نسج السجاد مصدر دخل للنساء في إيران لتأمين استقلالهن الاقتصادي

يعد فن نسج السجاد أكثر الأعمال رواجاً بين النساء في إيران، اللواتي تعتمدن عليه في تأمين قوت عائلاتهن، واستقلالهن الاقتصادي.

سایدا شیرزاد

مركز الأخبار  ـ يعتبر نسج السجاد من الفنون الجميلة والصعبة والتي تعرف في الغالب بأنها مصدر دخل للنساء، في ظل عدم توفر فرص عمل مناسبة خاصة للمتعلمات، بما يناسب تخصصاتهن، لتأمين نفقات معيشتهن.

في مجتمع ذو قوانين أبوية، يتم منع خلق فرص العمل، وخاصة للنساء كيلا تتمكن من أن تستقلين اقتصادياً، لإخضاعهن تحت سلطة الرجال، وهو ما يؤدي لارتفاع نسب العنف والجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات، كما أن بعض الوظائف المرتبطة بالمجالات الأكاديمية تعتبر بمثابة إنذار للمجتمعات الأبوية لأنها تزيد من وعي المرأة.

تقول (شادان. م) البالغة من العمر 38 عاماً، وهي مسؤولة عن إدارة إحدى ورش نسج السجاد الموجودة في ضواحي مدينة سنه بشرق كردستان "عانيت كثيراً في حياتي من المشاكل المالية، كانت والدتي تنسج السجاد، لكن والدي يأخذ كل أموالها، رغم أنه كان يعمل ويحصل على دخل جيد، إلا أنه لم يبادر بفعل شيء لمساعدتنا في الوقوف على أقدامنا والمضي قدماً في حياتنا، حتى أنني كنت أدفع الرسوم الجامعية بنفسي".

وأشارت إلى أنه "بعد زواجي أصبح وضعي المادي جيداً، وفكرت في تأسيس ورشة للنساء اللواتي ترغبن في تأمين اكتفائهن الذاتي، وقد عملت بالفعل على ذلك، فورشة النسيج التي افتتحتها تضم الآن العديد من النساء ومن كافة الأعمار".

وأوضحت (جهان. ق) البالغة من العمر 47 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال، تعمل في ورشة النسيج، أنه تم تزويجها وهي قاصر "زوجي رجل سيء الأخلاق وسليط اللسان. وضعه المالي جيد، لكنه بالكاد يشتري مستلزمات المنزل الضرورية. ابني وابنتي الكبيران متزوجان، وقد تولى ابني الأصغر إدارة متجر والده الذي لا يمنحنا أي أموال، لذا في غيابه في ساعات الصباح أذهب إلى الورشة لنسج السجاد لأكسب بعض المال".

من جانبها تقول (محبوبة. ف) البالغة من العمر 51 عاماً، وأم لـ 4 أطفال، "تزوجت وأنا في السادسة عشرة من عمري، كنت أنسج السجاد في البداية وأعطي المال الذي أجنيه لزوجي حتى يتمكن من بدء عمل تجاري ويكون لديه دخل خاص به، إلا أنه مع بدأ عمله وازدهاره، لم يتغير تعامله، بل أصبح أسوء عما كان عليه، فلم يعد يسمح لي بالعمل لأنني طلبت منه تسجيل نصف المنزل الذي أردنا شراءه باسمي".

وأوضحت أنها تعمل في ورشة لنسج السجاد منذ عام، وذلك بعد وفاة زوجها بعامين وعدم وجود مصدر دخل سوى راتب التأمين "بدأت العمل في الورشة منذ أول يوم تم افتتاحه، حتى أكون مستقلة مالياً".

بدورها تقول (سارة. م) البالغة من العمر 33 عاماً، أنها لم تتزوج مبكراً لأنها كانت تسعى لإنهاء دراستها والعمل لتكون مستقلة مادياً، إلا أنه بعد زواجها اكتشفت أن زوجها يعاني من الإدمان، لذا اضطرت للعمل وهي حامل لإعالة نفسها وطفلها بعد الولادة، مشيرةً إلى أن زوجها يأخذ منها أموالها في بعض الأحيان بالقوة "لكي أستطيع ادخار بعض المال إلى حين ولادتي، وضعت أموالي في البنك وخبأت البطاقة لدى المسؤولة عن الورشة، فأنا أثق بها، حتى أتمكن من أخذ الأموال وقتما احتاج، لولا ورشة العمل هذه لا أعرف ما الذي كان عليّ فعله".

كما قامت كل من (ناهد. م) و(مريم. ك) وهما تتوليان رعاية وإعالة عائلتيهما، بإنشاء ورشة لنسج السجاد، في محاولة منهما لتوفير فرص عمل للنساء.

تقول (مريم. ك) البالغة من العمر 54 عاماً، وهي أم لطفلين "عندما فقدت زوجي، كان أطفالي صغاراً، براتب زوجي قمت بتربيتهم وأرسلتهم إلى الجامعة. ناهد هي جارتنا وعندما تحدثت معي وأدركت أنها تعرف كيفية نسج السجاد، خطرت في ذهني فكرة إنشاء ورشة لنسج السجاد حتى نتمكن من مساعدة النساء الأخريات اللواتي تعلن أسرهن"، وأوضحت (ناهد. م) أنه "منذ وفاة زوجي قبل عامين وبقاء طفلي دون معيل، تساءلت ماذا علي أن أفعل لتأمين قوتهم اليومي، إلى أن اقترحت عليّ مريم أن نقوم بإنشاء ورشة لنسج السجاد".

(مينا. ر) شابة تعمل في الورشة، لتعيل طفلها الذي يقضي معها عدة أيام في الأسبوع بعد انفصالها عن زوجها، تقول "أعمل لإعالة نفسي بعد انفصالي عن زوجي، أريد أن يكون لدي مال لأنفقه على ابني عندما يأتي إلي".

بينما (نسرين. ش) وهي كذلك أم لطفلين، وفقد زوجها حياته بسبب المرض، تقول "أهل زوجي لم يعتنوا بنا بعد وفاته لذا أعيش مع والدي، لكن بما أن والدي كبير في السن وغير قادر على العمل، قررت أن أبحث عن عمل لأعيل نفسي وأولادي".