'المرأة قادرة على خلق مشاريع مربحة وبإمكانها المشاركة في الدورة الاقتصادية'
حققت مروى شريّط حلمها بدخول عالم التجارة وتأسيس مشروعها الخاص الذي لطالما آمنت به، لتحقق استقلالها المادي وتثبت أن المرأة قادرة على خلق مشاريع مربحة وبإمكانها المشاركة في الدورة الاقتصادية
زهور المشرقي
تونس ـ .
تقول مروى شريّط البالغة من العمر 23 عاماً، من مدينة القيروان، والحاصلة على إجازة في شعبة البرمجة الإلكترونية، عن فكرة مشروعها "عندما كنت طالبة بدأ شغفي في دخول عالم التجارة يكبر شيئاً فشيئاً، كنت أقتني أشياء بسيطة وأبيعها لزميلاتي، وراودتني فكرة تأسيس مشروع خاص بي منذ أن ولجت لسوق العمل، فقد عملت في البداية كبائعة عن بعد مع شركة متخصصة في بيع مستحضرات التجميل".
وتضيف "كنت دائمة التفكير في نوعية المشروع الذي سأنشئه، لكن في النهاية قررت إنشاء مقاولة تجارية لبيع الأجهزة الإلكترونية ومواد التجميل"، وعن السبب الأساسي وراء تأسيس مشروعها الخاص توضح "عزمت على الأمر لأنني أردت أن أحقق استقلالي المادي، كما أنني كنت أرغب في تحدي نفسي بولوج عالم التجارة وأثبت للمجتمع أن المرأة قادرة على خلق فرص عمل ومشاريع مربحة، وبالتالي المشاركة في الدورة الاقتصادية".
عزمت مروى شريّط على تحقيق مشروعها على أرض الواقع، رغم أنه لم يكن لديها رأس مال كبير لبدأ المشروع كما أوضحت "استثمرت مدّخراتي التي كنت أجنيها من عملي في شركة التجميل وحصلت على قرض بنكي ودخلت التجربة، لم أكن أرغب بإنشاء مشروع صغير، بل فكرت أن تكون البداية كبيرة بإنشاء مقاولة تجارية قائمة بذاتها، دخلت المغامرة وكنت عازمة على إنجاح المشروع مهما كلفني من جهد وتعب ووقت، وبالفعل في فترة وجيزة تضخمت نسبة المبيعات، وأصبح اسم المقاولة يردد في أكبر المؤسسات التجارية في تونس لبيع الأجهزة الإلكترونية".
وحول سبب رفض عائلتها قرارها دخول مجال التجارة أوضحت "رفضت أسرتي تأسيسي مشروع خاص بي ودخول عالم الأعمال الحرة، معظم الأسر التونسية تفضل أن تلج بناتهن وظائف حكومية أو مؤسسات خاصة لكي تحصلن على دخل شهر مستقر رغم أن أجور العاملين في تلك الوظائف زهيدة، ويرفضون أن تلج الفتاة مجال التجارة لاعتبارهم أنه مجال حكر على الرجال، وأنها مغامرة لأن المرأة لن تتمكن من تحقيق النجاح كما الرجل"، وأضافت "ولكن بالرغم من رفض عائلتي وعدم تقديمهم أي دعم معنوي، أمضيت بأمل نحو تحقيق حلمي ومشروعي الذي آمنت به".
وإلى أي حد تأثرت مقاولتها خلال تفشي جائحة كورونا تقول "كنت خائفة جداً في بداية انتشار الوباء، خاصةً بعد فرض الحجر الصحي وتوقف أغلب الأنشطة، ولم أكن أدري حينها ما الذي سيحدث، لكن حصل لما لم أكن أتوقعه، فخلال هاتين السنتين طرأ على المشروع تحولاً كبيراً وتمكن من تحقيق مبيعات كبيرة، فبعد أن أجبرت الدولة إغلاق المقاولات أنشطتها، فكرت في تأسيس موقع إلكتروني خاص بالشركة، ما ساعدني في رفع المبيعات بعد أن تزايدت الطلبات على اقتناء بعض الأدوات المنزلية والإلكترونية ومستحضرات التجميل".
ولزيادة الطلب على منتجاتها اعتمدت مروى شريط خاصية التوزيع المجاني إلى المنازل لتحقيق راحة الزبائن والتعريف أكثر بمؤسستها.
وبرغم النجاح تقول مروى شريط أن الصعوبات موجودة في طريق كل شخص ساع للتطوير والعمل، لقد نجحت في تجاوز العقبات والصعوبات كتنقلي المستمر بين الجهات لتأمين بعض السلع، والتأقلم مع سوق العمل في المجال التجاري الذي يحتكره غالباً الرجال، فلم يكن سهلاً على ابنة البادية القادمة من منطقة محافظة النجاح إلا بالإرادة القوية فأنا أحب عملي رغم صعوبته وأؤمن أنني أسير على الطريق الصحيح".
وشددت على ضرورة العمل للتصدي لفكرة إقصاء النساء من مجال التجارة "يسعى الرجال في هذا المجال إلى دعم بعضهم فقط، ويعتبرون أن المرأة يمكن أن تنجح في عمل إداري أو في مجال التعليم وغيرهما من الأعمال الأخرى، وهي فكرة تدل على تفكير ذكوري"، مشيرةً إلى أن المرأة التونسية أثبتت في السنوات الأخيرة نجاحها وكفاءاتها أينما حلّت بشهادة الإحصائيات والأرقام الرسمية التي أثبتت أن أكبر الشركات الناجحة والتي تستأثر الأرباح الضخمة تديرها نساء.
وأوضحت مروى شريط أن الايمان بنفسها وبمشروعها أول أسرار نجاحها، مؤكدةً على عدم خوفها وترددها في خوض كل المجازفات والتصدي للعراقيل التي قد تعترض سبيلها، وتشجع الفتيات على المغامرة وعدم المكوث وانتظار فرص العمل من بيوتهن، بل توصيهن بالعمل لتطوير ذواتهن "كوني مسؤولة عن نفسك وآمني بحلمك مهما كانت صعوبته لتحقيق أهدافك، فدائماً هناك أمل، وأول مفاتيح النجاح المثابرة والإخلاص والعزيمة".