نساء سردشت تساهمن في تعزيز الاقتصاد المحلي

يساعد خلق فرص العمل للنساء في سردشت على تقليل هجرة الفئة الشابة والأسر إلى المدن الكبرى. وهذا يمنع إخلاء القرى والمناطق الحدودية ويؤدي إلى الحفاظ على الديناميكية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.

لانا محمدي

سردشت ـ تلعب المرأة دوراً مهماً في زيادة دخل الأسرة من خلال المشاركة في مختلف الأعمال التجارية، بدءاً من إنتاج الحرف اليدوية وحتى إدارة متاجر البيع بالتجزئة، وتساعد هذه الشراكة العائلات على الابتعاد عن مصدر دخل واحد، مثل الزراعة أو تربية الماشية.

غالباً ما تنشط نساء مدينة سردشت بشرق كردستان في إنتاج الحرف اليدوية مثل الحياكة ونسج السجاد. يتم إرسال هذه المنتجات للسوق وللتصدير إلى مناطق أخرى. قامت بعض النساء بتوسيع أعمالهن بالرغم من العقبات التي تواجههن مثل محدودية الوصول إلى الأسواق الكبرى ونقص الدعم الأسري وتأمين رأس المال الأولي أو الحصول على قروض لتوسيع أعمالهن.

روناك محمودي بائعة ملابس نسائية تبلغ من العمر 38 عاماً، تقول "لدي طفلين وأعيش بعيداً عن عائلتي، لكن في بعض الأحيان أساعدهم أيضاً في الأعمال ونفقات المعيشة. أدفع إيجاراً شهرياً للمنزل في ظل الركود في السوق حيث لا توجد حركة مبيع وشراء ففي سردشت هاجر معظم الشباب والشابات الأمر الذي أثر بقوة على السوق".

وتابعت "في السابق، كانت لدينا مبيعات جيدة على الأقل في مواسم معينة، مثل العيد أو الخريف عندما تفتح المدارس، لكن الناس الآن يبحثون أكثر عن السلع الرخيصة أو المستعملة، حتى أن العديد من الناس يأتون للرؤية وليس الشراء. الوضع الاقتصادي للناس سيء للغاية، كما أصبحت السلع باهظة الثمن. من ناحية أخرى، فإن حدود سردشت جعلت الناس يفضلون شراء السلع المستوردة الرخيصة المواد الأجنبية".

وعن وضع السوق، تقول سحر سعيدي بائعة مستلزمات الحرف اليدوية "أوضاع السوق أصبحت صعبة جداً على البائعين. اعتدنا أن نبيع مشغولاتنا اليدوية للمسافرين والسكان المحليين على حد سواء، ولكن الآن لا يستطيع المسافرون ولا السكان المحليون تحمل تكاليف الشراء. أصبح الناس يركزون أكثر على تلبية احتياجاتهم الأساسية ولم تعد الحرف اليدوية من أولوياتهم".

وأضافت "تتطلب الصادرات وسطاء أو رأس مال، وتوسيع أعمالي يتطلب دعماً حكومياً، مثل القروض بدون فوائد، لكن الحكومة لا تدعم الأعمال التجارية النسائية. كان التسويق عبر الإنترنت جيداً، ولكن بسبب التضخم وارتفاع سعر الدولار، انخفضت القوة الشرائية للناس بشكل كبير".

وأشارت إلى أنه "عليهم أن ينشؤوا لنا أسواقاً حتى نتمكن من بيع منتجاتنا دون وسطاء، مثل المعارض المحلية أو حتى التصدير مباشرة، كما أنه إذا ازدهرت السياحة في سردشت، فسنتمكن من الربح من المسافرين مرة أخرى".

تقول سناء قدري (29 عاماً) التي تملك محلاً لبيع العطور "أعيش مع أمي وأخي، ونحن من نقوم بتأمين احتياجات المنزل. في الأشهر القليلة الماضية، لم يكن لدي دخل جيد وليس لدي زبائن. في السابق، كان الوضع الاقتصادي للسوق أفضل، لذلك كنت أستطيع دفع إيجار المحل، لكن الآن بسبب الدخل المنخفض لا يمكنني تأمين إيجار المحل. أشتري البضائع من طهران وبانه وهولير، وفي كل مرة أشتريها، تصبح الأسعار أكثر تكلفة. العطور ليست منتجاً أساسياً وقد انخفضت مبيعاتها كثيراً مقارنة بالماضي".

تتمتع سردشت، باعتبارها مدينة حدودية ذات خصائص فريدة، بفرص وتحديات خاصة للمشاركة الاقتصادية للمرأة، فمن خلال عملها في مجالات مثل الحرف اليدوية وإدارة البيع بالتجزئة، تلعب المرأة دوراً رئيسياً في زيادة دخل الأسر، ومساعدتها على الابتعاد عن الاعتماد على الدخل من مصدر واحد، مثل الزراعة أو تربية الماشية، الأمر الذي يساعد على الحد من الفقر.

ويتم تنفيذ العديد من هذه الأنشطة، بما في ذلك تصنيع المنتجات الزراعية وإنتاج الحرف اليدوية، باستخدام الموارد المحلية، التي لا تساهم في التنمية المستدامة للمنطقة فحسب، بل تتوافق أيضاً مع البيئة.

ويساعد التواجد الفاعل للمرأة في السوق المحلي لمدينة سردشت، كالأسواق اليومية والمتاجر، على تعزيز الاقتصاد المحلي في هذه المنطقة. ومع الدعم اللازم، يمكن للمرأة أن تصبح الركيزة الأساسية لاقتصاد المنطقة، بالإضافة إلى تحسين الاقتصاد، فإن الاستثمار في تمكين المرأة هو استثمار في مستقبل أفضل للمجتمع بأكمله.