فقدان البصر لم يكن عائقاً أمام سوزا معروف

فقدت سوزا معروف بصرها بسبب المرض، لكنها تعمل خياطة منذ أكثر من 30 عاماً، كما تقوم بتدريس المكفوفين/ات في إحدى المنظمات.

هيلين أحمد

السليمانية ـ تسعى المرأة دائماً للحصول على حقها في العمل وتنمية قدراتها وتحقيق أهدافها في العمل، وتحاول النساء ذوات الإعاقة العثور على وظائف تكون فيها قدراتهن أبرز أسباب قبولاً فيها.

تريد النساء ذوات الإعاقة من خلال عملهن وأنشطتهن التأكيد على أنهن قادرات على القيام بعملهن اليومي دون مساعدة أحد كغيرهن من الناس العاديين، سوزا معروف، امرأة من ذوات الإعاقة، تعمل في مجال الخياطة منذ 30 عاماً، وتقوم منذ عدة سنوات بتعليم النساء مهارات الخياطة في منظمة روشناي ديل للأشخاص ذوي/ات الإعاقة.

وعدم وجود مبنى لم يمنعها من العمل وتطوير مهاراتها، بالإضافة إلى الخياطة، علمت الكثير من النساء كيفية الخياطة من خلال مهاراتها، فهي تقوم حالياً بتدريس الخياطة للنساء ذوات الإعاقة كمعلمة متطوعة في منظمة روشناي ديل.

 

"بسبب عملي الجيد لم يصدق الناس أنني كفيفة"

فقدت سوزا معروف بصرها عندما كانت في الرابعة من عمرها، بدأت هذه المهنة مبكراً بسبب شغفها بالعمل والخياطة، "عندما بدأت الخياطة لأول مرة، ساعدتني زوجة أخي وأخبرتني أني ذكية ويمكنني فعل ذلك، لقد تعلمت خياطة جميع الملابس، لكنني الآن لا أقوم إلا بعملي الضروري بسبب المرض، كما أقوم بتدريس طلاب الخياطة في أيام السبت في روشناي ديل ولدي العديد من الطلاب والطالبات الموهوبين/ات الذين اتقنوا مهارات الخياطة".

وقالت "عندما زارني زبائني، لم أتمكن من استخدام المتر لأخذ المقاسات، لكنني كنت أقيس الملابس بيدي وأقوم بالخياطة، كما قيل لي في العمل إنني لست كفيفة بسبب إتقاني لعملي".

 

"لقد قمت بعملي دون مساعدة أحد"

لفتت سوزا معروف إلى أنها لم تكتفي بخياطة الألبسة فحسب، بل تحاول حالياً أن تتعلم كيفية خياطة حقائب الحفلات حتى تتمكن من مواصلة مهارتها الحرفية، كما أنها تقوم ببعض أعمالها المنزلية ولا تحتاج إلى أي مساعدة، "إلى جانب الخياطة، قمت بخياطة الزهور وخياطة الزي الكردية، والآن أحاول أن أتعلم كيفية خياطة الحقائب باللؤلؤ، أفعل ما أريد ولا أستسلم كونه لدي إعاقة ولا أستطيع".

وقالت "أحاول فعل كل ما أريد أن أتعلمه وبعد ذلك سأنجح، أولاً أقوم بإلغاء النموذج الذي أريد أن أتعلمه ثم أكرره عدة مرات، عندما أرغب في خياطة فستان ما، أقوم أولاً بأخذ النموذج يدوياً، ثم تحديد النمط وخياطته بعد أن أقوم بقص القماش بنفسي وإزالة نمط القطع، لا أحد يساعدني عندما أقوم بالخياطة والقص، فأنا أقوم بكل أعمالي بنفسي، لقد دعمني والداي دائماً ولم يمنعاني من العمل".

وفي ختام حديثها قالت "تمنع بعض الأسر النساء ذوات الإعاقة من مغادرة منازلهن للعمل، العديد من هؤلاء النساء تعانين من اضطراب عقلي بسبب بقائهن في المنزل والتفكير المستمر يسبب مشاكل، احث العائلات على مساعدة النساء ذوات الإعاقة على مغادرة منازلهن حتى تتمكن من الاندماج في مجتمعهن وأصدقائهن وتحقيق أهدافهن".

 

"المرأة ذات الإعاقة ليست معفاة من العقلية الذكورية"

من جانبها قالت ريزنا ريبوار، طالبة الخياطة والحرف اليدوية في منظمة روشناي ديل، إنها تزور المنظمة أيام السبت مع صديقاتها، وتعلمهن سوزا معروف مهارات الخياطة بشكل جيد في المنظمة "جميعنا لدينا إعاقات ولكننا لا نرضخ للصعوبات ونقوم بعملنا بأنفسنا".

وقالت "تواجه نساؤنا صعوبات في عملهن بسبب العقلية الأبوية، لكن التحديات التي تواجه ذوات الإعاقة أكبر بمرتين، حيث يقال لهن إنهن لا تستطعن العمل أو الدراسة".

وأضافت "نحن من ذوات الإعاقة لا نستطيع الرؤية لأي سبب من الأسباب، ولكننا نستطيع القيام بأنشطتنا اليومية وتطوير قدراتنا، مثل أي شخص آخر، يمكننا الحصول على وظائفنا الخاصة وتطوير مهاراتنا".