الحجر الصحي وارتفاع الدولار يصعبان عمل جميلة الجمعة

منذ ثلاث سنوات، تعمل جميلة الجمعة، بمشغلها الخاص على خياطة المجالس العربية، إلا أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية والحجر الصحي صعب عملها.

سيلين محمد
قامشلوـ
تحوي أغلبية المنازل في شمال وشرق سوريا على المجالس العربية، وللمرة الأولى في ناحية القحطانية تقوم المرأة بخياطة هذا النوع من المد، بدءاً من أخذ القياسات ووصولاً إلى الشكل النهائي له. 
جميلة الجمعة (45) عاماً، من سكان ناحية القحطانية/تربه سبيه التابعة لمقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا، تعمل منذ ثلاثة أعوام في صناعة المجالس العربية وخياطتها في مشغلها الخاص، تقول عن عملها هذا "افتتحنا المشغل، من أجل أن يكون عملنا ضمن المنزل، بحيث لا نعمل تحت سلطة أحد، وندير مشروعنا الخاص بجهدنا، وبهذا تعود الأرباح في النهاية كاملة لنا".
تعلمت مهنة الخياطة من والدتها منذ كان عمرها 15 عاماً، "كنت أساعد أمي في عملها، ومنها اكتسبتُ الخبرة، حتى بتُ قادرة على خياطة جميع أنواع الملابس، وبدلاً من العمل في المحلات بمهنتي، وظفتها في مشروعي الخاص".
ويساعدها في المشغل أولادها الخمسة وزوجها، وعدد من جاراتها اللواتي تعلمنَّ منها "في حال كان هنالك ضغط علينا، أطلب العون من جاراتي، واستقطبنا خلال فترة من الزمن العديد من الزبائن، الذين أشادوا بجودة عملنا".
وفي عملها تأخذ جميلة الجمعة قياس الغرفة التي سيوضع فيها المجلس العربي، ومن ثم تختار نوعية الإسفنج الذي ستستخدمه كـ "الديلوكس"، وعقبها تقصه في مشغلها حسب القياسات، ليختار الزبون فيما بعد نوعية القماش وألوانه، من أجل خياطته على مقاس الإسفنج، "أرباح عملنا تكون بين الـ 25% و30%، فأسعارنا أقل من السوق دائماً لكي نكسب الزبائن، ومن المعروف أن المشتري يقارن بين الأسعار والجودة".
 
"من خلال عملي أسعى إلى تنمية اقتصادي"
أطلقت جميلة الجمعة اسم "رائد" على مشغلها نسبة إلى أحد أبنائها، "أسعى من خلال عملي في هذا المشغل إلى تنمية اقتصادي الخاص، وأشتري المواد التي احتاجها لصناعة المد العربي من "إسفنج، أقمشة، إبر وأدوات خياطة" من التجار في مدينة قامشلو". 
وواجهت في بداية افتتاح المشغل عدد من الصعوبات أبرزها عدم وجود رأس المال الكافي لشراء البضاعة، وعدم امتلاك الوقت الكافي لإتقان العمل، امتلكت آلتين واحدة للخياطة والأخرى للحبكة، إضافة لآلة خاصة بتقطيع الإسفنج. وعن العوائق التي تواجهها في الوقت الحالي تقول "ارتفاع الدولار أدى لغلاء أسعار المواد التي نستعملها في عملنا، إضافة للحجر الصحي الذي يعيق الزبائن عن الوصول إلينا من القرى المجاورة، ويصعب علينا الحصول على المواد الخام للعمل".
وتشجع جميلة الجمعة كل امرأة قادرة على العمل وافتتاح مشاريع خاصة بها من أجل أن ترتقي باقتصاد نفسها وبلدها وأن تخطو نحو أهدافها "للمرأة دور كبير وهي اليوم على قدم المساواة مع الرجل، وأمامها العديد من فرص العمل التي لم تكن تستطيع القيام بها في السابق، ولم تعد تخشى الانتقادات".