الأزمة الاقتصادية في تركيا تفاقم معاناة النساء المعيلات
النساء في تركيا تعملن ليلاً ونهار لتغطية احتياجات عوائلهن الأساسية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد بسبب سوء تدبير السلطة الحاكمة.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ تتفاقم الأزمة الاقتصادية في تركيا يوماً بعد يوم ويرتفع معها معدل الفقر والجوع، ولتفاديها تقوم النساء بتقليل كمية ونوعية المنتجات التي تقمن بشرائها.
ازدياد معدلات التضخم الاقتصادي يزيد معه أسعار المواد الأولية على رأسها المنتجات الغذائية، وفي كل يوم تحاول النساء تقليل كمية ونوعية المنتجات التي يقمن بشرائها، وفي أحيان كثير تعدن من السوق بيدين خاليتين بسبب ارتفاع الأسعار، سلطان سنا امرأة مسنة تعمل في سوق الخميس بضاحية باغجلار منذ ١٥عاماً وهي واحدة من النساء اللواتي لا تستطعن كسب لقمة العيش بسبب هذه الأزمة، وذكرت أنها تعمل من أجل دفع إيجار محلها ودفع الفواتير، وقالت "سوف نموت من الجوع أنه المصير الذي يمكن تواجهه إذا لم نعمل".
"تبيع الفلفل الذي تصنعه بنفسها"
وتقوم سلطان سنا ببيع الفلفل الحار الذي تصنعه من ثمار الفلفل الذي زرعته بنفسها، تعيش مع زوجها وتعمل في ساحة السوق منذ سنوات عديدة، وعلى الرغم من تقدمها في السن إلا أنه عليها العمل لكسب لقمة العيش، "أقوم بزراعة بذور الفلفل وقطفه وتجفيفه بنفسي وثم أطحنه في المصنع القريب منها، وبعدها أضعه في أكياس تحضيراً لبيعه في السوق، في بداية الأمر نظر إليّ الناس بغرابة لكنهم مع مرور الوقت اعتادوا على ذلك، لأن الأمور لم تبقى على ما كانت عليه من قبل، فالقيام بعملك الخاص أفضل بكثير من أن تكون عاملاً لدى شخص آخر أو أن تقوم بأعمال تجارية بأجر يومي، أعمل بلا توقف وليس لأحد فضل عليّ".
"أعمل هرباً من الموت جوعاً"
وأكدت سلطان سنا أنه على الرغم من حبها للعمل إلا أنها تواجه صعوبات في كثير من الأحيان، كونه ليس لديها من يعيلها، إنها تضطر للعمل اليوم حتى تتمكن من تأمين مصاريف المعيشة لليوم التالي فقط "لا يوجد من يعتني بنا في الوقت الذي أصبحت فيه غير قادرة على العمل أو عندما أتقدم أكثر في السن، فإذا لم تملك أي مال في جيبك فلن يهتم بك أي أحد، كل ما أجنيه من مال أدفعه لسداد الفواتير، إذا لم أعمل أنا أو زوجي فسوف نموت من الجوع، على الرغم من أنني مريضة لكنني مجبرة على العمل حتى لا نبقى جائعين، أعمل من أجل البقاء على قيد الحياة فقط".
"أردوغان مستمر برفع الأسعار"
وفي نهاية حديثها قالت سلطان سنا "هذه الأيام أفضل أيامنا فالأسعار سوف ترتفع أكثر، ووقتها لن استطيع فعل أي شيء آخر بالمال الذي اكسبه من عملي في السوق سوى دفع الفواتير والإيجار، أردوغان قام برفع أسعار كل المواد بشكل جنوني، مهما عملنا فالمال الذي نكسبه من السوق لن يكفينا، لقد أصبح سعر رغيف الخبز الواحد ١٠ ليرة تركية وإذا أردت شراء الطماطم فسعر الكيلو الواحد منه يساوي ٢٠ ليرة تركية، هذا ليس كل شيء فالأسعار في ارتفاع مستمر، تنتظرنا أيام أسوأ من هذه التي نمر بها الآن، هناك فرق كبير أن أجلس في البيت وأنا بهذا السن وبين العمل مجبرة لتأمين لقمة العيش، فإذا لم أعمل فسوف نظل جائعين، وسيطرنا صاحب المنزل في حال لم أدفع لها الإجار كما سيتم قطع المياه والكهرباء عنا، ولن نتمكن حتى من الحصول على خيمة نحمي أنفسنا فيها" .