نساء تعملن على تطوير اقتصادهن الخاص
تبني المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا اقتصادها المستقل بنفسها من خلال العمل في الحرف اليدوية، فضلاً عن حماية الفن الشعبي وإظهار مهاراتهن لتصبحن عاملات منتجات تعتمدن على أنفسهن.
زينب عيسى
قامشلو ـ تعمل نساء إقليم شمال وشرق سوريا في الأشغال اليدوية مستخدمات مواد بسيطة بتكلفة قليلة لإنتاج عمل فني ذي طابع متميز، بالإضافة إلى المردود المادي الذي تكسبنه من هذا العمل لتحقيق استقلالهن الاقتصادي.
"الفن اليدوي يذكرني بالزمن الماضي"
تمارس مرضية أحمد (60 عاماً) من قرية "هيمو" التابعة لمدينة قامشلو في مقاطعة الجزيرة، الحرف اليدوية منذ أن كان عمرها 13 عاماً، وتصنع جميع الأنواع والأصناف باستخدام الصوف، وعن عملها تقول "أمارس الأعمال اليدوية منذ الصغر وقد نما حبي للصناعات والحرف اليدوية كثيراً. أثناء عمل والدتي مع نساء الحي، تأثرت كثيراً، وأردت أن أتعلم أيضاً. لقد طرحت عليهم الكثير من الأسئلة حول كيفية صنع ذلك، وكيف يحدث حتى تعلمت".
وذكرت مرضية أحمد أن الأعمال اليدوية فن بحد ذاتها "إلى اليوم أصنع المنتجات اليدوية لعائلتي وجيراني. عندما أصنع المنتجات اليدوية، أشعر وكأنني أعيش في الماضي مرة أخرى. أقوم بصنع كل ما يطلب مني، سواء كان الجوارب، أو فساتين الأطفال، الكفوف، السترات والقبعات أو أي شيء آخر. لم أواجه أي صعوبات في البداية لأن الأمر كان مسلياً. هذا العمل جميلاً وبقدر شغفك به تصنع الكثير من الأشياء الجميلة".
"هذا العمل يعتبر نجاحاً بالنسبة لي"
وتصنع ليلى مري (20 عاماً) من مدينة قامشلو، الحقائب اليدوية بالخرز منذ فترة قصيرة "منذ 15 يوماً فقط تعلمت كيفية صنع الحقائب بالخرز، وبالرغم من أنني بدأت منذ فترة قصيرة إلا أنني وصلت إلى مستوى عالٍ حيث عدد متابعين صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي بالآلاف ويطلبون مني الحقائب المصنوعة من الخرز. أعتبر هذا العمل نجاحاً بالنسبة لي، لأنني أعمل بمفردي دون الحاجة إلى أحد، وأكسب موردي المالية بنفسي".
وحول الصعوبات التي واجهتها في البداية والأدوات التي تعمل بها، أشارت إلى أنه "في البداية، كنت أواجه صعوبة في توفير الأدوات اللازمة للعمل في هذا المجال وأيضاً كيفية تعلم صنع الحقائب. لقد تعلمت هذه الحرفة من خلال الوسائل الرقمية ثم فتحت صفحة خاصة بي على مواقع التواصل باسم "الفنانة ليلى"، والتي ساعدت في التعرف على أعمالي وانتشارها بشكل أكبر. أريد أن أفتح متجري الخاص في المستقبل وسيكون مشروعي أكبر وأفضل من الآن. يجب على كل امرأة أن تعمل وتفيد نفسها ومحيطها حتى تتقدم وتتطور".
حرفة صنع الشموع
ندى محمد شابة تبلغ من العمر 23 عاماً من ناحية ديرك التابعة لمدينة القامشلي، تصنع الشموع بيديها، وعن الصعوبات التي واجهتها قالت "كانت الأدوات التي استخدمها في العمل باهظة الثمن، فلم أتمكن من شراء الأدوات، ولم أتمكن من الحصول على قوالب الشمع بسهولة ثم أحضرت القوالب من خارج روج آفا، وأصبح عملي سهلاً، ودعمتني عائلتي وزوجي وزادوا من ثقتي بنفسي. في البداية، قمت بهذا العمل كموهبة وقلت إنني أستطيع القيام بذلك وواصلت التقدم".
وعن الأدوات التي تستخدمها أشارت إلى أن العطور والألوان وقوالب الشموع وزيت خاص للشموع هذا كل ما يتطلبه العمل على صنع الشموع، لافتةً إلى أنها تسعى إلى افتتاح محل خاص بها في المستقبل وتوسيع مشروعها "في المستقبل أريد أن أتطور أكثر وأفتح متجراً خاصاً لنفسي، لقد أنشأت صفحتي الرقمية الخاصة وأنا أبيع منتجاتي الآن على ذلك الموقع".