ على المؤسسة فيما بعد".  
وعن تلقيها للدعم من الجهات المختصة تقول "لم نتلقى الدعم من أي جهة خاصة أو عامة سواء أكان هذا الدعم مادياً أو معنوياً، باستثناء أكاديمية الصرح الدولي التي فتحت لنا مقرها، وقام أفرادها بتقديم النصح والخطط التسويقية للمؤسسة، وإلى الآن "ويتن art" جزء لا يتجزأ من أكاديمية الصرح الدولي".
 
مستمرون رغم الصعوبات
وعن استمرارها رغم محدودية العائد المادي تقول "نحن مستمرون مادام هناك فتيات وسيدات يتعلمنَّ، ونقدم فرص عمل للسيدات الطموحات، فبغض النظر عن العائد القليل إلا أن هدفنا ليس ربحي فقط وعلى الرغم من جميع الصعوبات التي تواجهنا لدينا دائماً خطط بديلة".   
وعن خططها المستقبلية تضيف تغريد المنفي "لدينا برنامج تدريبي مجاني للأرامل وبدأنا في جزء منه الآن، فبالإضافة إلى التدريب المجاني سوف نوفر لهنَّ المواد الخام التي يعملنَّ عليها مجاناً". 
وعن تأثر مشروعها "ويتن art" خلال فترة انتشار فيروس كورونا قالت تغريد المنفي "واجهنا صعوبات مثل غيرنا، ولكننا قمنا بعمل خطة بديلة وهي التدريب عن بعد، وكانت تجربة ناجحة، حيث جمعنا المتدربات في مجموعات مختلفة كل حسب تخصصها، وقمنا ببث المحاضرات عبر النت، وأرسلنا المواد الخام إلى بيوتهنَّ".
وفي ختام حديثها وجهت تغريد المنفي رسالة لكل فتاة أو سيدة في بنغازي تريد العمل من منزلها أنها تستطيع الحضور إلى مقر المؤسسة، "سوف نساعدها على تأسيس مشروعها من الصفر".