عفيفة كالو: تأثيرات وأضرار الحصار على الشهباء كبيرة
يقف الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مقاطعة الشهباء عائقاً أمام انتعاش المنطقة، كما أنه تسبب في ازدياد معاناة الأهالي والنازحين.
روبارين بكر
الشهباء - بينت الرئيسة المشتركة للجنة الزراعة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا عفيفة كالو أن أضرار وتأثير حصار النظام السوري على المنطقة لا يعد ولا يحصى. مؤكدةً أنه يقف عائقاً أمام تحقيق حياة كريمة للنازحين وتأمين فرص عمل لهم.
في مكانٍ لا تتوفر فيه معابر للدخول والخروج من مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا سوى العبور من حواجز النظام السوري تستمر سياسة النظام اللاإنسانية تجاه الآلاف من مهجري عفرين وسكان مقاطعة الشهباء، وهذا ما يؤثر بشكلٍ مباشر على الاقتصاد في المنطقة ويزيد من المعاناة لدى الأهالي في ظل الأزمة السورية.
عانت وما زالت تعاني مقاطعة الشهباء من الدمار والاستهداف المباشر في ظل سيطرة الفصائل المسلحة عليها منذ بدايات الأزمة السورية، وهذا ما أدى لتدمير البنية التحتية فيها بعدما كانت المكان الأساسي للكثير من مصانع المواد الغذائية، ومع تشديد النظام السوري الحصار الخانق عليها ومنع إدخال المواد الغذائية والأدوية تتفاقم المعاناة ويتدمر الاقتصاد.
حيث تعتمد مقاطعة الشهباء بالدرجة الأولى في اقتصادها وبكونها منطقة ريفية على الزراعة إلا أن نسبة العمل بها باتت ضعيفة في السنوات الأخيرة وسط فقدان أبسط متطلبات العمل الزراعي من سماد، وبذور وغيرها، بالإضافة لعدم توفر مادة المازوت للعمل على ري المزروعات بالشكل المطلوب، عدا عن استهداف المزارعين والأراضي الزراعية في بعض القرى من قبل الاحتلال التركي والفصائل المسلحة المتمركزين في قرى مجاورة لمقاطعة الشهباء من منطقة الباب وصولاً لعفرين.
وبحسب مسؤولي الاقتصاد في المقاطعة فإن هذا هو السبب الأساسي وراء ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة إذ أن المزارعين يدفعون الكثير من الأضرار لحين زراعة وحصاد مواسمهم الزراعية.
عن تفاصيل هذا الموضوع تحدثت لوكالتنا الرئيسة المشتركة للجنة الزراعة في إقليم عفرين عفيفة كالو التي أشارت في بداية حديثها إلى اندلاع الأزمة السورية وآثارها السلبية على جميع جوانب الحياة "بات كل شيء مرتبط بالسياسية ومصالح القوى والأطراف المتواجدة في المنطقة وهذا هو حال الوضع الاقتصادي عامةٍ في المنطقة".
وأكدت أن الوضع الاقتصادي، والزراعي والاجتماعي في المنطقة معتمد على الوضع السياسي "مقاطعة الشهباء ومنذ تهجير أهالي عفرين إليها وحتى قبل ذلك تتعرض لحصاراً خانق يفرضه النظام السوري بشتى الطرق والوسائل على مهجري عفرين وأهالي الشهباء".
وشددت على أنه "حتى وأن أراد النظام السوري وبحسب مزاجه أن يمرر في بعض الأحيان المواد فذلك يكون بصعوبة كبيرة من فرض ضرائب هائلة على المواد أو نهب بعضها من أصحابها وبقائها معلقة بين الحين والآخر على الطرقات إلى أن تنتزع المواد وتصبح غير صالحة للاستخدام ويفرضون شروط لا تقبل على الإدارة والتجار".
ومن المصاعب والعوائق التي يتعرضون لها كلجنة الزراعة التي تعتبر الجانب الأساسي الذي يعتمده أهالي المنطقة كمردود اقتصادي لهم قالت "نعاني صعوبة في تأمين الموارد الأولية للبدء بالمشاريع الزراعية كالبذور، والسماد، خاصة أنه صادف هذا الربيع هطول الأمطار وأجواء الصقيع القوية والتأثير المباشر على زراعة المنطقة".
وعن أسباب اهتمام اللجنة الزراعية في المنطقة بزراعة القمح والشعير ذكرت عفيفة كالو أنه "بكون المنطقة معرضة للحصار الخانق بشكلٍ دائم نحرص على أن تكون مادة القمح والشعير الأساسيتان لدى سكان المنطقة ومتوفرتان بشكلٍ دائم".
واختتمت حديثها بالتأكيد أن الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء أضراره وتأثيره على اقتصاد وأهالي المنطقة لا تعد ولا تحصى "الحصار يمنعنا من افتتاح مشاريعٍ اقتصادية قادرة على تأمين فرص عمل وتوسيع أنواع الزراعات في المقاطعة كالخضار والفاكهة".