انخفاض نسبة الإنتاج يدفع المزارعين إلى العمالة الموسمية

أوضحت المزارعة أمينة أوزدمير التي تعمل في حدائق هوسال بمدينة آمد في شمال كردستان، أنهم لم يتمكنوا من شراء المواد الزراعية بسبب الأزمة الاقتصادية، وأن الإنتاج في انخفاض من عام لآخر.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ إن حدائق هوسال الواقعة في آمد بشمال كردستان، والمدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تواجه خطر فقدانها لخصائها كبساتين زراعية خصبة، حيث يتم في كل عام زراعة آلاف أنواع الخضار في الحديقة التي تضم المئات من الحقول الزراعية.

في السنوات الأخيرة انخفضت عائدات المنتجين التي يكسبونها من حديقة هوسال، حيث لم يكن هناك أي ربح من محصول هذا العام لارتفاع أسعار الأسمدة والمواد بسبب الأزمة الاقتصادية والتغير المناخي.

تقول أمينة أوزدمير التي تعمل منذ ٣٠ عاماً في إنتاج الخضروات في حقلها الموجود في حدائق هوسال، أن الطقس الحار وارتفاع الأسعار يؤثران بشكل جسيم على إنتاجية الزراعة، مشيرةً إلى أنه على الرغم من عملهم طوال المواسم الأربع، إلا أنهم لم يكسبوا الأجر المنصف لجهودهم، وأنهم مترددون ولم يتوصلوا إلى قرار نهائي بشأن زراعة حقلهم في السنوات المقبلة.

 

الإنتاج والعائدات في تراجع!

وتزرع أمينة أوزدمير في الحديقة كل من الريحان والخس والنعناع والبقدونس، لافتةً إلى إنهم يواجهون صعوبات في الوصول إلى المياه لري المزروعات التي بدأوا في حصادها مع نهاية الصيف "نحن نزرع جميع أنواع الخضروات هنا، أعمل منذ سنوات ولكن لم يسبق لي إن واجهت الصعوبات التي واجهتها في هذه السنوات الأخيرة، لم يعد بإمكاننا فعل أي شيء بسبب ارتفاع حرارة الطقس وغلاء الأسعار، وبما أنه لم يعد بإمكاننا توظيف العمال بسبب التكلفة، فإننا نقوم بكامل عملية الحصاد بأنفسنا، ولأني كنت أعمل على ذلك بنفسي كنت في الحديقة يومياً طوال مدة هذا الصيف".

 

"لا نتمكن من شراء المبيدات والأسمدة"

وأوضحت أن للأزمة الاقتصادية تأثير كبير عليهم "فيما مضى، كان بإمكاننا الزراعة في أي وقت إثر توفر الأسمدة والمياه، والآن لا نستطيع توفير حتى المطاط لربط رزم الأدوية، ناهيك عن الأسمدة، لقد زاد سعر المطاط للضعف مقارنة بالعام الماضي، ولأننا لم نتمكن من شراء المبيدات الزراعية، فقد احترق كل ما لدينا من الريحان خلال هذا العام، إن هذا المكان هو مصدر دخلنا الوحيد، إننا لا نعمل في أي مكان آخر غير هذا الحقل، ولكنه لم يعد يلبي أياً من احتياجاتنا، نبيع الرزم هنا بسعر أرخص بنسبة ٥٠% من السوق".

 

"لا نجني شيئاً مقابل جهودنا"

ونوهت إلى أنهم كانوا يفكرون في احتمالية أن يعملوا في العمالة الموسمية لأنهم لم يكسبوا شيئاً مقابل جهودهم التي يبذلونها في عملهم في الحقل "لا نتمكن من كسب شيء مقابل عملنا ولا بأي شكل من الأشكال، المزارعون لا يكسبون المال أبداً، في هذا الصيف الحار اعتقدت أنني سأصاب بنزيف في الدماغ، وها هو الشتاء قادم ولا نملك أي شيء، توقف العديد من أصحاب الحدائق عن زراعة حقولهم بسبب التكاليف الباهظة، نحن نخشى القيام بذلك".