الزراعة المنزلية مرادف للاكتفاء الذاتي في ظل الغلاء
اهتمت المرأة بالزراعة في الفترة الأخيرة في ليبيا، فبدأت بين الحين والآخر تنطلق دورات تدريبية لتعليمهن مبادئ الزراعة المنزلية، وحثهن على الاهتمام بالأشجار وزراعتها حتى أمام بيوتهن تخفيفاً من حدة التغييرات المناخية التي تضرب العالم.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ "الزراعة بالنسبة لي مهنة وهواية في ذات الوقت"، هكذا قالت المهندسة نجوى عبد الكريم التي لديها مشتل تبيع فيه النباتات وتعمل على تدريب النساء وتوعيتهن بأهمية الزراعة المنزلية.
نجوى عبد الكريم خريجة كلية الزراعة قسم المحاصيل، عمدت خلال السنوات الماضية إلى أنشاء مشتل صغير في بيتها تقوم فيه بالتشتيل والزراعة، مشيرة إلى أنه عملت في ذلك بحكم معرفتها الجيدة بالنباتات من خلال تخصصها في الجامعة، تحديداً في المحاصيل وهي الشعير والقمح والذرة، ومن ثم توجهت للاهتمام بنباتات الزينة والظل.
وقالت "بعد جمعي للمعلومات من الانترنت وتعلمي أكثر حول نباتات الظل قمت بإنشاء حساب على فيسبوك للتعريف بعملي، عدد كبير من النساء أردن الشراء مني، خاصة وأنهن لا تردن الذهاب للمشاتل التي ربما تكون بعيدة عن مكان سكنهن، إضافة إلى أنهن تفضلن التعامل مع النساء مثلهن في مثل هذه الأمور كون النساء هن الأكثر اهتماماً بالزراعة المنزلية".
وأوضحت أن زبوناتها تجاوزن سن الأربعين "عندما تأتي إلي إحداهن طلباً للاستشارة تقول أنني اهتم بمجموعة من النباتات ولكنها تموت ولا أعرف كيفية الاهتمام بها حتى تستمر معي، مؤكدة أن النباتات تحتاج إلى إضاءة جيدة وري منتظم، فهو كائن حي يحتاج اهتمام معين"، مشيرة إلى أنه "عند شراء الزبون لأول مرة أنا أختار له نوعية النبات التي لا تحتاج إلى اهتمام كثير، مثل الري كل يوم، ثم بعد ذلك متى تعودت على النبات والتعامل معه اعطيه ما يريد ومن ثم أقوم بمتابعتهن عن طريق النت وإرسال الفيديو لهن وهن يقمن بالتعامل مع النباتات"، وتتمنى أن يكون لديها قطعة أرض حتى تستطيع زراعة أشجار مثمرة وتوسيع رقعة عملها، وزراعة الخضروات.
وحول إمكانية تدريب النساء على الزراعة المنزلية في محاولة منهن للاكتفاء الذاتي مع غلاء الأسعار والتغييرات المناخية قالت "هناك الزراعة المائية وهي تقنية بسيطة جداً عبارة عن أنابيب بها فتحات صغيرة ويقوم بالزراعة فيها، وهناك من يدعمها بوصلها بحوض أسماك لأن فضلات الأسماك هي من الامونية، وهي مفيدة جداً للنباتات وتظل المياه تسير في نظام مقفل، وهنا نضع المواد الغذائية في المياه لأنه المتعارف عليه النباتات تأخذ غذائها من التربة، ولكن في حال الزراعة المائية لا توجد تربة لذلك نضع في هذه المياه نوع من الأسمدة التي تساعد على النمو ونستطيع زراعة كل شيء من الخضروات مثل الطماطم والفلفل وهي تقنية ناجحة".
وتتمنى أن تقوم بعمل دورات تدريبية في الزراعة المائية، وهي تقنية بسيطة تتماشى مع منازل بنغازي التي أغلبها شقق لا توجد بها مساحات، فيمكن الاستفادة من الشرفات لهذه الزراعة.
وأوضحت أنها تدعم مشروعها مادياً من خلال البيع فهي تخصص جزء مما تحصل عليه بعد البيع لدعم مشروعها، فالمشتل يخدم نفسه بنفسه.
وأكدت على ضرورة اهتمام الإعلام بدعم المرأة والدفع بها للتعرف على أهمية الزراعة المنزلية في خلق اكتفاء ذاتي لأسرتها داخل منزلها "الدورات مهمة في دعم المرأة في هذا الجانب ففي الفترة الماضية تم عمل دورة تدريبية في الزراعة للنساء، وحضرت 30 امرأة وبعد الانتهاء منها طالبت مجموعة أخرى بإعطاء دورات في ذات المجال"، مشددة على تثقيف النساء بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة بأهمية الزراعة في ظل التغييرات المناخية "التوعية تبدأ من المدارس وإدراج مادة الزراعة في المنهج، مثلما كانت موجودة من قبل، فالشجرة هي العامل الأساسي في تنقية الهواء فمثلا لو زرعت كل أسرة في بنغازي أمام منزلها شجرة، سنرى بنغازي مليئة بالأشجار، وهذا لا يكلف كثيراً، وعينا الاهتمام بالأشجار بعد عملية التشجير التي تقام كل عام، فالسقاية لهذه الأشجار هي الأكثر أهمية لاستمرارها في النمو، لذلك مالم تكن هناك أهمية بها تصبح عملية التشجير غير جدوى.
وقالت في ختام حديثها "كمهندسة على استعداد للاهتمام بالجانب العلمي في اختيار الأشجار وكيفية زراعتها واختيار الأماكن المناسبة لها، وعلى الحكومة وباقي الجهات المختصة الاهتمام تحديداً بعملية الري المنتظم لها".