"مذاق الموصل" يوفر فرص عمل للنساء

بعد انتهاء حقبة داعش السوداء حملت الكثير من النساء مسؤولية رعاية منزلهن وأولادهن بعد أن فقدن المعيل، واستطاعت المرأة أن تثبت ذاتها في جميع المجالات متحدية جميع الصعوبات.

نور المرسومي

العراق ـ أكدت مديرة مشغل مذاق الموصل مهية يوسف إن الظروف الصعبة هي التي تخلق العزيمة والإرادة "يجب على النساء أن تكن كالجبل القوي والراسخ الذي يواجه جميع العواصف التي تمر به ويهزمها بثبات".

تقول مهية ادهام يوسف المعروفة باسم (أم عماد) مديرة مشغل مذاق الموصل أنه "بعد تحرير المدينة العديد من النساء فقدن المعيل، لذلك كان لا بد من الاعتماد على ذواتهن، فقمت بافتتاح مشغل مذاق الموصل لمساندتهن ومساعدتهن في محنتهن، فالمشغل بدأ بعاملتين، والآن يضم أكثر من 30 عاملة".

وأوضحت أن المشغل يعمل على إعداد المأكولات التراثية كالكبة المصلاوية، العروق المصلاوي، الدولة، البرياني والكثير من المأكولات التي لاقت قبول من مدن ومناطق أخرى.

وبينت أن المشغل حصل على دعم من المنظمة الدولية للهجرة IOM، من أجل تقديم الدعم لأكبر عدد من النساء، فافتتاح المشغل بكادر نسائي يعد تجربة فريدة من نوعها في المنطقة خاصة أن هناك امرأة مخصصة لتوصيل الطلبات للزبون (الدلفري).

ووجهت رسالة لجميع النساء قالت فيها إن الظروف الصعبة هي التي تخلق العزيمة والإرادة "يجب على النساء أن تكن كالجبل القوي والراسخ الذي يواجه جميع العواصف التي تمر فيه ويهزمها بثبات".

وبينت أن المشغل يضم نساء من جميع المكونات عربية وكردية وتركمانية، وهذا دليل على التعايش السلمي بين الشعوب، وقالت "رغم المشاكل التي واجهتنا في بداية العمل من قبل المجتمع الرافض لعمل المرأة إلا أننا استطعنا تحقيق طموحنا ومواجهة تحديات المجتمع وإثبات أن المرأة عنصر فعال ويجب أن تعمل لتثبت ذاتها وتحقق الاكتفاء لنفسها".

 

 

من جهتها قالت عبير إلياس جاسم وهي إحدى العاملات في المشغل ولديها 3 أطفال "بداية كانت عائلتي رافضة لفكرة أن أعمل وخروجي من المنزل، لكن بعد معرفة العائلة أن مشغل مذاق يضم كادر نسائي فقط لم يكن لديهم أي اعتراض".

وأوضحت أن ساعات العمل في المشغل مناسبة، فنحن نعمل ورديتين صباحي ومسائي "رغم ضغط العمل ومسؤولية المنزل إلا أني أشعر براحة تامة كوني اعتمد على ذاتي، واحصد ثمرة جهدي وتعبي".

من جانبها أوضحت سائقة توصيل الطلبات مكارم هشام عبد الرحمن أن "آلية العمل تتم عن طريق استلام الطلبات من المشغل وبعد ذلك أقوم بتوصيلها للعوائل ورغم الانتقادات التي اتعرض لها من المجتمع والعائلة لكني لم أبالي لها وواجهتها جميعاً بقوتي وإرادتي وعزيمتي القوية".

وتمنت مكارم عبد الرحمن أن يتم توسيع هذا المشروع لتقديم دعم أكبر للنساء اللواتي ما زلن تكبحن تحت نير العادات والتقاليد.