سلسبيل حسونة تبتكر صنع المعادن بأشكال متعددة ومميزة
تصنع الفلسطينية سلسبيل حسونة مجسمات معدنية ومشغولات يدوية بأشكال متعددة ومميزة تحارب بها شبح البطالة والفقر.
نغم كراجة
غزة ـ سوء الوضع الاقتصادي وعدم القدرة على تسديد الرسوم الجامعية للحصول على الشهادة التعليمية لم يجعل سلسبيل حسونة تقف مكتوفة الأيدي تنتظر أن يلتفت لها الآخرون، بل خرجت من بقعة الظلام إلى حي الأمل؛ لتلقى عالم آخر من الإبداع غير الذي درسته.
لم تستطع خريجة كلية التمريض سلسبيل حسونة (23) عاماً، الحصول على شهادتها الجامعية نتيجة سوء الأوضاع المادية الأسرية كما قالت "عدم حصولي على الشهادة تسبب في إضاعة فرصة عمل في مجال دراستي بالتمريض نظراً لأن سياسة التوظيف في البلاد تعتمد على تقديم الشهادة الجامعية".
وأوضحت أنه "بعد أن سيطر اليأس على طريقي اضطررت لتغيير المطاف واقتناء مهارة جديدة تمكنني من التواجد في سوق العمل، فعندما أعلن الاتحاد العام للصناعات عن دورات تدريبية بادرت بالتسجيل في دورة صنع المعادن بأشكالٍ متعددة، ولا شك أنني أبدعت وتمكنت من صناعة العديد من المجسمات والمشغولات اليدوية، ومن هنا بدأت افتتاح مشروعي الخاص".
وأشارت إلى أنه تم افتتاح مشروعها الخاصة منذ شهر ونصف، وأنشأت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "سلسبيل ستور"، بعد أن لاقت إعجاب جمهور كبير بما تصنعه من مشغولات يدوية ومجسمات معدنية مبهرة.
وأكدت على أنها تبذل مجهود كبيراً حال صناعتها القوالب المعدنية حيث تقوم بوضع المعدن المطلوب على صندوق النشر، ومن ثم مرحلة النقش عليه بالشكل المراد وصولاً لمرحلة برده وتلميعه حتى يمكن عرضه وبيعه "لاقيت إقبالاً رائعاً وكبيراً من قبل الزبائن على نقش خارطة فلسطين، وتوثيق المناسبات على المجسمات المعدنية، ذلك الأمر الذي جعلني أواصل العمل دون كلل أو ملل".
وأضافت سلسبيل حسونة "معظم أفراد عائلتي يعملون في مجال التطريز وصناعة المشغولات اليدوية منذ أعوام مما حفزني على الالتحاق بالدورة التدريبية التي أعلن عنها الاتحاد العام للصناعات"، مشيرةً إلى أن والدتها تحترف صناعة التطريز التراثي وحياكته، وتعرضن مشغولاتهن سوياً في نفس المعرض.
ولفتت إلى أنها واجهت عدة تحديات وعراقيل أثناء عملها من ضمنها انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة مما تضطر أحياناً لتنفيذ الطلبيات في وقت متأخر من الليل تزامناً مع موعد الكهرباء، بالإضافة إلى "عدم توفر بعض المعدات والآلات الرئيسية والخاصة بالمشروع داخل قطاع غزة نظراً لارتفاع سعرها ومحدودية تواجدها نتيجة استمرار الحصار المتواصل من قبل الاحتلال"، بحسب ما أوضحته.
وأشارت إلى أن عائلتها دعمتها ووقفت بجانبها لمواصلة عملها وتطويره، موضحةً أن والدتها حاولت جمع بعض المال لتشتري لها جهاز أساسي خاص بالمشروع حتى تستطيع مواصلة العمل بشكل أفضل.
لا تزال سلسبيل حسونة مستمرة في تطوير عملها وتحسين دخلها؛ حتى تستطيع تحصيل الرسوم الجامعية وتقتني شهادتها، وتسعى جاهدة للمشاركة في المعارض المحلية والدولية حتى تتوسع بعملها ويصبح لها نقاط بيع في أماكن مختلفة.