تقرير: معدل تضخم أسعار الغذاء يسجل رقماً قياسياً في إيران
يعاني الناس في إيران من مشاكل معيشية حيث وصل معدل تضخم المواد الغذائية إلى نحو 68%.
هيما راد
سنه ـ الزيادة في الأسعار لا تتبع أي مبادئ فهي تتزايد يوماً بعد يوم أو كل ساعة في إيران، ولا يوجد رقابة وتفتيش على الأسعار.
في كانون الأول/ديسمبر 2022 ارتفع معدل تضخم المواد الغذائية بنحو 68% مقارنةً بالعام الماضي، وزادت أسعار الخبز والحبوب بأكثر من 74%، واللحوم الحمراء 64%، والحليب والجبن والبيض أكثر من 81%.
أصبح الإجهاد جزءاً من حياة الناس وجعلهم يائسين، وأصبح من المستحيل شراء المواد الغذائية الأساسية اللازمة مثل البصل الذي وصل إلى (أربعين ألف تومان) للكيلو، مما جعل الناس يخففون من وجبات الطعام.
لم يتمكن الأشخاص ذوو الدخل المحدود والضعيف من الحصول على البروتينات والفيتامينات الضرورية للجسم من الفاكهة، ومنتجات الألبان، واللحوم، والدجاج وغيرها، فهم يشبعون جوعهم فقط ولا يسعون للتمتع بهذه النعم لأنها غير متاحة لهم.
وعلى الرغم من أن استمرار فرض العقوبات وصعود العملة والذهب لهما تأثير مباشر على أسعار السلع، إلا أنه قبل زيادة العقوبات وبدء الانتفاضة في البلاد، لم يكن هناك قانون لمراقبة الأسعار في السوق.
وينام الناس ويستيقظون كل يوم وهم قلقون من ارتفاع الأسعار أكثر، وهذا يدل على أن انتفاضة الشعب يجب أن تتحول إلى ثورة اقتصادية أيضاً. الناس حزينون ولا يملكون القدرة على العيش حياة كريمة.
وهذه الحالة أقل وضوحاً في العاصمة الإيرانية طهران، ولهذا السبب تختلف الاحتجاجات في العاصمة كثيراً عن المحافظات الغربية والجنوبية. واحتجاجاتهم رمزية في الغالب كـ "توزيع الشوكولاتة، والشعارات من خلف النوافذ"، وهذا يعني أنهم لا يشعرون بالحزن.
ومثلما رأينا أن معظم المشاركين في الإضرابات العامة هم من شرق كردستان ومن ثم محافظة سيستان ـ بلوشستان، ولكن طهران لم تشارك على نطاق واسع في الإضرابات، فهذا يدل على أنه لا يوجد ألم مشترك بين هذه المحافظات وسكان العاصمة، وبالرغم من أن كافة أنحاء إيران تريد إسقاط الحكومة، إلا أن ردود الفعل مختلفة ومطالب الاحتجاجات مختلفة أيضاً.
كان التواجد في الشوارع، وعدد القتلى، وعدد الأسرى، وارتفاع تكاليف المواد وغيرها من الأمور، في الغالب تستهدف جنوب وغرب البلاد، لكن ارتفاع سعر الدولار واقترابه السريع إلى خمسين ألف تومان وربما أكثر، يأتي ذلك في أعقاب احتمال رد فعل طهران.