رزان البورنو... تفتتح ورشة نجارة خاصة بها
كانت بداية رزان البورنو في عام 2019 مع الخيوط التي صنعت باستخدامها ومن خلال الدق على الخشب لوحات جميلة بتصميمات مختلفة.
رفيف اسليم
غزة ـ في أحد غرف المنزل التي خصصتها لتصبح ورشة لها، تستعد الشابة رزان البورنو للعمل على إنهاء أحد القطع الخشبية المراد تسلمها إلى الزبون خلال أيام، محاولة أن تتفقد كافة تفاصيلها بهدف التأكد من عدم حاجتها للعودة مرة أخرى إلى استخدم أي من الآلات التي قد اقتنتها مؤخراً، لتحظى بورشة نجارة خاصة بها بعد سنوات من العمل في أماكن مختلفة.
أحبت رزان البورنو الخشب والمشغولات التي تصنع منها سواء تلك المتعلقة بأثاث المنزل أو تلك التي تقدم كهدايا، وتقول إنها وجدت صعوبة في بداية الأمر حول فكرة أن تمتلك منجرة تستطيع من خلالها تحويل كافة التصميمات المطبوعة على الورق لمنتجات جميلة تداعب العين ويشغف بها القلب.
فترجع بنا للعام 2019 حيث كانت بدايتها مع الخيوط التي صنعت باستخدامها من خلال الدق على الخشب لوحات جميلة بتصميمات مختلفة وفق ما طلب منها، مردفه أن تلك الهواية قد اقتادت إليها بمحض الصدفة عبر فيديو قصير شاهدته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعجبها الفكرة وتقرر أن تطور ما يمكنها صنعه باستخدام الخشب.
وأوضحت أنه لم يتوقف شغفها وطموحها بل استكملت ذلك من خلال الالتحاق بدورة تدريبية مع اتحاد الصناعات الخشبية ومركز إرادة، مقررة أن تتخرج بعد 6 أشهر بعدد من المهارات التي تمكنها من فتح منجرة صغيرة تستطيع عبرها تطوير الطلبات التي تتلقاها عبر صفحات مشروعها على مواقع التواصل الاجتماعي والذي أطلق عليه اسم "روز أرت".
وأشارت إلى أن التعامل مع معدات القص الخشبية والحفر يعد أمرغيرهين، فيلزمها الكثير من التركيز كي تحافظ على سلامة يديها وهذا ما وضعته نصب عينيها سواء خلال فترة التدريب أو بالوقت الحالي.
والجزء المحبب لرزان البورنو هي فترة التشطيبات الأساسية المتمثلة بوضع الدهان المناسب ودمج الألوان كي تصبح القطع وكأنها جزء من تصميم المكان الأصلي، لافتةً إلى أنها خلال الدورة تعلمت كيف تصنع ظهر الأريكة وأرجل الطاولات، لكنها فضلت أن تطور مهاراتها بالأعمال اليدوية الخشبية كونها الأكثر طلباً في السوق المحلي.
وأوضحت أنها بعد أن أنهت الدورة بحرفية عالية استلمت حقيبة من الأدوات البسيطة اللازمة لاستخدامها، كما قدم لها تمويل من جمعية الإغاثة الزراعية والاتحاد الأوروبي لتمنح عدة آلات للنجارة داخل منزلها، منفذة من خلالها العديد من القطع كالصناديق الخشبية والمرايا والتحف المنزلية والأرف المعلقة بأسعار تناسب المجتمع الغزي.
وأضافت أنها قد تخلصت من الذهاب للمنجرة بشكل دوري، فباتت تستطيع إنجاز غالبية المهام بمنزلها، لافتةً إلى أنها صنعت عدة دمى الماريونيت إحداهن اتخذت هيئتها بالكامل لتروي قصة نجاحها من خلالها، عبر معرض قامت به جمعية الإغاثة لعرض مخرجات المشروع، ملاقيه استحسان من قبل جميع الحاضرين عبر عنه بالتصفيق الحار في نهاية العرض.
وعن علاقة التكنولوجيا الحيوية وهو التخصص الذي تدرسه في الجامعة بالنجارة التي تهوى العمل بها، أكدت على أنها غير مهتمة بالتعليقات السلبية التي تسمعها بين الفنية والأخرى، رافضة الانصياع للأوامر الفارضة عليها ترك تلك المهنة للرجال، خاصة أن الأمر متعلق بالعزيمة والإرادة التي تخلقها المرأة لذاتها حينها فقط تستطيع أن تكون ما تريد.
وأوضحت أنها تعمل على تطوير ذاتها من خلال دراسة ألية تسويق المشاريع كي تروج لمنتجاتها الجديدة بحرفية عالية، بالوقت الذي تتعلم به أليات التصوير وتشاهد نماذج لمشاريع ناجحة من النوع ذاته سوى محلياً أو عربياً أو دولياً، مراعية خلال عملها أن تقوم دائماً بوضع دراسة جدوى كي تكون على دراية بصادرات وواردات مشروعها، ومعرفة العقبات التي من الممكن أن تؤثر على جودة الإنتاج لديها.
وغالباً ما تصدم رزان البورنو بأزمة الكهرباء في قطاع غزة التي تصل عدد ساعات وصلها لأقل من 12 ساعة باليوم وعلى فترات متباعدة، لتمثل أكبر المشكلات التي تعاني منها كونها لم تستطيع حتى اليوم التغلب عليها أو إيجاد مصدر بديل.
وأوضحت رزان البورنو أنها تعاني من ضيق المكان الذي تعمل من خلاله على قص وتجهيز وتغليف المنتج تمهيداً لإرساله، محاولة البحث عن مكان أفضل يتسع لعدد من الشابات اللواتي سينضممن إليها بعد توسعيها للمشروع خلال الفترة المقبلة.