بعملهن في المجالات المختلفة تحققن اكتفائهن الذاتي
ساهمت النهضة الصناعية في إقليم شمال وشرق سوريا بنقلة نوعية في واقع النساء من خلال توفير فرص عمل لهن للاعتماد على ذاتهن وتحقيق استقلالهن الاقتصادي.
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت العاملات في معمل صناعة المثلجات الملونة في مقاطعة الرقة، أن افتتاح المعامل الصناعية والغذائية ساهم في تعزيز دورهن ضمن القطاعات الصناعية التي كانت في السابق حكراً على الرجال.
تمكنت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال انخراطهن بالمجالات المختلفة من كسر القيود والمفاهيم المجتمعية التي تصنف العديد من الأعمال على أنها حكر على الرجال فقط، إذ ساهم افتتاح العديد من المعامل والشركات التجارية والصناعية للمواد الغذائية في توفير فرص عمل للعديد من النساء اللواتي تعتبرن العمل سبيلهن الوحيد لتحقيق استقلالهن الذاتي والاقتصادي.
وفي فصل الصيف ووسط ارتفاع درجات الحرارة، يبدأ عمل المعامل بصناعة مختلف أنواع المثلجات الباردة، من بينها معمل صناعة المثلجات الملونة شرق مقاطعة الرقة الذي افتتح منذ عامين ويضم 30عاملة تعملن على شكل مناوبات صباحية ومسائية.
تقول وضحى الصالح إحدى العاملات "عندما سمعت بافتتاح معمل للمثلجات في المنطقة التي أقطن بها قررت الانخراط لإعالة أسرتي في تأمين احتياجات المنزل والاعتماد على نفسي، فأنا أعمل ضمن الوردية الصباحية، ولكل وحدة منا عمل مخصص لها إذ يتطلب صناعة المثلجات الملونة العديد من الخطوات".
وحول خطوات صناعة المثلجات أوضحت أنه "بعد الانتهاء من صناعة مادة المثلجات نقوم بإضافة النكهة واللون إليها ومن ثم نمررها على آلة السير الكهربائية لإدخال المادة وقطع القوالب الخاصة، من ثم يتم وضع عود داخل كل قطعة لتأتي بعدها مرحلة التغليف بالأكياس الخارجية المخصصة لها والتي هي من المهام المنسوبة إلي، لتأتي مرحلة وضعها في أكياس كبيرة من ثم أدخلها في البرادات المجمدة إلى حين تصديرها إلى المحلات في الأسواق".
وأشارت إلى أنها تواجه العديد من الصعوبات أثناء عملها "على الرغم من قضاء ساعات طويلة في العمل وتحمل درجات الحرارة المرتفعة نتيجة استخدام الآلات الكهربائية لفترات طويلة، ألا أننا سنستمر في عملنا من أجل تحقيق الاستقلال المادي"، مضيفةً أن المعمل يتميز بأنه الوحيد في المنطقة الذي يصنع المثلجات بكافة أنواعها وبأسعار مناسبة وهذا ما أدى إلى زيادة الأقبال عليه.
وعن التغييرات التي طرأت على واقع المرأة، أكدت وضحى الصالح، أنه نتيجة للعادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة التي حرمت المرأة من حقوقها وتخصيص بعض الأعمال على أنها حكر على الرجال فقط وأنه من المعيب والعار أن تخرج المرأة من منزلها لذلك كان من النادر رؤيتها تعمل، لكن اليوم تمكنت من التحرر واستعادة كافة حقوقها وعلى رأسها انخراطها في مجالات العمل اذا تمكنت من خلاله كسر تلك المفاهيم التي تحجم دورها في المجتمع".
وأكدت أن وجود مثل هذه المعامل ساهم في توفير فرص عمل للنساء والفتيات في المنطقة "اتمنى أن تفتح معامل وورشات عمل خاص بالنساء في المنطقة لما لها أهمية في دعم الإنتاج المحلي والصناعي والتجاري، كما يجب على جميع النساء الاعتماد على أنفسهن والعمل في كافة المجالات من أجل كسر مفهوم أن بعض الأعمال حكر على الرجال فقط، فالمرأة قوية وقادرة بإصرارها وإرادتها تعلم العديد من المهن".
وبدورها قالت براءة الشلبي أنها أجبرت على ترك تعليمها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة "قررت الاعتماد على نفسي من أجل مساعد أسرتي في تأمين مستلزمات المنزل"، مشيرةً إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات في بداية عملها لكنها مع مرور الوقت والعمل مع النساء استطاعت تخطيها "كنت أقوم بوضع الأعواد الخشبية في ألواح كبيرة بشكل مرتب، ليتم بعدها سكب مادة المثلجات الجاهزة، ومن ثم يتم وضعها في آلات كهربائية خاصة بتجميدها".