صفاء أبو عطايا تقضي على شبح البطالة بافتتاح متجرها "فكرة بإبرة"
رغم سوء الأحوال الاقتصادية في قطاع غزة إلا أن المرأة الفلسطينية تخرج إلى بقعة الضوء بقدر استطاعتها؛ لتثبت أنها قادرة ومنتجة؛ ولتضع بصمة فريدة من نوعها تنسج منها شخصيةً أقوى وأفضل مما كانت عليه
نغم كراجة
غزة ـ .
صفاء أبو عطايا 30 عاماً من مدينة غزة وهي خريجة كلية التعليم الأساسي وصاحبة مواهب متعددة من تطريز وفنون تشكيلية، اتجهت بشغفها وطموحها إلى صناعة الدمى باستخدام الفن الاميجرومي، وهو فن فريد من نوعه في قطاع غزة؛ عبارة عن دمى محشوة بالفايبر لها قالب خاص بها، تقول عن الأسباب التي دفعتها لهذا العمل "لم ينتهي بي المطاف عند استلام الشهادة الجامعية ووقوفي في طابور الخريجين الباحثين عن فرص عمل، لقد قمت بتحويل غرفة سطح المنزل إلى مكانٍ فني امتلأت أركانه بمشغولاتي اليدوية وأنشئت متجري الخاص من هنا، وهذه الخطوة صقلت شخصيتي للأفضل حيث أنني أصبحت أكثر قوة ولدي هدف واستقرار مادي".
والأميجورومي هو فن الكروشيه الياباني في حياكة الدمى على شكل أشخاص وحيوانات مجسمة صغيرة الحجم وحشوها، ويعتبر هذا الفن من الفنون الجديدة، فبالرغم من أنه كان معروفاً في اليابان منذ القدم إلا أنه بدأ يظهر وينتشر في العديد من البلدان حديثاً.
عن بداية عملها تبين "أحب أن أقدم الهدايا لعائلتي وأصدقائي من صنع يدي، والجميع يبدي إعجابه بما أصنع لذلك تشجعت وقررت أن أعمل في هذا المجال، وقدمت مشروعي لمشروع 'مبدعات من أجل الصناعة' بتنفيذ من الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وبتمويل من اليابان وحصلت على التدريب الفني والإداري والمالي وصولاً إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات وبعد مجهود وسعي تم اختيار مشروعي ضمن أفضل المشاريع".
وهدف مشروع مبدعات من أجل الصناعة إلى المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي للخريجات في قطاع غزة، وأسرهن من خلال خلق فرص عمل مستدامة، وتأسيس مشاريع صغيرة خاصة بهن من خلال تدريبهن على المهارات التقنية والمهنية وتكنولوجيا المعلومات والصناعات في مجالات الأزياء والأغذية ومنتجات التجميل ومهارات الإدارة والتسويق.
وأضافت "أسوق لمنتجاتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحة المتجر 'فكرة بإبرة' التي أنشأتها في أكتوبر الماضي، والتي لاقت إقبالاً جيداً"، مبينةً "لا شك أن هذا العمل يستغرق وقتاً طويلاً في إنجازه حيث أن الدمى الكبيرة تحتاج إلى شهرين لأنجزها أما في حالة كانت الدمى والتارات صغيرة فذلك يتطلب يومين فقط، وأسعار مشغولاتي مناسبة للجميع، فأحاول قدر الإمكان أن أقدم الطلب للزبون حسب إمكانياته من خلال تصغير أو تكبير الدمية أو عدد الغرزات المطلوبة".
ومن خلال عملها في هذا الفن ترى أن "فن الاميجرومي دقيق جداً ولا يستطيع أي شخص إتقانه بحرفية، فهو عبارة عن تكوين أشكال حسب طلب الزبون من خلال غرز الصوف بطريقة مرتبة كي أنتج الشكل المطلوب بأدوات ومعدات بسيطة كالصنارة ومستلزمات الزينة الخاصة بالعمل، كما أنني أعمل على تدوير خيوط الصوف واستخدمها في صناعة مجسمات أخرى، أو تزيين الغرفة التي أصنع بها مشغولاتي والتي أقضي بها وقتاً طويلاً".
واختتمت صفاء أبو عطايا حديثها بالقول "أطمح بتوسيع مشروعي على أرض الواقع لأتمكن من عرض جميع أعمالي وأن يكون بمقدور الجميع أن يراها، كما أتمنى أن يصبح لدي مركز تدريبي خاص؛ لأدرب به النساء ليكن متميزات وليتمكن من تحقيق استقرار مادي".