لجنة اقتصاد المرأة إحدى دعائم المرأة في شمال وشرق سوريا

تعتبر لجنة اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا أحد دعائم اقتصاد المرأة في المنطقة التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير فرص عمل للنساء.

شيرين محمد

قامشلو ـ يعمل اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا بجهد كبير لسد النقص الذي تعانيه المنطقة، وتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من النساء من خلال زيادة المشاريع وخاصة الزراعية منها، والحد من استغلال جهود المرأة.

حول مشاريع اقتصاد المرأة لعام 2023 قالت الإدارية في لجنة اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا كولي مراد أن اللجنة تعتمد على الزراعة بشكل كبير في مشاريعها "تعتبر أرض منطقة الجزيرة أرض زراعية لذا اعتمدنا في هذه المنطقة على الزراعة من خلال مشاريع متنوعة، حيث قمنا بزراعة كافة أنواع البقوليات كالعدس والشعير والحمص، بينما اعتمدنا في إقليم الفرات على زراعة أشجار الزيتون، حيث تم زراعة ما يقارب 7 آلاف شجرة".

وأوضحت "في إقليم الجزيرة هنالك العديد من المشاريع منها زراعة الخضار بكافة أنواعها الشتوية والصيفية في البيوت البلاستيكية، ومن المشاريع الجديدة التي نعمل عليها الآن هي زراعة الأنفاق"، وعن ذلك المشروع تقول "تعد زراعة الأنفاق تجربة جديدة بالنسبة لاقتصاد المرأة، بدأنا بها في عام 2022، ولأن لاحظنا نتائجها الإيجابية من المقرر التوسع في المشروع خلال العام الجاري".

وعن الطريقة التي يتبعونها في زراعة الأنفاق تقول "إن زراعة الأنفاق عبارة عن نصف بيت بلاستيكي، تحمي الخضار والمزروعات من الهواء والتأثيرات الأخرى التي تضر بها، تعتبر بيوت بلاستيكية ولكن بشروط طبيعية، لا تستخدم فيها الغازات والأجهزة الأخرى، تنضج الخضار والمزروعات بشكل أسرع لتلبية احتياجات المنطقة في جميع الأوقات".

وعن الصعوبات التي واجهت عملهن تقول "في أي عمل كان هنالك صعوبات وخاصة في المجال الزراعي الذي يحتاج الكثير من الجهد والمستلزمات، بسبب ما تعانيه المنطقة تواجهنا الكثير من الصعوبات منها الجفاف وقلة الأمطار في الوقت الذي تحتاج المزروعات إلى سقاية"، لافتةً إلى أن "نقص الأمطار كان له أثار سلبية على عملنا في الزراعة، من جهة أخرى الحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا، فنحن نعتمد في عملنا على الآلات الزراعية مثل الجرارات وغيرها ولكن في حال حدوث أي عطل في الآلات يصبح هنالك خلل في عملنا حتى يتم تأمين القطع المتضررة والتي تكون تواجدها ضئيل في المنطقة، ومن جانب آخر نعاني من نقص الكهرباء والمحروقات".

وتحاول لجنة اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا تأمين احتياجات المنطقة من الخضار والمزروعات كما أوضحت كولي مراد "إننا نبذل قصارى جهدنا لتأمين احتياجات المجتمع، كما إننا كاقتصاد المرأة نبيع الخضار بأسعار أقل من أسعار السوق ليأخذ الأهالي كفايتهم من الخضار، وكتدابير لقلة الأمطار وتغير المناخ حاولنا مع بداية هذا العام حفر الآبار في جميع المناطق ليتم استخدامها في وقت الضرورة، والقمح الذي نقوم بزراعته يتم تصديره لمطاحن القمح وبذلك تكون قد اكتفت المنطقة ذاتياً".

وحول القرارات التي تم اتخاذها خلال الكونفرانس الثالث لاقتصاد المرأة تقول "بعد انعقاد الكونفرانس الثالث كانت هنالك الكثير مع القرارات والتي كان من المقرر العمل عليها في العام الحالي وأهمهما كان زراعة أشجار الفواكه في العديد من المناطق حسب التربة التي يتم الزراعة فيها، لأن عدد أشجار الفواكه قليلة جداً في منطقة الجزيرة، حيث سيتم زرع ما يقارب أربعة آلاف شجرة في ناحية ديريك، وفي إقليم الفرات بدأنا بزراعة ما يقارب خمسة آلاف شجرة عنب، للاستفادة من ثمارها وأوراقها التي سيتم نقل البعض منها إلى معامل الكونسروة التي كنا افتتحناها سابقاً"، مضيفة "نعتمد على الزراعة في تأمين المواد الأولية لهذا المشاريع، خاصة في صنع مربيات الفواكه والمخللات وتخزين وحفظ أوراق العنب".

وفيما يتعلق بالأسمدة المستخدمة خلال عملية الزراعة أوضحت "في جميع مشاريعنا الزراعية نحاول قدر الإمكان استخدام الأسمدة الطبيعية التي تتم صناعتها من براز الحيوانات وقشور الفواكه وبقايا الأطعمة/النفايات العضوية، ونسعى لتطوير وترسيخ هذه الفكرة في المنطقة فمن خلالها يمكننا توعية المجتمع بأهمية فرز النفايات التي يمكننا إعادة تدويرها مرة أخرى واستخدامها في الزراعة، ونهدف من خلال هذا المشروع الحفاظ على البيئة من تأثيرات الأسمدة الكيماوية والنفايات أيضاً، وليكون انتاجنا صحي خالي من الأسمدة الكيماوية".

وبينت أنه "لبدأ مشاريعنا نحتاج لعدد من العاملات، لذا نتعاون مع الجمعيات التي تؤمن عدد كبير من العاملات، وهذه فرصة لهن لبناء اقتصادهن الخاص، كما أننا نهدف من خلال هذه المشاريع الزراعية أو الصناعية إلى توفير فرص عمل مناسبة للأمهات والفتيات لتستطعن مساعدة أسرهن في تلبية الاحتياجات الضرورية".