مؤسسة نادي الفتيات الفلسطيني تسعى إلى خلق فرص عمل جديدة للنساء
أكدت النساء المشاركات في مؤسسة نادي الفتيات الفلسطيني، أن النادي قدم لهن الدعم لإيجاد فرص عمل جديدة تحقق لهن اكتفائهن الذاتي وتحسن من أوضاعهن الاقتصادية.
نغم كراجة
غزة ـ تسعى مؤسسة نادي الفتيات الفلسطيني إلى خلق فرص عمل جديدة للنساء في ظل التحديات والأزمات المجتمعية من خلال إعطائهن برامج تدريبية متخصصة تمكنهن اقتصادياً وتحقق استقلاليتهن المادية.
تأسست مؤسسة نادي الفتيات الفلسطيني عام 2019 ويضم أكثر من 140 امرأة وفتاة من جميع انحاء قطاع غزة يهدف النادي إلى تنمية مهارات النساء وتأهيلهن لسوق العمل، ويعتبر رائداً في دعم قدرات الفتيات وتمكينهن اقتصادياً من خلال منحهن دورات تدريبية في أكثر من سبعة مجالات مختلفة، كما أنه يسعى إلى توفير فرص عمل مناسبة بعد تدريبهن.
تقول عضو مجلس إدارة المؤسسة دعاء البايض إن النادي يقدم الدعم الضروري للنساء والفتيات اللواتي لديهن طموح وترغبن بالاعتماد على أنفسهن وتحققن اكتفاءهن الذاتي وتحسين أوضاعهن الاقتصادية على وجه الخصوص "نطرح مجموعة من البرامج التدريبية المتخصصة التي يحتاجها السوق، وعملنا أيضاً على التشبيك والتنسيق مع القطاع الخاص والحكومي لتأمين فرص عمل للفتيات بقدر الإمكان".
وأوضحت أنه "في ظل التحديات والصعوبات التي تواجه الفتيات من فقر وبطالة قدمنا العديد من البرامج التدريبية المهنية المتنوعة حسب حاجة السوق منها تعلم الخياطة وأصولها، كفن تطريز الزي الفلسطيني، وفنون الرسم التشكيلي كالديكور والجرافيك".
وأشارت إلى أن مدة كل تدريب يستغرق ثلاث أشهر على الأقل حتى تصبح الفتاة محترفة في مجالها "نسعى إلى إيجاد فرص عمل للفتاة بعد حصولها على الدورة التدريبية"، مضيفةً أن غالبية الفتيات في النادي هن خريجات جامعيات لكن الحظ لم يسعفهن بسبب قلة فرص العمل "الاعلان عن برامج النادي كان فرصة لهن لتنمية مهاراتهن وتطوير قدراتهن وتمكينهن اقتصادياً في غير مجالاتهن الجامعية بحيث تستطعن إيجاد مصدر دخل لهن".
وأضافت أن الطاقم الإداري والتدريبي هو كادر نسوي وذلك ما يميز فكرة النادي كآلية لبعث الطمأنينة وتماشياً مع النظرة الشرقية السائدة، خاصةً أن الكثير من الأهالي يرفض مشاركة فتياتهم في مثل هذه الأنشطة والمشاريع عند تواجدهن مع الذكور "نحن في مجتمع يستهين بقدرة النساء وعطائهن نعمل على تعزيز الثقة بالنفس وقوة الإرادة وتغاضي الأعراف السلبية ولابد أن يكون للمرأة دافع إيجابي حتى تصنع مستقبلها".
وعن الصعوبات والعراقيل التي واجهت نادي الفتيات الفلسطيني أوضحت أن النادي واجه العديد من العراقيل في بداية تأسيسها حيث افتتحت أبوابها تزامناً مع انتشار جائحة كورونا، مما استدعى الأمر إلى إغلاق المنشآت في البلد، لكن هذا لم يمنع النادي من مواصلة المسيرة وتحقيق التنمية الاقتصادية للفتيات، إلى جانب قلة التمويل أمام أعداد النساء التي تقدمت للتسجيل في البرامج التدريبية.
ومن جانبها تقول كاترين بعلوشة إحدى المتدربات أن تعلمها لمهارة جديدة منحها قوة الشخصية ومواصلة السعي لأنها حرمت من التعليم قطعاً بسبب ظروف عائلية "أصبح لدي كياني الخاص بعد مشاركتي في النادي وامتهاني حرفة جديدة لم تكن بالحسبان ويمكنني انشاء مشروع صغير داخل منزلي"، وساهم الطاقم النسوي في النادي على بث الأمل والإيجابية وتعزيز ثقتها بذاتها ومتابعتهن المستمرة لها.
وبدورها قالت خريجة الهندسة الزراعية تسنيم أبو حليمة أنها تجاوزت التحديات المجتمعية واعترضت القيود التي فرضت عليها "كان من الصعب خروجي من البيت ساعات طويلة للعمل بحكم العادات والتقاليد البالية التي تعيش عليها عائلتي لكن الأوضاع المادية المتردية جعلتني أخوض غمار العمل حتى ألبي احتياجاتي ومتطلبات أسرتي".
وبينت أنها لجأت لتعلم مهارة جديدة في النادي واختارت مجال الخياطة وتصميم الأزياء نظراً لحاجة السوق إلى هذا العمل "لم يكن سهلاً علي كمهندسة زراعية أن أعمل في غير مجال تخصصي كما أنني تلقيت الاعتراض من البيئة المحيطة على فكرة مشاركتي في النادي، لكن الحاجة أم الاختراع"
وفي ختام حديثها قالت خريجة الهندسة الزراعية تسنيم أبو حليمة أنها كانت تعمل بشكل موسمي في المشاتل الزراعية في فصل الشتاء فقط وعند انتهاء الموسم تجلس بدون عمل، مما دفعها لاكتساب خبرة في مجال آخر حتى تتمكن من إيجاد فرصة عمل "على الرغم من أن المسافة التي اقطعها للوصول إلى النادي طويلة إلا أنني مصممة على بلوغ الهدف؛ لتحسين أوضاعي الاقتصادية وإعالة اسرتي".