جمعية حرفيات بقفصة... نواة اجتماعية للنهوض بواقع المرأة الاقتصادي
تبذل الجمعيات النسائية في قفصة جهوداً كبيرة للنهوض بوضع المرأة ودورها الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء وجعلها عنصراً فاعلاً في مجتمع تحكمه النزعة الذكورية.
إخلاص الحمروني
تونس ـ بحكم أن اقتصاد منطقة قفصة الواقعة جنوب غرب البلاد يعتمد على الصناعات الاستخراجية بالأساس وهو قطاع يعمل فيه أكثر من 90 بالمائة من الرجال، سعت جهات من المجتمع المدني، وعلى رأسها جمعيات نسائية لمساعدة المرأة على افتكاك مكانتها في هذا المجتمع الذكوري.
تنشط "جمعية النساء الحرفيات بقفصة" التي تأسست في عام 2016 في هذا المجال، حيث جمعت شمل عدداً من النسوة للنضال من أجل هذه القضية وتمكين المرأة اقتصادياً، وتعمل تحت شعار "يوفى مال الجدين وتدوم صنعة اليدين".
وأوضحت رئيسة جمعية النساء الحرفيات بقفصة سلوى مناري أن هدف تأسيس هذه الجمعية النسوية هو تشجيع المرأة في هذه الجهة على تعلم حرفة تمكنها من ضمان استقلالها المادي بعيداً عن تبعيتها للرجل سواء كانوا الوالدين أو الزوج، مبينة أن الجمعية توفر للمرأة سواء كانت متعلمة أو أمية، فتاة صغيرة في السن أو كبيرة، العديد من الدورات التدريبية في مجالات مختلفة على غرار الخياطة، الحياكة، صنع الحلويات، الخزف، وجعلها متمكنة في إحدى هذه الاختصاصات من أجل نيل شهادة تساعدها على اقتحام سوق العمل أو افتتاح مشروع خاص.
من جهتها أكدت العضوة في الجمعية سنية ميلوش وهي مدربة في صنع الحلويات، أن الدورات التدريبية تشهد إقبالاً مكثفاً من نساء المنطقة اللاتي ترغبن في اتقان الحلويات والمرطبات سواء التقليدية منها أو العصرية "تأتي الكثير من النسوة إلى الجمعية لتعلم حرفة تمكنها من العمل وكسب المال، ولا تقتصر فئة المتكونات أو المتدربات على النساء الكبيرات في السن بل نشهد إقبال الفتيات أيضاً والحاصلات على شهادات عليا الذين طالت بهم رحلة البحث عن عمل".
وأكدت على جدية ومثابرة كل المتدربات ونجاحهن في إثبات وجودهن ومكانتهن في تسويق منتجاتهن باعتمادهن على التجارة الإلكترونية وفتح صفحات للترويج لها.
وأوضحت أن "نشاط العمل الجمعياتي لا يقتصر فقط على تعليمهن حرفة بل أيضاً نحاول تقديم يد المساعدة والتأطير والتثقيف في مجالات تخص الصحة، وقد سعينا مؤخراً إلى تنظيم ورشات تثقيفية حول السرطان بمناسبة شهر أكتوبر الوردي إضافة إلى مواضيع أخرى لها علاقة بالسمنة والصحة الإنجابية".
وأضافت "نحاول قدر الإمكان النهوض بواقع المرأة وجعلها عنصراً فاعلاً في المجتمع وتشجيعها على افتتاح مشاريع من أجل ضمان استقلالها المادي وكسر القاعدة التي تقول أن مكان المرأة في البيت والرجل هو الذي يعمل خارج البيت".
وبدروها قالت نجاح حناشي قمزة، وهي حرفية لديها خبرة أكثر من 40 عاماً في مجال الصناعات التقليدية وحاصلة على العديد من الشهادات "العمل الجمعياتي في قفصة يعمل على تأطير المرأة وتوجد الكثير من الجمعيات النسوية الناشطة لجعل المرأة عنصراً فعالاً في المجتمع".
وعن جمعية النساء الحرفيات بقفصة أوضحت "تنشط منذ أكثر من 8 سنوات وقد لاقت أنشطتنا التدريبية نجاحاً وإقبالاً لأنها جمعية أسستها ثلة من نساء قفصة إيماناً بقدرة المرأة في الجنوب التونسي عموماً وفي قفصة خصوصاً على محاربة الظروف الاجتماعية والاقتصادية الفكرية والمضي قدماً من أجل إثبات ذاتها".
وأكدت أن المرأة في قفصة مهمشة وخاصة في سوق العمل لأن المنطقة نفتقر إلى المصانع والشركات التي تستقطب هذه الفئة من اليد العاملة والحاصلة على شهادة تدريب في أحد الاختصاصات.
وبينت أنه "من أجل ذلك تعمل جمعيتنا على تدريب المرأة ومساعدتها على افتتاح مشروعها الخاص، إلا أن مشكلة تمويل المشاريع وترويج بضاعتهن والمشاركة في المعارض تبقى من أهم العوائق التي تعترض نشاط الفتيات أو النسوة اللاتي تشاركن في دوراتنا التكوينية" قائلة "سنظل نحارب من أجل الدفاع عن مصالح المرأة هنا في منطقتنا مثل ما تحارب نسوة قفصة لتكون قوية وناشطة".