دير الزور... زراعة البيوت البلاستيكية سبيل لتحقيق اكتفاء الذاتي
تعمل الكثير من نساء ريف دير الزور الشرقي في الزراعة نظراً لأهميتها في تأمين الحاجات الأساسية، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي لاقتصاد أسرهن.
زينب خليف
دير الزور ـ تعد الزراعة من أهم المقومات التي يعتمد عليها أهالي ريف دير الزور بشمال وشرق سوريا، نظراً لارتباطهم بالأرض، حيث أنها توفر لهم احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
تشتهر مدن شمال وشرق سوريا بالعديد من أنواع المزروعات، التي تعد أحد أعمدة الاقتصاد، وقد اعتمدت العديد من النساء في دير الزور اللواتي تعملن في حرث الأراضي الزراعية وزراعتها من أجل تأمين دخلهن، على زراعة الخضروات في البيوت البلاستيكية للوصول إلى اكتفائهن الذاتي.
تقول هند الجاسم من مدينة هجين، وهي إحدى النساء اللواتي تعملن على زراعة الخضروات في البيوت البلاستيكية "في ظل انهيار الليرة السورية وارتفاع أسعار الخضروات قمنا بزراعة الخضروات في البيوت البلاستيكية لكي تساعدنا في معيشتنا ولتحسين أوضاعنا، ولنخزن منها المؤونة ونغطي احتياجات أسواقنا".
وتتطلب الزراعة في البيوت البلاستيكية اهتماماً خاصاً من ناحية اختيار الأصناف الملائمة وتهيئة الأجواء المناسبة من حرارة ورطوبة والاعتناء بها وريها وتسميدها، كما أوضحت هند الجاسم، والتي أشارت إلى أن الزراعة تتطلب مجهوداً وتكاليف متعددة "لا سبيل لنا في تحسين اقتصادنا وتأمين قوت يومنا إلا من خلال الزراعة".
وأضافت "تبدأ الزراعة داخل البيوت البلاستيكية في شهر شباط، ولأننا نفتقر للبيوت البلاستيكية الرسمية، نقوم بزراعة البذور وتغطيتها بأكياس نايلون حتى تكبر قليلاً وتكون جاهزة للزراعة، ومن ثم نقوم بنقلها إلى البيوت البلاستيكية مع بداية شهر نيسان"، مشيرةً إلى أن بعض الخضروات لا تحتاج لزراعتها في البيوت البلاستيكية.
وأكدت على سعيهم لتطوير طرق زراعة المحاصيل والخضروات، لتجاوز الصعوبات التي تواجههم وأبرزها نقص المياه، وعن أنواع الخضروات التي يزرعونها تقول "نقوم بزراعة كل ما يحتاجه السوق، كالفليفلة والباذنجان والطماطم والخيار والكوسا"، لافتةً إلى أن أسعار البذور والأسمدة والأدوية الزراعية مرتفعة جداً "لا نملك مردوداً مادياً يساعدنا لكي نشتري كل ما يتطلب أثناء الزراعة فأوضاعنا متردية".
وقالت في ختام حديثها "نقوم بحراثة الأرض وتنظيفها من الحشائش الضارة وسقايتها وتغطيتها تحت أشعة الشمس الحارة وهكذا حتى تصبح الخضروات ناضجة، والتي يتم توزيع قسم منها على الجيران وتحضير قسم آخر منها للمؤونة".