تنعكس الأزمة الاقتصادية على السوق: ننام جائعين كل ليلة
وفقاً لأحدث بيانات بورصات السلع ارتفعت أسعار الخضار بنسبة 107 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. وفي بعض الحالات تصل الزيادة في سعر الطماطم إلى 142 بالمائة
الأسواق الشعبية إحدى الأماكن الرئيسية التي يترجم فيها ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية، أوضحت النساء اللواتي تذهبن للتسوق أنهن تعدن إلى المنزل بأكياس وكمية مشتريات قليلة غير قادرات على تلبية احتياجاتهم كما كان في السابق. ونتيجة الارتفاع الغير مسبق لأسعار المنتجات، تقول النساء أنهم ينامون جائعين كل ليلة.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ وفقاً لأحدث بيانات بورصات السلع ارتفعت أسعار الخضار بنسبة 107 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. وفي بعض الحالات تصل الزيادة في سعر الطماطم إلى 142 بالمائة، فإن ارتفاع الأسعار يؤثر بشكلٍ كبير على المستهلك والبائع. المستهلكون الذين يأتون إلى السوق وهم حاملين أموال أكثر من السنوات السابقة، يعودون إلى ديارهم دون شراء معظم احتياجاتهم.
النساء المستهلكات اللواتي تذهبن إلى السوق وتعرفن عن كثب الزيادة التي حصلت قلن أن الخضار والفواكه التي يشترونها لم تكفيهم بسبب ارتفاع الأسعار وأنهن اضطررن لشراء كميات قليلة من الخضار والفواكه. وشددن على ضرورة إعادة النظر في الأسعار.
"الأسعار تضاعفت ثلاثة مرات عن العام الماضي"
عائشة أونات إحدى النساء اللواتي دخلن السوق قالت أنه على الرغم من أنها تحمل معها أموالاً أكثر مقارنة بالسنوات السابقة عندما تذهب إلى السوق، إلا أن أموالها لم تعد كافية لابتياع معظم المنتجات التي تحتاجها حيث نفذ أموالها لأنها اشترت حقيبتين من الخضار "اشترينا حقيبتين بتكلفة 30 ليرة تركية، كان الأمر أفضل في السابق، والآن لم نعد قادرين على العيش كالسابق على الإطلاق، فكل شيء أصبح باهظ الثمن. لا تستطيع الحصول وشراء أي شيء، اعتدنا على إنفاق 150 ليرة تركية كحد أقصى في السوق، والآن لا يمكننا التسوق بأقل من 300 ليرة تركية وينفذ المال قبل أن نشتري جميع احتياجاتنا. لا يمكننا تلبية جميع احتياجات منازلنا. نشتري فقط ما يكفي من الفواكه والخضروات لإعالتنا في ذلك الشهر. بالطبع لا يكفينا ولكن نحاول تدبر أمورنا. لتنتهي هذه الأزمة، فالناس يواجهون الكثير من الصعوبات. لم نعد قادرين على النوم بهناء خوفاً من زيادة أخرى وتفكيراً بالوضع الحالي. لقد تمت زيادة أسعار كل شيء، كما أن الفواتير أهلكتنا، وصلتنا مؤخراً فاتورة الكهرباء بمبلغ 900 ليرة تركية هذا الشهر، لا يمكننا دفع فواتيرنا لا نعرف ماذا نفعل".
"لا يمكننا شراء كيلو من الخضار والفواكه"
عبرت كوثر آرال عن معاناتها في ظل الأزمة الاقتصادية، مشيرةً إلى أنها لم تتمكن من العثور على خضروات أو فواكه رخيصة الثمن على الرغم من أنها كانت تتجول في السوق لدقائق، ولم يعد ينامون بهدوء واستقرار نتيجة هذه الأزمة في منازلهم وأن أولادها في المنزل عاطلون عن العمل وأن سبعة أشخاص يعيشون على راتب واحد، "كنا نعمل في السابق، لكن الآن ليس لدينا وظيفة ولا أي دخل. هناك أزمة لا يمكننا القيام بأي عمل، وأولادي عاطلين عن العمل جالسين في المنزل فقط. إنهم يبحثون عن عمل لكنهم لا يجدون وظيفة. كل شيء أصبح صعباً للغاية. اعتدنا في السابق على حمل 50 ليرة تركية معنا عندما نذهب إلى السوق، وكنا نشتري ونلبي كافة احتياجاتنا، لكن الآن لا يمكننا الحصول على ما يكفي من أي شيء، بغض النظر عن مقدار الأموال التي نصطحبها معنا إلى السوق. أصبحت تلبية جميع الاحتياجات شيء يفوق طاقة المواطن مهما كانت كمية المال الذي اصطحبه معه إلى السوق. كل شيء باهظ الثمن بسبب ارتفاع الأسعار. ليس لدينا حتى فرصة لشراء كيلو من كل منتج بعد الآن. لذلك لا سلام في البيت. نحن بحاجة إلى وضع حد لهذا الارتفاع. الناس عاطلون عن العمل وجائعين. أين سيقودنا هذا الوضع؟".
"الأغنياء يربحون والفقراء يتضورون جوعاً"
غولاي نيرجيز أوضحت أنه "نتيجة الأزمة الراهنة لا يمكننا الحصول على أي شيء، يربح الأغنياء والفقراء يتضورون جوعاً الآن. أطفالنا جائعون لا يمكننا شراء أي شيء. لا يمكننا حتى إرسالهم إلى المدرسة. لقد أحرقتنا الفواتير بالفعل، لأنه لا يمكننا دفعها. بعض الناس لا يستطيعون حتى أخذ الخبز إلى منازلهم. ويأكلون طعام القطط أنظر إلى الشارع فكل الناس جائعين. ففي المساء يأتي الناس إلى السوق لشراء الفواكه الفاسدة. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها تدني وضع الناس إلى هذا الحد. احتار الإنسان ماذا يفعل لا أحد يستطيع تلبية احتياجاته. يجب أن يكون هناك حل لهذه الأزمة".
"نتضور جوعاً"
وأشارت فاطمة آي إلى أن الأسعار زادت 3-4 مرات مقارنة بالماضي، "أتيت إلى السوق، وأعود إلى المنزل دون شراء أي شيء. بينما كان سعر البيضة 20 ليرة تركية، أصبح الآن 45 ليرة تركية. لا يمكننا مواكبة الفواتير. ينفد المال من زوجي في اليوم الذي يحصل فيه على أجره. لا يمكنك شراء البرغل والفاصوليا بعد الآن. نحن جائعين كل يوم. إذا استمر الوضع بهذه الوتيرة لن يأتي شيء إلى مائدتنا بعد الآن. لا نعرف ماذا نفعل في رمضان على أي حال. هذه الارتفاعات الغير مسبقة لأسعار السلع بحاجة إلى خفض في أقرب وقت ممكن".