صناعة مكانس القش... نساء دير الزور تواجهن الظروف المعيشية الصعبة
تعد صناعة مكانس القش إحدى الصناعات اليدوية القديمة التي تعمل فيها المرأة وتعتبر مهنة مستمرة الى وقتنا الحالي
زينب خليف
دير الزور ـ ، وماتزال النساء محافظات عليها، كما أنها اليوم في وسط الظروف المعيشية الصعبة إحدى السبل لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
على الرغم من انتشار المكانس البلاستيكية منذ سنوات إلا أن نساء دير الزور بشمال وشرق سوريا، ما تزلن محافظات على صناعتها، كما أن أهالي المنطقة يفضلون هذه المصنوعة من القش على غيرها.
هدى الأسود التي تقوم بتحويل مجموعة من الأعواد الصغيرة إلى تراث يأبى الاندثار على شكل مكانس قش استخدمتها جداتنا سابقاً لا يتعدى عمرها الـ 19 عاماً، وهي من أهالي حي المقسم، تقول عن امتهانها لصناعة مكانس القش "أعمل في صناعة مكانس القش، حيث نقوم بزراعتها في المنازل أو في الأراضي الزراعية".
وأضافت "نعمل على تنظيفها من البذور، ثم نقوم بنقع أعواد المكانس في وعاء من الماء لمدة يومين أو ثلاثة حتى تصبح لينة، وتسهل علينا العمل"، مبينةً أن "عملية صنع المكانس تحتاج لأدوات خاصة، فالبعض يستخدم أداة خاصة تسمى محليا (الدقاقة)".
تصنع هدى الأسود في اليوم أربع مكانس وتستغرق معها صناعة المكنسة الواحدة حوالي الساعتين تقريباً ما بين ترطيب أعوادها وخياطتها وتجهيزها، التي نقوم من خلالها بإعطاء المكانس شكلها ومن ثم تخيطها بشكل يدوي.
وتقول إن عملها يعتمد على الدقة والمهارة وقد تعلمت المهنة أثناء نزوحها من منطقتها "مررت بأزمات اقتصادية أثناء النزوح فتعلمت هذه المهنة، فبالإضافة إلى الربح المادي هي مسلية ومفيدة ومن خلالها نحافظ على تراث أمهاتنا وجداتنا"، واختتمت حديثها بالتأكيد على أنها تسعى لنقل هذا التراث إلى النساء "أتمنى تعليمها للنساء والفتيات لكيلا يندثر هذا التراث مع مرور السنوات".