من خلال عملهن في الأفران يسعين إلى تأمين اقتصادهن الخاص

تسعى النساء في شمال وشرق سوريا إلى تأمين اقتصادهن الخاص، من خلال الانخراط في كافة الأعمال ومنها العمل في الأفران الذي كان محتكراً من قبل الرجال

عذراء السعدو
كوباني ـ ، فالنساء يضفين تميزهن وخصوصيتهن وجانبهن الإنساني على أي عمل يلجن فيه.
مع انتشار الأفران التي تعمل فيها النساء في شمال وشرق سوريا، بدأت تظهر الخطوات الإنسانية الحثيثة، عبر توفير الخبز الذي يعد مادة أساسية لكل من يحتاج إليه، وفتح أبواب العمل أمام كل من يرغب بتنمية اقتصاده الذاتي في ظل الأوضاع الراهنة. 
افتتحت هيئة الاقتصاد في مقاطعة كوباني فرن "الحياة" بالتنسيق مع منظمة AVC في عام 2017، وتقول الإدارية في الفرن ليلى رمو كور "هدفنا من الافتتاح توفير فرص عمل للنساء اللواتي لا يملكنَّ معيلاً وذوات الدخل المحدود".
مشيرةً إلى دور المرأة العاملة "حققت المرأة إنجازات كبيرة، عبر قيادتها الطليعية للمجتمع، وسعيها لتحقيق اقتصاد خاص بها، ويبرز ذلك عبر العمل في الفرن الذي كان حكراً على الرجال في السابق".  
وعن العمل في الفرن، تقول "بعض النساء يعملنَّ في قسم القطاعة، وأخريات يجمعنَّ الخبز، وبعضهنَّ يضعنه في الأكياس، ومنهنَّ يوزعنه على المهجرين، وهنالك قسم للمحاسبة". 
ويوزع الخبر مجاناً على العوائل المهجرة، "بحسب البطاقات الشخصية المخصصة للعوائل، نوزع 3600 ربطة يومياً على 1200 شخص"، وتحتوي الربطة الواحدة عشرة أرغفة ويصل وزنها إلى 2 كغ".
ويبدأ الدوام من الساعة الخامسة صباحاً حتى الـ 12 ظهراً وأحياناً يستمر حتى الساعة الواحدة أو الثانية "يتوقف تحديد ساعات العمل بحسب عمل عجانات الخبز في دورية واحدة، وعدد العاملات فيه 12 امرأة، وتوفر هيئة الاقتصاد المواد اللازمة كـ (الطحين، والخميرة، والملح)، ونستهلك في الشهر 58 طن من الطحين".
ودعت ليلى رمو كور النساء للمشاركة في العمل من أجل تلبية الاحتياجات اليومية لهنَّ، ورفع اقتصادهنَّ الذاتي وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي للمجتمع.
 
 
تقول العاملة في الفرن فريال عبدي (54) عاماً، وهي أم لأربعة أولاد "بدأتُ العمل في الفرن منذ أربع سنوات، من أجل الاعتماد على ذاتي وتحسين ظروفنا المعيشية، وتخطي المشكلات الاقتصادية، لذا انتابتني رغبة كبيرة في العمل بهذا المجال".
وتعتبر أن الصعوبات التي تواجهها في العمل، يمكن لها أن تتخطاها أو تتأقلم معها عبر الممارسة "المرأة ذات الإرادة القوية تحول الصعب إلى سهل، وتتجاوز بحكمتها جميع العقد، وروابط الألفة والاحترام متينة في عملي، ولهذا فإنه مريح".
 
 
وتقول العاملة في قسم المحاسبة ديلبر خليل أن العمل هو فرصة للمرأة، لتنظيم حياتها، وإثبات ذاتها وإرادتها، "نستمد قوتنا وطاقتنا من بعضنا البعض، ونقتدي بالنساء اللواتي يرتقين إلى مجالات عليا، لذا نحاول التوفيق بين عملنا ومنزلنا".
وعن عملها توضح بأنه "يحتاج للدقة والتركيز، وهو عمل حساس جداً، لذا أبذل قصارى جهدي لعدم ارتكاب الأخطاء في حساب كل ما يدخل ويخرج من الفرن، كالمواد والتكاليف في نهاية الشهر، وأكتب التقرير الشهري لكافة الصادرات والواردات لأقدمه للإدارة".
وتحب ديلبر خليل عملها الذي يميزه تعاون النساء، وتفتخر بالعمل الإنساني الذي يقمن به عبر مساعدة العوائل المُهجرة "مادة الخبز أساسية في القوت اليومي، ولا يمكن الاستغناء عنها".
ووجهت ديلبر خليل نداءً لكافة النساء في منازلهنَّ، بأن ينخرطنَّ في العمل إذا كانت لديهنَّ الإرادة "المرأة القوية المقدامة قادرة على الوصول لطموحاتها، لذا عليها ألا تكتفي بالجلوس في منزلها فقط".